أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

الرد على بيان الحزب الشيوعي والجبهة

بقلم د. محمود مصالحة
لست بموقف المدافع عن الإسلام، فالإسلام دين الله المهيمن على الدين كله، ولكن نقذف بالحق على باطل الافتراء والتحريف المتعمد للحقائق التي وردت في بيان الحزب الشيوعي والجبهة.
أولا: بيان الحزب الشيوعي والجبهة يعبر في صياغته عن أيديولوجية إلحادية تبث الكراهية للإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة للبشرية. وقد سقط الفكر الأيديولوجي الشيوعي وعفا عنه الزمن، إلا أنه مازال البعض يتشبث به كمطية وصولية لتحقيق طموحات سياسة، فالإسلام شاؤوا أم أبوا هو نظام شامل لكل مناحي الحياة العقدية والتشريعية والاجتماعية والفكرية والسياسية والعلمية والاقتصادية، فهو وِحدةٌ متكاملة لا تتجزأ بأصليه القرآن الكريم والسنَّة المُطهَّرة.
ثانيا: أما ما جاء في بيانكم في مسألة “القتل باسم الدين” فهذا هراء وافتراء، فمن الضروريات الخمس في الإسلام وقيمه العظيمة: هي قيمة “الحفاظ على النفس الإنسانية”، برفض القتل بغير حق. فما قام به فرد لا ينسحب على الدين ولا على الأمة الإسلامية.
ثالثا: أما الظلم التي تحدث بيانكم عنه، فنقول: لقد سجل التاريخ الظلم والدموية والقتل لعشرات الملايين على يدي استالين ولينين إبان حكمهم للاتحاد السوفيتي، حيث كان السبب المباشر في ثورة الشعوب واسقاط أنظمة الحزب الشيوعي في عقر دول المنشأ، ومن ثم سقوط حلف وارسو، فالشيوعية وأصحابها هم آخر من يتحدثوا عن رفع الظلم.
رابعا: أما ما ورد في بيانكم أن “رسالة الدين هو ثورة على الظلم من أجل العدالة” نعم إرساء العدالة الإلهية هي أصل أصيل من أصول رسالة الإسلام بإقامة النظام الإسلامي الذي يقوم على تسيير الشؤون الحياتية وبناء الحضارة الإسلامية الانسانية للبشرية.
خامسا: أما تزييف الحقائق بعدم التعرض ببيانكم لماكرون العنصري المحرض على الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وبث الكراهية التي يقوم بها النظام الفرنسي بشنه حربا على المساجد وعلى المسلمين والمسلمات، فهذا يعبر عن جوهر الأيديولوجية الشيوعية فهي تلتقي والماكرونية الليبرالية في كراهيتهما وحربهما على الإسلام ويظهر ذلك جليا في بيانكم القائل: “بتوظيف الدين في السياسة وتحويله مطية في خدمة مآرب سياسية” على حد زعمكم، فهذا طعن وتزييف مردود، حيث إن الإسلام نظام شامل لكل مناحي الحياة، ومنها نظام الحكم لإقامة العدالة الإنسانية المفقودة حتى اليوم من حياة البشرية.
سادسا: أما مساواتكم ماكرون بالرئيس أرودغان فهي باطلة، فالرئيس أردوغان يردُّ إساءة ماكرون العنصري الفاقد للقيم الأخلاقية المشجع على نشر الرسوم المسيئة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، والرحمة المهداة للبشرية، ويدافع عن الإسلام والمسلمين، فهذا حق وواجب يقوم به أردوغان كرئيس دولة إسلامية كبرى يرد الظلم ويدفع الفاشية الفرنسية المستمرة عبر القرنين الماضيين ضد المسلمين. وانتقاد بيانكم له يظهر عدم الموضوعية في البيان، وعلى الحقد الدفين للرئيس التركي المسلم الطيب أردوغان.
سابعا: أما ما جاء في بيانكم عن “صراع الحضارات” فإن كنتم تحبون الناصحين فأنصح من صاغ هذا البيان هو وقادة الحزب الشيوعي والجبهة أن يقرأوا كتاب صموئيل هنجتنتون ” صدام الحضارات” جيدًا إذا رغبوا بالموضوعية بعيدا عن النزعة الحزبية، ليعلموا من الذي يتبنى مشروع صراع الحضارات، ولتقرؤوا تاريخ الأحداث في شرقنا الإسلامي من جديد، وبموضوعية دون تحريف للحقائق، فصدام الحضارات هو مشروع غربي بامتياز وأحداثه تدور رحاها في الدول العربية والإسلامية منذ عقود، منذ أن أعلنها بوش الأب حربا صليبية في حربه على العراق وعلى الأمة الإسلامية، إما بتجييش الحملات الدولية العالمية التي دُمرت فيها أفغانستان والعراق، دُمرت وسوريا هُجر السوريون المسلمون منها بالملايين، أو الحرب بالوكالة التي تقودها الآن دول محور الشر في المنطقة والتي تدور في اليمن وليبيا والصومال والسودان، فحلقات صدام الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية بدت متواصلة ومتعددة ومتشعبة، ورأس حربتها اليوم فرنسا والولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى