أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

كفى لشلال الدم

محمود مواسي
إن المتتبع لما يجري على الساحة المحلية في مجتمعنا العربي الفلسطيني يرى ما يدمي القلوب لظاهرة العنف المستشري في قرانا ومدننا العربية في الجليل والنقب والمثلث وفي حيفا ويافا واللد والرملة وعكا، حتى اننا لم نجد موقعا خاليا وسالما من هذه الآفة التي تهدد وجودنا وتنذر بالسوء والعاقبة الوخيمة لأجيالنا القادمة.
وهنا لا بد من توجيه ووضع الإصبع على الألم ونوجه اللوم لأنفسنا كقيادات وجماهير، اننا لم نمنع الضحية القادمة ودمرنا بيوتا واسر، واللوم يوجه بالأساس إلى:
1-الأحزاب السياسية الناشطة والساعية للوصول للكنيست ألم يكن الاجدر بها أن تصب مواردها وطاقاتها المادية والمعنوية من اجل تضميد الجرح النازف في كل قرية ومدينو؟! اين التثقيف اين نشر الوعي ونشر الاحترام والتسامح وقبول الآخر وسد النقص في وجود نوادي لها في كل مكان من اجل إيواء الشباب التائه وربما الضال الى سواء السبيل؟!
2-أليس الاجدر بسلطاتنا المحلية العربية من تعزيز النوادي والفعاليات اللامنهجية، وكثيرا ما نسمع عن برامج ومشاريع تقدر بالملايين ترصد لحل مشاكل الشباب وارشادهم وتوجيه الحائر والضال منهم الى سبيل الرشاد والخير والعطاء، وعدم صرف الأموال الطائلة على مشاريع وهمية أو زراعة الورود وإقامة الدوارات والاهتمام أكثر بالبشر منه بالحجر.
أليست الشوارع الضيقة سببا في المشاكل، أليست ازمه البناء وعدم وجود أماكن للأزواج الشابة سببا في الصراعات والخلافات، أليست التعيينات السياسية واكل الحق العام والتعدي عليه سببا في تغذية الخلافات وبث روح اليأس لدى الشباب، فاتقوا الله يا تحملون المسؤولية.
3-أين دور جهاز التربية والتعليم وقسم الشباب في مواكبة ومراقبة الجانحين وعلاجهم قبل فوات الأوان، غالبا ما تتدخل هذه المؤسسات بعد حدوث الجريمة، ووقوع الشاب في أوحال الجريمة أو ضحية لتجار المخدرات.
4-اين الائمة وخطباء المساجد واهل الإصلاح الحقيقيين والامناء على اسرار البيوت والذين يعملون بإخلاص من اجل توجيه النشء الى مكارم الاخلاق، وبث روح الامل والخير في نفوس الناس، من خلال خطبهم الموجهة، وزياراتهم المتواصلة مع اهل الحي القريب ووضع الآباء والامهات أمام مسؤولياتهم الجمة.
5-أيتها الأمهات أيها الآباء، إننا نأمل بكم خيرا كثيرا ونعول عليكم فأنتم اللبنة الأولى لبناء المجتمع الفاضل، وأنتم الدرع الواقي لحماية مجتمعنا من الانحراف، فأنتم على ثغرة من ثغر الإسلام فانا يؤتين من قبلكم، الام مدرسة، الاب قائد، أنتم من تخرجون لنا الابطال والعلماء والعمال والحرفيين، أنتم من تتعبون وتسهرون من أجل أولادكم، هل تعملون ذلك؟! حتى يأتي مناد بخبر يقول لقد قتل ولدك!! كفى استهتارا بأرواح أولادكم لا تبعثوا بهم الى الجحيم، نربيهم من اجل حياه أفضل ومستقبل أرغد وحياة كريمة عزيزة.
وأنتم يامن تسفكون دماء الأبرياء، الويل لكم من عقاب الله العظيم وإن أفلتم منه في الدنيا فلن تفلتوا منه يوم القيامة، والله ولي المتقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى