أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

فتوحات تطبيعية…خطوة أولى نحو المطالبة بحق العودة اليهودي!!

أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
كما يعرف كل عاقل، فقد بتنا نعيش في زمن قلب الموازين، والكيل بمكيالين، واستساغة المنكر من الأفعال لا بل والاعتياد عليه، كأنه الفعل الحق والفعل الصواب! حتى وصل الأمر ببعض حكام دولنا الإسلامية، التخلي عن ثوابتهم العقائدية والوطنية والعربية، في سبيل البقاء على عروشهم وتنمية قروشهم! فأصبحوا كأحجار الشطرنج بيد الصهيوأمريكية!! وإلا قولوا لي بالله عليكم كيف يعقل أن يتحول اللص السارق إلى حليف مستأمن؟!! وكيف يعقل أن يتحول الإرهابي إلى حمامة سلام؟! وكيف يُعقل أن يتحول الجاني إلى ضحية؟! أليس ذلك بسببكم يا حماة الديار الإسلامية؟! تتسابقون إلى الاتفاقيات التطبيعية وكأنكم بسباق للمراثون على توقيع خيانتكم وخروجكم إلى مزابل التاريخ!! لأن من يسمح ويفسح المجال أمام عدو أمته أن يتمكن من خيرات بلاده ومدخراتها، بحجة التعاون الثقافي والاقتصادي والسياحي، وإدخال كل ما هو ضار ومؤذ للبلاد عن طريق هذا التطبيع، وإن وما نشاهده ونقرأ عنه من تحليلات وكيف أن أغلب عصابات المافيا الإسرائيلية المعروفة تتوجه اليوم بأعمالها القذرة إلى دبي وأخواتها لعقد الصفقات هناك! وكما سمعنا في تقرير إسرائيلي كيف أن دبي تعتبر مدينة الدعارة في الشرق الأوسط، لذلك على الحراك الشعبي الخليجي التحرك فورا لمنع الاستمرار بهذا التطبيع المخزي بين حكوماتهم والسلطات الإسرائيلية، فنحن نعلم علم اليقين أن الشعب الخليجي لا يزال ذلك الشعب المتدين المعطاء الذي طالما وقف بجانب إخوانه الفلسطينيين، ومدّ لهم يد المساعدة، لكن بفضل لعبة أمريكا في المنطقة وادعائها محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط متمثلا بالعراق ورئيسه الراحل صدام حسين، أشعلت هذه الفتنة واستغلت هذه الفرصة، لصناعة التطبيع وبالذات بعد حرب الخليج الثانية واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة، وهيمنتها على دول الخليج، بحجة الوقوف أمام المد الإيراني. تهافتت بعض دول مجلس التعاون الخليجي لاسترضاء أميركا وكسب ودّها من خلال التوقيع على صفقة القرن، ومن بعدها الإعلان المتسارع من قبل بعض دول الخليج والمنطقة على تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي! وفي مقدمة هذه الدول الإمارات العربية (عرّابة التطبيع).
عدد من هؤلاء الحكام نزعوا جلدهم الأصلي ولبسوا جلدا آخر بلا هوية ولا عنوان ولا تاريخ، بينما الطرف المطبع الآخر يخطط لحاضره ومستقبله، ويبحث عن جذوره التاريخية والاستفادة منها، في حين أننا أضعنا ثوابتنا وجذورنا في سبيل هذا التطبيع المخزي البائس!! لا سيما بعد الهزائم المتكررة أمام المؤسسة الإسرائيلية، حيث تورطت بعض الدول بتوقيع هذه الاتفاقيات، كمصر وتوقيعها لكامب ديفيد والأردن واتفاقية وادي عربا، إلا أنه بالنسبة لعدد من دول الخليج بالذات ليست ثمة حاجة لمثل اتفاقيات التطبيع هذه، فلا حروب ولا حدود ولا مصالح مشتركة مع الكيان الإسرائيلي، ولا يوجد أي مسوغات شرعية أو قانونية لمثل هذه الاتفاقيات وما وراءها من تواطؤ وتخاذل مع الاحتلال الاسرائيلي ومن يقف خلفه، لأن هذا التطبيع بمثابة خنجر مسموم في خاصرة القضية الفلسطينية. وكما قال النتنياهو بعد مؤتمر وارسو: (لقد نسي العرب قضية فلسطين وأصبحوا في جيبي الصغير) وكما قال إيدي كوهين، كاتب ومحلل سياسي، إن المقاومة عند توقيع كامب ديفيد كانت تحتضر حتى أعلن عن موتها عند شنق صدام حسين، وبذلك أتيح المجال وخلت الساحة لحميدان كما يقولون لتوقيع اتفاقيات العار دون خجل أو تأنيب ضمير، وأصبح المجال متاح أمام المؤسسة الإسرائيلية للإسراع بتوقيع مثل هذه الإتفاقيات لعدة أسباب أهمها:
1. نفط الخليج: فبدل استيراده من مناطق بعيدة وبأسعار عالية وعدم توفر الأمن والحماية على حاملات النفط، فالخليج ونفطه بات أقرب وأكثر أمنًا.
2. السوق الخليجية: تتميز بالإستهلاك المتسارع (أمة مستهلكة وغير منتجة) وهذا ينعش الاقتصاد الإسرائيلي المنهار.
3. توطين 3 ملايين فلسطيني في صحراء الخليج وتوجيه أكبر طعنة للقضية الفلسطينية (حق العودة).
4. وأهم سبب لإبرام هذه الإتفاقيات ما تقوم به مراكز الأبحاث الإسرائيلية، حيث يعدون الكثير من الخرائط لبساتين وحدائق اليهود في خيبر ووادي خيبر وبني قينقاع وبني النضير وللتشكيلات القبلية اليهودية التي سكنت الجزيرة العربية في فترة الإسلام المبكرة، حيث ستبدأ المطالبات بإعادة الحقوق اليهودية في الجزيرة العربية، وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من المطالبة (بحق العودة لليهود) إلى المدينة المنورة والمطالبة بتعويضات عن طردهم وتشريدهم أي تكرار التعويض الألماني!
ومن خلال ما تقدم، فإن التطبيع لا يخدم إلا المؤسسة الإسرائيلية على كافة الأصعدة والأوجه، فيكفي أن التطبيع يرفع صفة المحتل عن الكيان الإسرائيلي، وقبول الهزيمة عن طيب خاطر وبذلك ينشأ جيل عربي مسلم بمفاهيم جديدة ونسيان فلسطين وشعبها وتحويل قضيتهم إلى قضية إنسانية بامتياز!! فأي خيانة أكبر من هذه يمكن أن ترتكب بحقنا وحق الأجيال القادمة؟!! وهنا يحضرني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خذل مسلما في موضع يُنال منه وهو قادر على نصره خذله الله في موضع يحب فيه نصره). أيها المطبعون، أيها الحكام المتخاذلون، والله سيخذلكم الله لأن أرض فلسطين أرض وقف لكل المسلمين لا يحل بيعها ولا التنازل عنها بإجماع الأمة، فعندما فتحت بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين بعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يقسمها كغنائم بل أوقفت على جميع المسلمين وهي ليست مرتبطة بأنظمة وحكومات تطبع مع إسرائيل والماسونية!! ولتعلم كل الدنيا أن المنتصر لن يكون منتصرا ويفرح بانتصاره ما دام الطرف الآخر لم يعلن هزيمته ويستسلم!! ونحن لم ولن نعلن هزيمتنا ولو تخلى عنا كل سكان الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى