مقالاتومضات

حرب ممنهجة على الإسلام!!

أمية سليمان جبارين (أم البراء)
منذ الأزل والصراع بين الحق والباطل قائم لا تغيره السنون ولا تبدله الأحداث، بل تتغير أساليب الحرب مع تغير الحياة والظروف، فبعد أن تأخر المسلمون عن قيادة البشرية وتولي زمام رِكابها وبعد أن تولى قيادة العالم الغرب الفاجر تكتل هذا الغرب بكل أطيافه ودوله وبكل مذاهبه الدينية والعلمانية كتلة واحدة لشن الحرب (المقدسة) على الإسلام. ولمعرفة هذا الغرب أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي للسيطرة على العالم الإسلامي ابتكر قادته وسائل أحدث وأقوى فعالية لضرب الإسلام والمسلمين في عقر دارهم، منها القوة الإعلامية التي تدخل بيوتنا جميعا شئنا أم أبينا من خلال القنوات المتلفزة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشتى مسمياتها، فباتت هذه القوة أكبر سلاح فتاك يوجه لضرب الإسلام وفق منهجية مدروسة قام على وضع أسسها أناس مختصون من قادة الغرب ومفكريه وبذلك أصبح الهدف الأوحد والوحيد لهذه الوسائل الإعلامية تشويه الإسلام وأهله وخلق رأي عام على مستوى العالم يتم تغذيته بمصطلحات الإرهاب الإسلامي (إسلام فوبيا) من خلال قلب الموازين والكيل بمكيالين وتغيير الحقائق والأحداث وفق مصالحهم!! فبات قول الله أكبر مقترن بالتفجيرات وقتل الأبرياء وباتت راية لا إله إلا الله علامة لداعش وإجرامهم وأصبح مصطلح مقاومة المحتل للبلاد إرهاب وأصبح الزنا حرية شخصية وأصبحت المومس ومدمن المخدرات من الفئة الهشة في المجتمعات التي تحتاج لمساعدة ودعم حسب ما يذكر في وثائق الأمم المتحدة، والخمر أصبح يعرف بالمشروبات الروحية. وهنالك العديد من المصطلحات التي تم تخفيفها ليتم تسويقها واستساغتها من قبل الجيل المسلم الناشئ وهنالك الحرب الاقتصادية والتي من خلالها تتم السيطرة على مقدرات وثروات عالمنا الإسلامي بسبل ملتوية، وهناك الحرب الفكرية والعقائدية التي تحارب الإسلام من خلال إيجاد شبهات حوله، وحاشا لله أن يكون في شرع الله أية شبهة، فبعد أن كانت الحرب تدور رحاها من تحت الطاولة، أصبحت الآن من فوقها، وبعد أن كانت غير معلنة، أصبحت معلنة جهارا نهارا وأصبحت هذه الحرب أكثر خبثا ومكرا، لا سيما وأن من يحارب الإسلام في الواجهة في هذه الأيام ليس فقط أعداء الإسلام التقليديين من الغرب المسيحي والملحدين، بل هنالك من يحارب الإسلام من أبناء أمتنا المتصهينين فترى الواحد منهم في حربه وحقده على الإسلام (كاثوليكي أكثر من البابا) لأنه صناعة غربية بامتياز تربى وترعرع تحت أعينهم وويلا له إن لم يكن كذلك، وإلا كان القتل أو الانقلاب على حكمه ثمنا لعصيانه. وإن ما نراه من هرولة نحو التطبيع من قبل بعض قادة وحكام دول عربية مسلمة، لهو نتاج هذه التربية فأصبح هؤلاء الحكام بمثابة وكلاء لتنفيذ أجندة قوى الشر في عالمنا الإسلامي. وأهم بنود هذه الأجندة:
1. القضاء على الحكم الإسلامي، حيث بدأ تنفيذ هذا البند في مفاوضات مؤتمر لوزان حيث اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أرضها إلا بعد إلغاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله، وتم زرع مصطفى كمال أتاتورك الملحد رئيسا لتركيا، لأنه وأمثاله من الخونة الحاقدين على الإسلام يسهل التعامل معهم لتحقيق هدفهم المنشود بالتخلص من كل ما هو إسلامي في بلاد الإسلام، وإن ما حدث مع الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي وصل لسدة الحكم في مصر بطريقة ديموقراطية نزيهة لم ترق للغرب لأن اتجاهه كان إسلامي، وكذلك ما حدث في تونس والجزائر وفي أي مكان يصل فيه إسلاميون إلى الحكم فيكون نصيبهم السجن أو القتل لأنهم لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة، لأنه كما يقول المستشرق البريطاني، مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية في آذار من عام 1968: (إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى)، لذلك فإن نجاح أي شخصية إسلامية أو حركة إسلامية يشكل خطرا على العالم الغربي ويجب التخلص منه وقمعه حتى لا تقوم للإسلام قائمة من خلاله، وفعلا هذا ما حدث بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمون ووضوح رؤيتها الوسطية وعملها على إصلاح ما يفسد الغرب في بلاد الإسلام ووقوفها لجانب الفلسطينيين بحربهم ضد اليهود، لم يرق للغرب وقوى الباطل المتمثلة بقادته فلقيت هذه الجماعة ما لاقت من قمع وتشريد لمؤيديها وسجن وإعدام إلى أن تم إخراجها عن القانون واعتبارها منظمة إرهابية.
وهذا ما حدث كذلك مع الحركة الإسلامية في داخلنا الفلسطيني قبل خمس سنوات بإصدار قرار ظالم جائر من قبل دولة الاحتلال بحظرها وملاحقة قادتها وسجن رئيسها فضيلة الشيخ رائد صلاح، لأن هذه الحركة المحظورة متمثلة برئيسها قامت بحملات توعية دينية عقائدية في جميع بلداننا وأعادت الحس الديني والوطني والعروبي لأبناء الداخل، وأقامت العديد من المؤسسات المجتمعية لمساعدة الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين وغيرها، مما لم يرق لقادة الاحتلال الإسرائيلي، لا سيّما بعد أن أصبح الأقصى والقدس في أعلى سلم أولويات هذه الحركة والعمل على صيانة الأقصى وشد الرحال إليه، وجعل القدس والأقصى قضية عالمية إسلامية، وهذا ما حذر منه صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام ١٩٣٥ يقول: إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. هذا ما حصل فعلا فها هو الجيل الإسلامي الحالي لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب وأي ثمن، حتى أصبحت الشهوات هدفه الأهم في الحياة. فهذه المنهجية المدروسة في محاربة الدين أتت أكلها وأستفاد منها الغرب أكثر من منهجية الصراع العسكري التقليدي، لأنهم يوقنون أنهم لا يستطيعون هزيمة الإسلام والمسلمين مادام القرآن يعمر قلوبهم. كيف سيتم لهم ذلك وهم يعلمون أن القرآن المصدر الأساسي لقوة المسلمين وهذا ما أشار إليه غلادستون حين قال: ما دام هذا القرآن موجودا فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان لذلك كان على رعاة هذه الحرب المقدسة إيجاد البدائل التي من خلالها يستطيع الغرب السيطرة على بلاد المسلمين، وذلك كما ذكرت بإقصاء الحكم وفق الشريعة الإسلامية وإبداله بالحكم العلماني الليبرالي وإنشاء المدارس العلمانية، التي تساعد على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب الذين هم جيل المستقبل للأمة المسلمة، وبذلك تنحصر سيطرة الإسلام على المسلمين إلا في دوائر ضيقة ومحددة من طقوس دينية في المساجد والمناسبات الدينية، وقد نجح الغرب كذلك في إنشاء فرق إسلامية لا تفقه من الإسلام شيئا، وإنما وُجدت لمحاربة الإسلام وتشويهه بأيدي مسلمة ضائعة تائهة عن الإسلام الحق، فكانت سببا في إراقة الدماء وقتل الأبرياء وتشويه الصورة الجميلة للإسلام!! زد على ذلك فإن أسلوب (فرق تسد) الذي اتبعته قوى الشر في محاربة الإسلام، كان من أنجع الطرق في إضعاف المسلمين وتأخير نصرهم، وإلا كيف يمكن لأمة تعد أكثر من 3 مليار مسلم وتحتل أكبر موقع إستراتيجي في العالم وتمتلك نصف ثروات الأرض وبيننا 95% قواسم مشتركة وتسيل دماؤنا بفعل تفرقنا، والغرب يتفرج علينا وعلى صراعاتنا، بينما الغرب لا يوجد بينهم إلا 5% قواسم مشتركة ويتحدون ويتعاونون فيما بينهم، لكن السبب في كل هذا أنه (حينما هان أمر الله علينا هنا على الله) لكن صبرًا أيها المسلمون فأمر الله لابد سائر واستيقاظ المارد الإسلامي بات على وشك قريب جدا، فاصمدوا أيها المسلمون المستضعفون وأثبتوا على الحق فإن قرع طبول النصر بات يُسمع من بعيد، فهنيئا لمن ثبت وكُتِب من الطائفة المنصورة بأمر الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله). اللهم اكتب لنا الثبات وأكتب لنا أن نكون من هذه الطائفة وصل اللهم على سيدنا محمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى