(هوس الافتراء على الشيوعيين)..بين عصام مخول ومحمود محارب (5)

طه اغبارية
انسجاما مع ما دعا إليه عصام مخول في مقالته التي نشرها في صحيفة الاتحاد بتاريخ 12/6/2020 بعنوان (هوس الافتراء على الشيوعيين) والتي دعا فيها كل من يريد قراءة تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي العودة إلى أرشيف هذا الحزب، وإلى قراءة هذا التاريخ على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، انسجاما مع كل ذلك فإن الباحث محمود محارب كان قد نشر مقالته الثالثة بتاريخ 21/5/2019، بعنوان (دور الحزب الشيوعي في النكبة) استنادا إلى وثائق الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد خلص محارب في ختام المقالة الثالثة إلى هذه النتائج، وها أنذا أعرضها نصا وروحا كما وردت في مقالته تحت عنوان (سعي الحزب الشيوعي الأرض- إسرائيلي للمشاركة في مؤسسات الأمن ومجلس الدولة اليهودية) الذي ورد في ختام المقالة الثالثة أكد محارب ما يلي:
1- (شن الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي حملة واسعة ومستمرة لإشراكه في مؤسسات الأمن للييشوف اليهودي في فلسطين وفي مجلس الدولة اليهودية) -محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 3/3/1948. بناء عليه وبعد أن تلقى الحزب الشيوعي الإسرائيلي موافقة على ذلك من اللجنة القومية اليهودية وإدارة الوكالة اليهودية (استجابت اللجنة المركزية للحزب فورًا، وعيّنت شموئيل ميكونيس الأمين العام ممثلًا لها في مجلس الشعب).
2- (لم يكتفِ الحزب الشيوعي بذلك واستمر في مطالبته بإشراكه في قيادة قوى الأمن للييشوف) – محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 5/3/1948.
3- (ودعا مئير فلنر في مقالة له، أثناء النقاش في الييشوف بشأن تركيبة مجلس الشعب وحجم القوى السياسية فيه، إلى تمثيل الحزب الشيوعي في مجلس الشعب بأكثر من عضو واحد، وبما يتناسب مع قوته الحقيقية في الييشوف اليهودي) -محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 13/3/1948.
4- (وانتقد فلنر في مقالته تقصير قيادة الحركة الصهيونية والييشوف في حشد مختلف الطاقات الكامنة في الييشوف واليهود في العالم وتجنيدها، وادعى أن الييشوف اليهودي مجنّد تجنيدًا جزئيًا فقط، وأنه ينقصه السلاح والعتاد والذخيرة ووسائل النقل. وطالب بالإسراع في إقامة الحكومة المؤقتة لكي تقوم بمهماتها ودورها بوصفها مؤسسة “مقاتلة تجند كل القوى الكامنة في الييشوف وفي الشعب اليهودي في العالم” من أجل تحقيق الاستقلال) – محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 12/3/1948.
وفي المقالة الرابعة التي نشرها محارب بتاريخ 28/5/2019 بعنوان (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) خلص إلى هذه النتائج:
1- استخلصت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض- إسرائيلي في اجتماعها في 13/3/1948، كما أوردت ذلك صحيفة (كول هعام) بتاريخ 18/3/1948 (… أنه يجب من أجل تحسين الإدارة والقيادة لـ “حربنا العسكرية”، أن يكون للييشوف اليهودي المقاتل جيش واحد فقط، وأنه ينبغي إلغاء اتفاق منظمة الهاغاناه مع منظمة إتسل، ويجب إشراك جميع الأحزاب الديمقراطية اليهودية في قرارات الييشوف العسكرية والسياسية) -محارب.
2- (… ودعت اللجنة المركزية قيادة الييشوف إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المتهربين من الخدمة العسكرية، وضد السماسرة والمضاربين بالأسعار، واعتبارهم خائنين للوطن). محارب عن نفس المصدر.
3- (دعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي قيادة الحركة الصهيونية إلى تشكيل الحكومة المؤقتة في أقرب وقت ممكن، وقبل انتهاء آذار/ مارس 1948. وطالبت بأن تشمل هذه الحكومة الحزب الشيوعي وجميع الأحزاب الصهيونية العمالية) -محارب.
4- (ودعت اللجنة المركزية الحكومة المؤقتة… أن تقف بشدة ضد التوصل إلى أي حل وسط على حساب سيادة الدولة اليهودية، وأن تعلن أنها ستعتبر أن “أي محاولة للخضوع للضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية للأعداء الإمبرياليين هي خيانة للوطن والشعب) -محارب عن نفس المصدر.
5- (ودعت اللجنة المركزية “جميع أعضاء الحزب إلى الانخراط فورًا، في هذه الساعة الحاسمة لمستقبل الييشوف، في الصفوف الأمامية للمناضلين ضد أي حل وسط مع الإمبريالية… وأكدت اللجنة المركزية أنه يتحتم على أعضاء الحزب المنخرطين في صفوف قوات الييشوف العسكرية في الجليل والنقب وفي مختلف خطوط التّماس في المدن والمستوطنات، أن يمثّلوا نموذجًا لمقاتلين من أجل الحرية، واختتمت اللجنة المركزية قراراتها بالشعار “تجنيد كامل من أجل الاستقلال الكامل”) -محارب عن نفس المصدر.
6- (… وأضافت كول هعام قولها إن الييشوف اليهودي حشد جميع طاقاته من أجل إقامة الدولة اليهودية وإفشال نظام الوصاية، وإن على قيادة الييشوف التوجه فورًا إلى المعسكر الاشتراكي، وطلب المساعدة منه لتمكين الييشوف من إقامة الدولة اليهودية) -محارب عن “كول هعام” بتاريخ 21/3/1948.
7- (وفي 22 آذار/ مارس 1948 أصدر الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي بيانًا بعنوان “لتقم الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية فورًا”) قال فيه: (لسنا معزولين، لنا حلفاء عظماء. الاتحاد السوفياتي وبلدان الديمقراطية الشعبية في شرق أوروبا، وكل الشعب اليهودي وكل القوى التقدمية في العالم تقف إلى جانبنا! لنحارب ضد كل محاولة للاستسلام! لنجند كل الييشوف في معسكر مقاتل لإقامة دولتنا) -محارب نقلا عن “كول هعام” بتاريخ 22/3/1948.
8- (…اتهم شموئيل ميكونيس بن غوريون وانتقده، لعدم “تحريره مدينة القدس العربية القديمة رغم توافر جميع الشروط اللازمة لذلك) -محارب نقلا عن “عواصف الزمن” -ميكونيس ص 129- 130، بناء على كل ما أورد محارب في مقالاته الأربعة من وثائق مأخوذة من أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي وتحت عنوان (خاتمة) في ختام مقالته الرابعة فقد توصل محارب إلى ما يلي:
1- (لقد تبنّى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الرؤيا والرواية الصهيونيتين لحرب 1948. وشارك أعضاء الحزب الشيوعي وأنصاره في حرب 1948 في صفوف البلماح والهاغاناه والجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية، وفي تنفيذ خطة “دالت”، وفي احتلال المدن والقرى الفلسطينية وطرد الفلسطينيين منها) -محارب-.
2- (وقد ارتكبت الهاغاناه والبلماح والجيش الإسرائيلي، وفق ما ذكره المسؤول عن الأرشيف الإسرائيلي (110) مجازر في حرب 1948. وكان أعضاء الحزب الشيوعي يقاتلون في صفوف البلماح والهاغاناه والجيش الإسرائيلي، وشاركوا في ارتكاب المجازر) -محارب-.
3- (وأيد الحزب الشيوعي الإسرائيلي بشدة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وساهم خلال الحرب بكل طاقاته في تنظيمها وفي تنظيم الهجرة اليهودية المقاتلة من دول أوروبا الشرقية) -محارب-.
4- (وشارك الحزب الشيوعي الإسرائيلي في توطين المهاجرين اليهود في المدن والقرى الفلسطينية التي هجرت الهاغاناه والبلماح والجيش الإسرائيلي أصحابها الفلسطينيين منها) -محارب-.
وهكذا قام الباحث محمود محارب بما طالب به عصام مخول وتوصل محارب إلى كل هذه الاستنتاجات التي أوردتها في هذه المقالات الخمسة التي حملت عنوان (هوس الافتراء على الشيوعيين بين عصام مخول ومحمود محارب)، فنرجو من مخول الرد العلمي على كل هذه الاستنتاجات.