أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

(هوس الافتراء على الشيوعيين) بين عصام مخول ومحمود محارب

طه اغبارية
انسجاما مع ما دعا إليه عصام مخول في مقالته التي نشرها في صحيفة الاتحاد بتاريخ 12/6/2020 بعنوان (هوس الافتراء على الشيوعيين) والتي دعا فيها كل من يريد قراءة تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي العودة إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وإلى قراءة هذا التاريخ على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، إنسجاما مع كل ذلك فإن الباحث محمود محارب كان قد نشر مقالته الثالثة بتاريخ 21/5/2019 بعنوان (دور الحزب الشيوعي في النكبة) استنادا إلى وثائق الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد خلص فيها محارب إلى أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان له الدور الاساس بإقناع تشيكو سلوفاكيا لمد الحركة الصهيونية بكل ما يلزم من عدد وعتاد وخبرات لإقامة دولة لليهود على حساب نكبة فلسطين، وها أنذا أعرض مقتطفات مما ورد في هذه المقالة:
1- وقد ذكر بن غوريون في كتابه “يوميات الحرب” أن ميكونس جاء إليه في مكتبه بعد ظهر 24 أيام /مايو 1948، بعد زيارته رومانيا ويوغسلافيا وتشيكو سلوفاكيا وبولندا وبلغاريا “وقد تحدث مع قادتها عن تزويدينا بالسلاح في بلغاريا مع ديمتروف، وفي يوغسلافيا مع رانكوفيتش، وفي رومانيا مع لوكا، وفي تشيكيا مع كلامنتيس، وفي بولندا مع بيرمن ومودولوفسكي”. كما قال بن غوريون إن ميكونس سأله إن كان ما نشرته في تلك الأيام صحيفة ” عال همشمار” لسان حال حزب العمال الموحد صحيحا، ومن أن إسرائيل ترفض طلب المساعدة العسكرية من دول أوروبا الشرقية. فأجابه بن غوريون بأن القائمين على صحيفة “عال همشمار” يعرفون أن ما نشروه هو محض افتراء.
وقال بن غوريون: “لقد توجهنا وحصلنا فعلا على مساعدة عسكرية من تشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا حتى قبل تأسيس الدولة. وقال بن غوريون أيضا أن ميكونيس سأله إذا كان بن غوريون يقبل بقدوم خبراء عسكريين شيوعيين من دول أوروبا الشرقية إلى إسرائيل فأجابه بقوله “نقبلهم بكل ترحاب” – محارب نقلا عن كتاب” يوميات الحرب” لبن غوريون ص 455.
2- (وبعد اجتماعه ببن غوريون ذهب ميكونس هو وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي استير فيلونسكا، واجتمعا بغولدا مئير، وأخبراها بأن ميكونس يريد السفر بأسرع وقت إلى تشيكوسلوفاكيا من اجل جلب السلاح والمقاتلين والهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وقد رحبت غولدا مئير بهذه الخطوة بشدة، واتخذت الاجراءات لتسهيل سفر ميكونيس إلى تشيكوسلوفاكيا بأسرع وقت) محارب نقلا عن “شهادة ميكونس”.
3- (وفعلا سافر ميكونس إلى تشيكو سلوفاكيا في حزيران / يونيو 1948، واستأنف اتصالاته بالقادة والمسؤولين التشيك، ألح ميكونس في لقاءاته بالمسؤولين التشيكيين على ضرورة تخصيص مطار تشيكي بالقرب من براغ، كما كانت تطالب إسرائيل، لنقل مختلف الاسلحة التشيكية إلى إسرائيل. وقد استجابت السلطات التشيكية لهذا الطلب، وظل هذا المطار الذي أطلق عليه ميكونس والسفارة الإسرائيلية في براغ مطار “عتسيون” يعمل على نقل الاسلحة إلى إسرائيل طوال عدة أشهر) محارب.
4- (تنقسم الفترة الزمنية التي حصلت عليها منظمة الهاغاناة، ثم إسرائيل على السلاح من تشيكوسلوفاكيا إلى مرحلتين أساسيتين) محارب.
5- (شملت الاسلحة التي حصلت عليها الهاغاناة في المرحلة الأولى 24500 بندقية حديثة، 5000 مدفع رشاش خفيف من نوع MG34، و200 مدفع رشاش من نوع ” بزه”، 54 مليون رصاصة، و25 طائرة حربية بكامل أسلحتها وذخيرتها) محارب نقلا عن موشية بغار ” تشيكوسلوفاكيا والصيهونية وإسرائيل: تطور علاقات مركبة، (تل أبيب: المكتب الصهيونية التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية، 1979) ص86 بالعبرية.
6- (وفي الفترة 20 أيار / مايو – 11 آب / أغسطس 1948، نقل هذا القطار الجوي أكثر من 350 طنا من الأسلحة والذخيرة في 95 نقلة جوية وفق ما كانت تطلبه إسرائيل من الأسلحة والذخيرة حينئذ، وشمل ذلك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من بنادق حديثة ومدافع رشاشة خفيفة، ومدافع متوسطة من نوع “بزه” واسلحة أخرى والكثير من الذخيرة) محارب نقلا عن موشية يغار.
7- (… أما رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدا مئير، … فأكدت في مذكراتها التي نشرتها في سنة 1975 أن إسرائيل اعتمدت بالأساس في حرب 1948 على الاسلحة التي اشترتها من تشيكوسلوفاكيا. وأضافت قائلة: “لولا الأسلحة والذخيرة التي تمكنا من شرائها من تشيكو سلوفاكيا وتمريرها عن طريق يوغسلافيا ودول اخرى في البلقان، في تلك الأيام المظلمة من الحرب، لا أعرف إذا كان بإمكاننا الصمود، إلى أن تغير الوضع في حزيران / يونيو 1948. في الأسابيع الستة الأولى من حرب الاستقلال اعتمدنا أساسا (ولكن ليس بالمطلق) على القذائف والأسلحة الرشاشة والرصاص، وحتى الطائرات التي تمكنت الهاغاناة من شرائها من أوروبا الشرقية، في الوقت الذي اعلنت فيه حتى الولايات المتحدة عن حظر بيع السلاح وإرساله الى الشرق الاوسط محارب نقلا عن: Golda Meir-My Life.
8- (أما اسحاق رابين … فكتب في مذكراته عندما وصلت الاسلحة التشيكية في بداية نسيان/ أبريل 1948 في تلك الفترة الحاسمة: “مهما كان حساب دولة إسرائيل وحساب الشعب اليهودي مع العالم الشيوعي، فإنه ينبغي الكتابة على رأس الصفحة بأحرف بارزة وواضحة : من دون السلاح التشيكو-سلوفاكي، الذي من المؤكد انه كان وفق تعليمات الاتحاد السوفياتي، من المشكوك جدا فيه إذا كان بإمكاننا الصمود في حرب استقلالنا، عندما اغلقت جميع دول العالم مخازنها في وجهنا وعندما حصلنا على البنادق والرشاشات والمدافع والطائرات من تشيكوسلوفاكيا تمكن جيش الدفاع الإسرائيل من الصمود في المعركة الصعبة) – محارب نقلا عن اسحاق رابين، دفتر مذكرات خدمة، حج(تل ابيب – مكتب معاريف 1979) ص 58 بالعبرية.
9- (اقترح شموئيل ميكونيس أثناء اتصالاته بالمسؤولين التشيكوسلوفاكيين والناشطين التشيكوسلوفاكيين اليهود في براغ اقامة قوة عسكرية تشيكو-سلوفاكية منظمة مكونة من التشيكوسلفاكيين اليهود ذوي الخبرة الحربية التي اكتسبوها خلال الحرب العالمية الثانية لتحارب إلى جانب إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية في سنة 1948) محارب نقلا عن شهادة ميكونس.
10- (وبعد موافقة السلطات التشيكوسلوفاكية على فكرة انشاء الفيلق، أجرت هذه السلطات مفاوضات بشأنه مع إيهود أفرئيل ممثل الهاغاناة في أوروبا الشرقية وكان من المفروض وفق تصور ميكونس وإيهود أفرئيل أن يبلغ عدد أفراد الفيلق نحو 3000 عسكري، بيد أن ذلك لم يتحقق إذا وصل عدد أفراده إلى نحو 1500 عسكري فقط، وقد سافروا إلى إسرائيل بأسلحتهم الخفيفة في ثلاث مجموعات، وصلت الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1949، اما الثانية فوصلت في كانون الثاني/ يناير 1949، في حين وصلت الثالثة في شباط/ فبراير 1949) محارب نقلا عن يعقوب ماركوفيتسكي، الجمرة المقاتلة : التجنيد من خارج البلاد في حرب الاستقلال) ص 190-191 بالعبرية.
11- (وقد جرى دمج الفيلق التشيكوسلوفاكي في الجيش الإسرائيلي بناء على أوامر دافيد بن غوريون، وزير الأمن ورئيس الحكومة الإسرائيلية، وشكل الفيلق التشيكوسلوفاكي ثلاث كتائب في الجيش الإسرائيلي : كتيبة دبابات، وكتيبة مدفعية، وكتيبة مشاة آلية) محارب نقلا عن ماركو فيتسكي، مؤامرة شيوعية أم مساعدة للأخوة ص199-200.
12- (وذكر ميكونس في شهادته أنه هو وقيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذين بادروا إلى توطين قسم كبير من عناصر الفيلق في قرية إجزم، أما الباقون فجرى توطينهم في عدة قرى وبلدات فلسطينية مهجرة كان من بينها بلدة الجاعونة في الجليل الشرقي بالقرب من صفد، والتي أصبح يطلق عليها ” روش بينا” وقد ذكر ميكونس في شهادته أنه كان للحزب الشيوعي الإسرائيلي نحو 500 جندي في الفيلق التشيكوسلوفاكي وعندما جرى تسريحهم من الجيش الإسرائيلي، بدأ الحزب الشيوعي وهؤلاء الجنود المسرحون في السيطرة على البيوت العربية في قرية إجزم المهجرة) محارب نقلا عن “شهادة ميكونس”.
13- وهكذا قام الباحث محمود محارب بما طالب به عصام مخول وهو الكتابة عن تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة) والرجوع إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلى هذا الاساس وصل محارب إلى هذه النتائج، فنرجو من مخول أن يكتب ردا علميا على هذه النتائج التي توصل إلى محارب – يتبع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى