مقالاتومضات

الرسائل الخفية في الاعلام وكيف تجدها (13)

عائشة حجار- محاضرة جامعية وطالبة دكتوراه في الإعلام الحديث

#الهاشتاج، الوسم، شيء برز كثيرا خلال الاسابيع الماضية خاصة كوسيلة للاحتجاج على الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. ماذا تفعل لنا هذه الاشارة ولماذا تحمس كثيرون وبذلوا جهدا محاولين جعل وسمهم الاول عالميا؟
بداية فالوسم هو طريقة الكترونية لرفع الوعي حول قضية ما. يقول للمستخدمين إن هذه الكلمات الملونة بالأزرق والتي تحولت الى رابط تمثل شيئا يهتم به شخص ما، إنها تقول له اضغط هنا لتعرف المزيد، فلدى أحدهم رسالة لأجلك أطلقها في الفضاء الالكتروني وهي تنتظر أن تقرأها. كلما زادت النتائج عند الضغط على الوسم فالأمر يعني أن هذه القضية مهمة وتعني اشخاصا كثيرين حول العالم، إنها نوع من المظاهرة الالكترونية التي تعبر حدود الزمان والمكان، حيث لا ساعة محددة لها ولا حاجة للتجمهر، ولا حتى افتراضيا في صفحة على الانترنت.
رسالة الوسم الثانية توجّه إلى من ينشره، ذلك الشخص الذي يقرر بدء الحملة أو الانضمام إليها، وهنا يمكننا أن نفهم لماذا انتشر #الا_رسول_الله بهذا الشكل. أنت تقول لنفسك خلال ضغط الازرار أولا أن لك تأثير، أن تستطيع ايضا أن تحتج وتعبر عن رأيك، حتى لو لم يكن بإمكانك أو برغبتك، الخروج الى الشارع والتعبير عن معتقداتك وإيمانك، مع أنك جالس على أريكتك وبالكاد تتحرك، إلا أنك موجود في موضع تأثير ما. الأمر الثاني الذي يشعره ناشر الوسم هو الانتماء، أن تنشر بضع كلمات ينشرها الكثيرون، هذا يجعلك تشعر أنك جزء من شيء أكبر، جزء من مجموعة، أنت لست فقط شخصا شبه مجهول لديه بعض الاصدقاء الافتراضيين بل أنت تنتمي الى كل هؤلاء الذين يدعمون نفس فكرتك.
الان لننتقل إلى الرسالة الاهم للوسم، الرسالة الخفية حقًّا. عندما تكتب شيئا على صفحتك، شيئا يعبر عن إيمانك بفكرة ما، فأنت تلزم نفسك بهذه الفكرة. الفعل البسيط في الانضمام الى الاحتجاج الالكتروني يجعلك تفعل أمورا أخرى أكثر “واقعية”، كاختيار عدم شراء زجاجة عطر مثلا، أو المشاركة في جدال في مكان عملك. من يقول لك إن الاحتجاجات الالكترونية هي احتجاجات افتراضية غير حقيقية مخطئ، بل هي طريقة معروفة وناجعة في تسويق الافكار وتحريك الافعال تدعى “الرجل في الباب”، بمجرد أن يضع أحدهم رجله في بابك يصبح من السهل أن تدخله بيتك ايضا وتتعاون معه لنجاح ما تؤمنان به. الوسم ليس مجرد كلمات، بل هو وسيلة تعبير عن الرأي لا يمكن الاستخفاف بها.
ملاحظة: إذا كان هناك أي نص إعلامي ترغبون بأن أتناوله في الحلقات القادمة أرسلوا إليّ اقتراحاتكم، ملاحظاتكم، نصائحكم عبر الفيسبوك: Aysha Hjjar

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى