أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

ملف الأسيرة آية خطيب: شهادة شخصين من طرف النيابة تلقي بظلال التشكيك على لائحة الاتهام الموجّهة لخطيب

طه اغبارية

استمعت المحكمة المركزية في حيفا في هيئة مكوّنة من 3 قضاة، اليوم الاثنين، لشاهدين من شهود النيابة العامة التي تواصل تقديم شهودها في ملف الأسيرة آية خطيب من قرية عرعرة.

وسمح لعائلة آية خطيب، بحضور جلسة المحكمة إلى جانب مشاركة عدد من المتضامنين كان من بينهم القيادي في الداخل الفلسطيني الدكتور سليمان أحمد.

يشار إلى أن المحامي بدر اغبارية والمحامي سرور محاميد يترافعان في الملف.

وقال المحامي بدر الدين اغبارية، لـ “موطني 48″، إن المحكمة استمعت لشاهدين من المجتمع العربي، باعتبارهما من شهود النيابة، غير أن أقوالهما التي أدليا بها دعمت موقف الأسيرة خطيب في الملف، وبيّنت العديد من الثّغرات في لائحة الاتهام المزعومة الموجهة للمتهمة بتمرير أموال لحركة حماس ولأهداف أمنية مناهضة للمؤسسة الإسرائيلية.

وفي التفاصيل، أشار اغبارية إلى أن شاهدي النيابة، وهما من المواطنين العرب في البلاد، وأن أحدهما كان يملك محلا تجاريا، ووفق مزاعم النيابة سلّمت آية صاحب هذا المحل في مناسبات عديدة مبالغ مالية كبيرة، كان يسلّمها بدوره إلى شخص من غزة كان يأتي إلى المحل ويدعى “أبو محمد”، وتعتبر النيابة أن هذه الأموال كانت تمول نشاطات مختلفة لحركة حماس منها، صناعة مخرطة حديد لأهداف عسكرية وبناء غرف تحت الأرض!!

وأضاف محامي آية خطيب: هذا الشاهد قال للمحكمة إن آية قامت بتسليمه مبلغا ماليا مرة واحدة فقط وليس كما تزعم النيابة عدة مرات، ثم لما سألته عن الشخص المدعو “أبو محمد” وهل هو فعلا من غزة!! قال إن ملامحه ولهجته والسيارة التي يستقلها تدل على أنه مواطن من البلاد وليس من غزة كما تدّعي النيابة.

أما الشاهد الثاني، يضيف اغبارية، فهو طبيب عربي، تبرع بمبالغ كبيرة لصالح حالات إنسانية في الضفة وغزة، من بينها طفل كان في يعالج في مستشفى “إيخيلوف”، وقد قال هذا الطبيب إنه لم يشاهد الأسيرة إلا خلال جلسة المحكمة اليوم، وإن تبرعاته لها كانت عبر التحويل البنكي وبطاقته الائتمانية أو عبر جمعية “فكّر بالآخر”، ولفت هذا الشاهد إلى أن معرفته بآية خطيب كانت من خلال صفحتها على “فيسبوك”، مؤكدا أن عملية تحويل الأموال كانت واضحة وشفافة.

واعتبر بدر اغبارية أن الشهادات التي أدلى بها اليوم الشاهدان العربيان، ساهمت في تأكيد الشكوك بمجمل لائحة الاتهام الموجهة للأسيرة آية خطيب، وأنها بالتأكيد تساهم في تحسين موقفها في الملف، كذلك فإن هذه الشهادات تؤكد موقف طاقم الدفاع منذ البداية في أن ما تزعم النيابة أنه اعترافات للأسيرة جرت بوسائل غير قانونية تعرضت خلالها الأسيرة للضغوط، وقال “حين يأتي شاهدان من طرف النيابة ويؤكدان أن آية عملت بنزاهة ويكذبان ما تقول النيابة إنه اعترافات لآية، فهذا الأمر يلقي بظلال شك كبيرة على مجمل لائحة الإتهام”.

وكشف اغبارية عن سعي طاقم الدفاع، لتعديل لائحة الاتهام، وأن الجلسة القادمة، يوم الخميس القادم (17/9) ستبحث في مسألة تعديل لائحة الاتهام.

إلى ذلك قال علي عقل، زوج الأسيرة آية خطيب، لـ “موطني 48″، أنه أتيح له ولابنه محمد، اليوم الاثنين، اللقاء بآية لعدة دقائق قبل انعقاد الجلسة، مؤكدا أن معنوياتها عالية وممتازة، كما عبّر عقل عن تفاؤله من سير الملف. علما أنه لا يسمح له حضور جلسات المحكمة بسبب اعتباره أحد الشهود في الملف.

القيادي في الداخل الفلسطيني، الدكتور سليمان أحمد والذي حضر جلسة المحكمة، أشار في حديث لـ “موطني 48″، إلى أن “أجواء جلسة اليوم تبعث على التفاؤل، خاصة بعد أن أدلى شاهدان من طرف النيابة بشهادتيهما وكانت لصالح الأخت آية خطيب، علما أننا لا نثق بعدالة المحاكم الإسرائيلية ونجزم أنها ظالمة لأبناء شعبنا ولا يستبعد عنها أي شيء، كما حدث في الكثير من المحاكمات وعلى رأسها محكمة الشيخ رائد صلاح”.

وأضاف الدكتور سليمان: “مهم جدا أن نؤكد في هذا السياق، أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى من محاكمة الأخت آية إلى بث الخوف في قلوب أبناء وبنات شعبنا وتجريم العمل الإنساني، لذلك يجب أن لا نرضخ لهذه الرؤية الإسرائيلية وعلينا اتخاذ الأخت آية نموذجا وقدوة للعمل الإنساني والتأكيد دائما أن نشاطاتها لم تحمل أي مخالفات بحسب زعم النيابة الإسرائيلية”.

واعتقلت آية خطيب من منزلها بقرية عرعرة بتاريخ 17/2/2020، وقدّمت ضدها لائحة اتهام بمزاعم تجنيد الأموال لدعم “الإرهاب” وتمريرها إلى حركة حماس.

ونشطت خطيب وهي أم لطفلين، محمد وعبد الرحمن، وتعمل معالجة للنطق واللغة، عبر صفحتها على “فيسبوك” في جمع التبرعات للأطفال المرضى من الضفة والقطاع والذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية إلى جانب مواكبتها للعديد من الحالات الإنسانية المرضية والاجتماعية كطلاب وطالبات جامعيين حالت ظروفهم الاقتصادية دون إكمال أقساطهم الجامعية. وشكّلت صفحة الأسيرة آية خطيب على “فيسبوك” عنوانا للخدمة الإنسانية والمجتمعية وحظيت في عملها الخيري بثقة كبيرة من قبل قطاعات شعبنا المختلفة نظرا لحرصها على الشفافية والمصداقية في معاملاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى