أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

مفكر فرنسي: يخطئ ماكرون بدعمه اليونان في شرق المتوسط

قال المفكر والعالم السياسي الفرنسي، شارل سان برو، إن رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، مخطئ بدعمه اليونان ومعاداته تركيا في منطقة شرقي البحر المتوسط.
وأضاف سان برو، وهو مدير عام مرصد باريس للأبحاث الجيوسياسية، في حوار مع الأناضول، أن ماكرون بعيد عن تمثيل فرنسا، واصفا مواقفه الأخيرة حول التوتر في شرقي المتوسط بـ”الخطيرة”.
وتشهد هذه المنطقة توترا بسبب مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية. فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية الجانب، للحفاظ على حقوقه في المنطقة.
وأوضح أن ماكرون يحرّض ويشجّع اليونان وإدارة قبرص الرومية على تصعيد التوتر في شرقي المتوسط، والسياسات التي ينتهجها في هذا الشأن تتناقض مع تقاليد السياسة الفرنسية.
وتابع أن ماكرون يتخذ مواقف قاسية إزاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الوقت الذي يقدّم فيه تنازلات كبيرة لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وأردف: “ماكرون من الجيل الذي لا يدرك التاريخ بعد عام 1968، ولا يملك الوعي التاريخي، ويقدّم العاطفة على العقل العالمي. إلا أن العاطفة ليست مرشدا جيدا في السياسة.”
وتساءل عن قدرة اليونان على تسديد ثمن مقاتلات “رافال”، التي تعتزم شراءها من فرنسا.

** مثير للضحك
استبعد سان برو أن تندلع مواجهة مسلحة بين تركيا وفرنسا، مبينا أن “مواقف ماكرون في هذا الإطار تثير الضحك لدى واشنطن ولندن وبرلين. هذه عواصم هامة. والعالم الغربي لا يفهم طبيعة مواقف ماكرون.”
وتطرق إلى تصريح ماكرون بأنه ليست لديه مشاكل مع الشعب التركي، بل مع رئيسهم أردوغان.
وقال سان برو: “من الجيد أن لا يكون ماكرون غاضبا من الشعب التركي، إنه (ماكرون) يرغب في استعراض عضلاته في موضع لا يملك عضلات فيه.”
واستطرد: “ماكرون يستغل تركيا للظهور بمظهر القوي، وهو لا يدرك أنه بتصرفاته هذه يثير ضحك أغلب العالم.”
وأضاف أن ماكرون يتصرف ويدلي بتصريحات مثل أنصار اليمين المتطرف، واصفا معاداته لتركيا بـ”التصرّف غير الجدي.”
وتابع: “السياسة الخارجية ليست وسيلة للفوز بالانتخابات في فرنسا. ماكرون يسير في الطريق الخاطئ. وقد تكون الانتخابات سببا لمواقفه تجاه تركيا.”
ويتولى ماكرون الرئاسة منذ عام 2017، وتنتظره انتخابات رئاسية في أبريل/ نيسان 2022، في ظل غضب بين الفرنسيين من سياساته.

** ضرورة التفاهم
فيما يخص محاولات ماكرون الحصول على دعم بلدان الاتحاد الأوروبي في معاداة تركيا، قال سان برو إن تصرفّ ماكرون بهذا الشكل غير طبيعي، وهو يحاول بهذا التستّر على نقائص بلاده.
وأوضح أن ماكرون لا يستشير أحدا في سياساته الخارجية.
واستطرد: “ماكرون لا يعلم شيئا فيما يخص المستجدات في شرقي المتوسط. من غير الصواب دعم قوى ودول ليست لديها سواحل على البحر المتوسط، مثل الولايات المتحدة وروسيا والإمارات، ومعاداة دول تمتلك سواحل طويلة على المتوسط، مثل تركيا.”
وختم بالتشديد على ضرورة تعاون وتفاهم فرنسا مع تركيا، مبينا أن مواقف باريس الحالية في هذا الخصوص لا تليق بالدور الفرنسي في البحر المتوسط.
ودأب ماكرون، مؤخرا، على معاداة تركيا وتوجيه اتهامات لها فيما يخص النزاع القائم بين أنقرة وأثينا حول شرقي المتوسط، متناسيا عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وامتلاكها لأطول ساحل بين البلدان المطلة على البحر المتوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى