أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

الرسائل الخفية في الاعلام وكيف تجدها (7)

عائشة حجار- محاضرة جامعية وطالبة دكتوراه في الإعلام الحديث
ما الذي يجعلنا نصدّق نظريات المؤامرة؟ نقتنع بأن كل كارثة أو حدث عظيم يحصل في العالم، ما هو إلا جزء من مخطط لبضعة أشخاص لتمرير مخططاتهم!!
بعض نظريات المؤامرة يمكن “ابتلاعها” لأن فيها شيئا من العقلانية، لكن هناك نظريات لا تمت للواقع والمنطق والعلم بصلة يصدقها الكثيرون. هذا النوع من النظريات انتشر مؤخرا بشكل كبير بما يتعلق بوباء كورونا، وأدى تصديقها في بعض الحالات الى مرض البعض وحتى وفاتهم. البعض يعتمد على نصوص إعلامية (أفلام ومسلسلات) “تنبأت” بظهور الفيروس، وآخرون يعتمدون تحليلهم الذاتي ومنشورات يقرؤونها في مواقع التواصل الاجتماعي، هناك عاملان أساسيان يجعلاننا نصدق مثل هذه النظريات:
أولا، هناك الضبابية في كل ما يتعلق بالفترة التي نعيشها الآن، العالم يواجه مرضا لا يعلم عنه الكثير، ومن الصعب التغلب عليه ضمن أسلوب الحياة في القرن الواحد والعشرين، وقلة المعرفة هذه، جعلتنا نبحث عن كل معلومة مهما كانت صغيرة أو تافهة، يمكن أن تشعرنا بالسيطرة والمعرفة، حتى لو كان هذا بمساعدة منشور في “فيسبوك” أو “انستغرام” يتحدث عن كون فيروس كورونا غيمة من غاز السارين، هدفها تمرير صفقة القرن عبر قتل كبار السن. هذا الشعور بالمعرفة يجعلنا نرتاح من الضغط الرهيب الذي نشعر به هذه الفترة.
ثانيا، هناك ما يخصنا نحن فلسطينيو الداخل، كل الاحصائيات والتقارير كل عام تشير الى انعدام شبه كلي لدى الفلسطينيين بمؤسسات الدولة الإسرائيلية، فضلا عن كون الفلسطينيين في الداخل- كما أشار د. مهند مصطفى- يعيشون في حالة من الشك الساخر بوضعهم السياسي اليوم، باختصار نحن نشعر، وبصدق غالبا، أن الدولة ضدنا وتحاول أذيتنا، هذه القناعة المتجذّرة مع الشعور بالعجز حيال الوضع الذي وجدنا فيه، جعلت كثيرين يعتقدون أن الوباء ما هو إلا لعبة سياسية لإبقاء نتنياهو في السلطة. وفي الواقع ف “كورونا” هو أفضل ما حصل لنتنياهو سياسيا، لكنه لم يخترع هذا الوباء للتخلص من العرب.
إذا، ما الذي يجب أن نعرفه؟ ببساطة نظريات المؤامرة هي قصص تبثها شبكات التواصل الاجتماعي لتشبع حاجتنا النفسية للشعور بالسيطرة، سيطرة فقدناها منذ زمن على حياتنا. هذا الامر يتكرر كل يوم ومع كل حدث مهم، لكن تصديق هذه القصص نادرا ما يقتل أحدهم، هذه المرة يمكن أن يؤدي حقا الى وفاة شخص ما.
إذا كان هناك أي نص إعلامي ترغبون بأن أتناوله في الحلقات القادمة أرسلوا إليّ اقتراحاتكم، ملاحظاتكم، نصائحكم عبر الفيسبوك: Aysha Hjjar

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى