أخبار عاجلةمحلياتمقالات

ظاهرة الشذوذ وأثرها على المجتمع

دانية خالد حجازي

الحقيقة أن مجتمعنا في الداخل الفلسطيني يتعرض لحرب ضروس بلا دبابات ولا أسلحة، هي حرب ثقافية باتت تتسلل بسرعة جارفة إلى واقعنا وتخترق مجتمعنا وأُسَرَنا من خلال الإعلام والتكنولوجيا وبعض الأحزاب السياسية والجمعيات النسوية التي تطالب بحقوق الشواذ، من أجل احتلال عقول الأفراد والتأثير بهم، والأمر الآخر الذي يراد أن يُفرض على واقعنا هو التلويح ،بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالأُخْرَى بمجموعة شعارات من قِبَل جماعات وأفراد ينادون بحقوق الشواذ جنسياً بذريعة الحرية الشخصية والتي تدعي أن الشذوذ الجنسي هو أمر “فطري” وأنه موروث في الحمض النووي (HUMN DNA) ).

خرجت مجموعة الشواذ من ” الخزانة” تشهر على الملأ شذوذهم الجنسي ويطالبون بقبولهم كفئة شرعية في المجتمع دون حياء أو خجل، وأسوأ ما تعرض له مجتمعنا من انحلال في القيم والمبادئ هو ما شاهدناه في إحدى الجنازات في شمال البلاد من بدع وضلالة كالرقص والغناء، كشفت لنا أن مجتمعنا المحافظ الأصيل قد تشوه بمجموعات من الشاذين والشاذات جنسياً، وبهذا ستتسع دائرتهم وتنبسط فعالياتهم الشاذة وتتفشى في مجتمعنا فيصعب التخلص منه.

لقد بدأ الشذوذ باختيار شخصي ثم جاء القرار للخروج من “الخزانة” على حد تعبيرهم، أي من الحيز الخاص للشخص الى الحيز العام للمجتمع ثم المطالبة بالاعتراف بهم، والآن بدأت المرحلة الاخطر وهي وضعنا تحت الأمر الواقع بالقبول من خلال قانون ينص على الاعتراف بهم كفئة طبيعية في المجتمع بعكس ما تنص عليه الأديان والأعراف أنه خطيئة كبرى، وبنظر العلم الموثوق به كذلك، أنه اضطراب نفسي ونِتاج عدة ظروف بيئية مختلفة.

تنظر الشريعة الإسلامية والتي تعتمد على أسس قرآنية وأحاديث نبوية إلى أن “المثلية الجنسية” هي شذوذ جنسي وخروج عن فطرة الإنسان، ويذكر القرآن قصة “قوم لوط” الذين نزل بهم غضب من الله لأنهم ووفقاً لمعظم التفسيرات شاركوا بأفعال جسدية “شهوانية” بين الرجال، وتجاوزهم لكلّ الحدود الأخلاقيَّة والضَّوابط الشّرعيَّة، قال تعالى مندّداً بهم، حاكياً على لسان نبيهم لوط: { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} وقال ابن القيم في كتاب الجواب الكافي :”ولما كانت مفسدةُ اللواط من أعظمِ المفاسدِ، كانت عقوبَتُهُ في الدنيا والآخرةِ من أعظمِ العُقُوباتِ” وبهذا أجد من الضروري الإضاءة على أمر حساس، ويشكّل مدخلاً منهجياً لا مفرّ منه في تناول هذه المسألة بعمق، وهو ماذا سيحل بالأسرة العربية عامة والأسرة المسلمة خاصة، فلا يخفى علينا أن بعض الأحزاب وكًلّ مؤيّدي الشذوذ يشتركون في عملية تفكك الأسرة والمبنى الفطري لها.
تخيلوا معي بعد اقرار القانون الذي يروج له من قبل بعض السياسيين والنشطاء العرب تحت مظلة الحرية الشخصية، أن الآباء ليس لهم سلطة على أبناءهم أو حتى محاولة علاجهم بالطب النفسي أو الروحانيات، فمجتمعنا يتعرض إلى عاصفة من المتغيرات وبالتالي ستعم الفوضى وضياع الأنساب ،حيث أن زواج الشواذ أو المثليين كما يسمون انفسهم سيُعرّض الفطرة الطبيعية للنسل والتكاثر بين الذكر والأنثى الى كارثة اجتماعية وذلك للجوء الشواذ جنسياً لإنجاب الاطفال بطريقة غير شرعية، ومن هنا يأتي هدم الأسرة عن طريق قلب الأدوار وإلغاء مفهوم الأبوة والأمومة، فـعلى سبيل المثال قضت المحكمة الأميركية العليا عام 2015 مع ازدياد حدّة تسييس قضية “المثلية الجنسية” بالسماح بزواج الشواذ جنسياً في عموم الولايات المتحدة، وبما أننا بتنا على بينة من أمرنا بعد أن سقط القناع وظهرت حقيقة هؤلاء الأفراد والجماعات التي تنبئ بخطر محدق لن يبقي ولن يذر ما لم يتم التصدي له بكل السبل المشروعة، لذا فإن الكرة الآن في ملعبنا لنقوم بالدور المفروض الذي يحتم علينا ان نستيقظ وننتفض، فإن وجودنا مرتبط بمدى ارتباطنا بكلمة مسلمين إسماً وفعلا وقولا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى