أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

القرآن الكريم كتاب الله عز وجل وليس من عند بشر وليس أرث بشري

د. محمود مصالحة
شبهات يطلقها أصحاب الفكر العلماني من مشارب مختلفة، ولكن هذه المرة نطق بها أبناء جلدتنا” بقولهه: لغتنا من إرث غائر العمق وأبرز معالمها القرآن الكريم” بمفهومهم العلماني والأيديولوجي يعتبرون القرآن الكريم إرثاً بشريا” أي أنه من عند بشر، لا يا هؤلاء، لا تتجنوا على كتاب الله، ولا تتقول عليه بغير علم، فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى وليس من عند بشر، وليس أرثاً بشرياً، كما يريه أصحاب الأيديولوجيات العلمانية الغربية ليقولوا ويطعنوا بقداسته، فما هو الإرث، وما هو الإرث الثقافي والحضاري إذن؟
الإرث في اللغة: من فعل أرَّثَ يؤرِّث، تَأْريثًا، فهو مُؤرِّث
والإرْثُ: هو الميراث، مَا يَتْرُكُهُ الْمَيِّتُ مِنْ أَثَاثٍ وعَقَارٍ لِوَرَثَتِهِ (معجم الأماني).
ويُعَرّفُ الإرث في اللغة أيضا على أنّه عملية انتقال شيءٍ عيني كمالٍ، أو أرضٍ، أو مجوهراتٍ وعقارات وغيرها من شخص إلى آخر بعد الموت، وقد يكون الشخص الآخر إمّا موجوداً أو غير موجود كأن يكون جنيناً في بطنِ أمّه.
أمّا تعريف الإرث اصطلاحاً:
فهو استحقاق وتقسيم جزءٍ من تركة الشخص المتوفّي على شخص أو مجموعةٍ من الأشخاص الذين تربطهم صلة قرابة.
أما الإرث الحضاري:
لشعب ما وأمة من الأمم، هو مزيج من منجزاتها الثقافية المتنوعة من كتابات، وفنون، وعمران، وتاريخ، وعادات، وتقاليد، ومأكل، ومشرب، وابداعات صناعة، واختراعات لعلمائها، وزراعة وتطوير في الجوانب الحياتية المختلفة، وهي منجزات الشعب والأمة التاريخية التي تثبت تطوره، تقدمة ومشاركته في بناء الحضارة الإنسانية، كما هي إسهامات الحضارة الإسلامية من إرث الابداعات العلمية العظيمة التي أسست لما نشهده من القفزات العلمية والتطور حضاري، التي يشهد لها القاصي قبل الداني، ولا يمتلك أحد أغفالها.
أما الحضارة الإنسانية هي مجموع ما قدمته الشعوب والأمم للحضارة البشرية من الإرث الحضاري، وهذا الإرث ينتقل عبر التاريخ الى الأجيال اللآحقة كموروث ثقافي وحضاري، ليكون مصدر لإبداع المفكرين والعلماء والأدباء.
فيا هؤلاء القرآن الكريم: هو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم طوال ثلاثة وعشرين عاما، المُتَعبَّد بتلاوته المبدوء بالفاتحة والمختوم بسورة الناس، قطعي الدلالة وقطعي الثبوت، ولسنا بصدد الحديث عن إعجازه الذي لا ينضب نبعه إلى قيام الساعة.
إذن ليس القرآن الكريم من عند بشر، ولا يخضع لإرثٍ بشري، فهو الذي أعجز البشر، لا كما يدعي أصحاب الفكر العلماني الغربي الذين يحاولون إخضاعه لقول من قال كأي كتاب لكاتب ما، فشبهاتهم مفضوحة.
أما قول من قال من علمانيين من شيوعيين وقوميين وغيرهم من حملة الفكر الغربي الذي غزا فئة من مجتمعاتنا، فغيَّر من مركبات هويتها الإسلامية والعربية، ومنهم وسيم الحصري الذي نطق بقوله: ” إن بعض التيارات السياسية الدينية التي يرى بعض أفرادها بأنهم أوصياء على دين الله”
يا هؤلاء أليس لكل علم متخصصون كعلماء الطب، والفلك، والهندسة، والفيزياء، والحوسبة، والذرة، وغيرها، إذن فكل عالم له كامل الحق في البحث والإبداع والقول في نطاق تخصصه بلا منازع.
وهكذا فإن العلماء المسلمون هم أصحاب التخصصات في علوم التفسير، والأصول، والفقه، والحديث والسيرة، وهم أهل الدين وخاصته شئت أم أبيت، والعلوم الإسلامية لا تؤخذ إلا عنهم، والمستشرقون هم ومن تبعهم أصحاب شبهات وفتنة وفرقة، فلذلك لا تتجنى يا حصري على أهل الاختصاص من علماء المسلمين، وعجبا للذي ولد بالأمس يحمل فكراً غربيا معاديا إلحاديا استشراقياً، ثم جاء ليحاجج أهل العلم والاختصاص باختصاصهم، فأي جهالة هذه! فنحن نربأ بك وبغيرك أن تخوض فيما ليس لك به علم.
أما الذين يغرسون الفتنة والفرقة، هم الذين يسعون لتغيير قناعات المجتمع وقيمه الثقافية القرآنية الثابتة ذات الشمول، فيبذلون قصارى جهدهم لتغيير هويته الإسلامية العربية الفلسطينية الأصيلة، هم أصحاب الفكر الحداثي الغربي من الفكر الاشتراكي المنتهي، والقومي المتخلف، والليبرالي الإباحي، الداعمين لثقافة الجندر الإباحية الشذوذية أتباع اتفاقية سيداو الدولية التي ينبثق عنها قوانين الشذوذ الجنسي المفكِك للأسر، والمفضي لاندثار مجتمعاتنا وحضارتنا، لذلك هم شركاء في المشروع الغربي “صراع الحضارات” هم أهل الفرقة والفتنة، والفتنة أشدُّ من القتل.
أما نحن فدعاة الخير والرحمة للناس كافة نحافظ على الثوابت الاجتماعية، وعلى قيمنا التربوية والأخلاقية وهويتنا الثقافية، وديننا دين وحدة، ينبذ الفرقة لا كما تزعم، ولكن ديننا ومجتمعنا يمقت الخبث الجندري الملحد والشذوذ الجنسي وأتباعه الذين لا يقل خطورتهم عن صفقة الأسلحة التشيكية للحزب الشيوعي حيث تم بها طرد الفلسطينيين عام النكبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى