أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

د. سيفين يحيى: مُحِبة للتعلم تطمح لتحسين واقع مدارسنا

عائشة حجّار
أربعة القاب، شهادة تدريس وطموح لتغيير مدارسنا نحو الأفضل تحملها د. سيفين يحيى من أم الفحم المتزوجة في كفر قرع، حاورناها لنعلم كيف يمكن الوصول إلى كل هذه الانجازات.

مسيرة طويلة بمواضيع عديدة
تسرد لنا د. سيفين مشوارها الطويل والمنوّع نحو الدكتوراة: “تعلمت عدة ألقاب، حيث أنهيت اللقب الأول في الأدب الإنجليزي من الجامعة العبرية بالقدس، وبما أن علاماتي كانت جيدة فقد قبلت لتعلم التدريس في السنة الثالثة أي قبل انهاء اللقب الأول، ثم أكملت طريقي الى اللقب الثاني في جامعة تل ابيب بموضوع صعوبات التعلم، كما حصلت على شهادة التشخيص التعليمي في نفس الفترة، ثم أكملت طريقي الى اللقب الثاني في نقد الأدب الإنجليزي. بعد ذلك قبلت لدراسة الدكتوراة في تل أبيب ايضًا في موضوع صعوبات التعليم بموضوع تأثير الخيال على التركيز والذاكرة والذي انهيته خلال خمس سنوات”.

الدافع
عن الدافع الذي أوصلها الى هذه الانجازات تقول: “الدافع الأول كان أنني أريد أن أعرف أكثر، فقد واجهت تحديات خلال عملي كمعلمة، رأيت أن هناك الكثير من الفروقات بين الطلاب في الامتحانات رغم أن هذه الفروق غير موجودة في الأيام العادية، رأيت أن من واجبي أن أتعلم أكثر عن أسباب وحلول هذه الفروقات بين الطلاب لكي أتمكن من مساعدتهم. أمّا بالنسبة للغة الانجليزية فكانت دراستي لها بدافع حبي للأدب الانجليزي، فتوجهت إليه للتقدم بالمعرفة”.

دور الأهل
للوصول إلى مثل هذه الانجازات كان لا بد من بيئة حاضنة مشجّعة وجّهت سيفين نحو النجاح، فتتحدث عن عائلتها وتقول “كبرت في بيت متعلم جدًا، وأبي شجعني جدًا فعندما أنهيت اللقب الثاني قال لي أبي لماذا تريدين التوقف؟ رغم انني كنت متزوجة ولدي ثلاثة أطفال”. كذلك تشير إلى دور مدراء المدارس التي عملت فيها خلال اللقب: “المدراء في المدارس دعموني كثيرًا معنويًا وأيضًا بأن يمكنوني من الخروج إلى التعليم دون أن يؤثر ذلك على عملي”.

التحديات
لم تكن الدراسة سهلة طوال الوقت خاصة في ظل وجود عائلة وثلاثة أبناء. فتقول د. سيفين: “كان هناك صعوبات في الطريق جعلتني أفكر في التوقف عن التعليم، بالذات حين وصل أطفالي إلى الصف الأول شعرت بالصعوبة وطرحت فكرة إيقاف تعليمي لسنة، رأيت خيبة الامل في عيني والدي فدفعني ذلك الى الاستمرار. كذلك عندما انجبت طفلتي الثالثة شعرت بصعوبة لكن أبي وزوجي دعماني بشكل مدهش لأستمر وفعلا أكملت مشوار الدكتوراة بدون توقف أو انقطاع. فمثلا زوجي دعمني في العناية بالأولاد رغم أنه مشغول جدًا بعمله. أيضًا كان هناك دعم كبير من أبي بالعناية بالأولاد وأمي في أمور البيت اليومية وإعداد الطعام. كذلك كان زوجي يوصلني أحيانًا الى الجامعة خشية أن اقود السيارة وأنا تحت ضغط نفسي، وفي الواقع فالآن هم يشجعونني للاستمرار في دراسات ما بعد الدكتوراة”.

البديل النفسي
تشير د. سيفين إلى مشكلة أساسية في مجتمعنا العربي فتقول: “هناك قلّة وعي فيما يتعلق بحلول صعوبات التركيز لدى الأهالي، فهناك ميول لاستخدام أدوية تعزيز التركيز مثل الريتالين رغم انها برأيي لا تساعد الطلاب حقًا وخاصة في أجيال صغيرة. الجانب النفسي مهم جدًا وتعزيز الثقة بالنفس أمر لا بد منه للوصول إلى النجاح مع الطالب”.

خطط مستقبلية
حول استمرار مشوارها بعد الدكتوراة تقول: “الآن أنا أريد أن أعرض الكثير من الخطط، أريد أن أتوجه إلى وزارة التربية بخطط لتحسين أداء الطلاب. فمثلا الآن لدي طلاب مع صعوبات في التركيز في ثانوية احمد عبد الله في كفر قرع وقد أعددت لهم غرفة خاصة ملائمة لهم، كما أن طاقم المدرسة يعاونني في هذه المهمة والأمر يترجم في نسبة استحقاق البجروت التي ارتفعت. اتأمل أن أغطي كافة الطلاب في المدرسة، وأن نغيّر في طرق الامتحانات والتقييم، فكل ما أفكر به هو التغيير في طرق التشخيص الملائمة لمساعدة الطلاب، فهناك أبحاث اليوم تؤكد أن تغييرات بسيطة مثل الإضاءة قد تقلب نتيجة الامتحان. فأنا أؤمن أن طالبًا جرّب النجاح لن يتنازل عنه وسيستمر في النجاح. فهدفي القادم هو التأثير على أساليب التعليم في مدارسنا العربية لأنه يوجد نقص كبير، أنا أشخّص الطلاب وأجد أنه لا توجّه لهم المساعدات الصحيحة”.

كلمة للطلاب
في الختام، توجّه د. سيفين نصيحة للطلاب بأنه: “لا يوجد شيء صعب، وهذا ما أقوله لطلابي، حتى لو كان الطالب مضغوطًا بسبب امتحان أو لم ينجح في الامتحان فسينجح في النهاية. كل طالب يستطيع أن يكون متفوقًا في الموضوع الذي يريده، إذا تواجد في بيئة تناسبه، أنا شخصيًا كنت بطيئة في بداية الكتابة ومع ذلك وصلت إلى الدكتوراة في صعوبات التعلم. صحيح أنّ الأمر لم يكن سهلًا لكن الطموح هو مفتاح النجاح ومن واجب المدارس أن تتلاءم مع الطلاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى