أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

من استحقاقات صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية

صحيفة المدينة
1. كان قد حذّر رئيس لجنة المتابعة محمد بركة من خطورة صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية في تغريدته التي نشرها قبل بضعة أيام وكانت بعنوان “مظاهرة تل- أبيب”.
2. وكان الرفيقان رمزي حكيم وعزمي حكيم قد حذّرا من خطورة ما آلت إليه الأوضاع في القائمة المشتركة.
3. وكان الرفاق عن التجمع عوض عبد الفتاح وباسل غطاس ومحمود أديب، وغيرهم قد حذّروا كذلك في مقالاتهم أو تغريداتهم من خطورة المنحدر الذي انزلقت إليه القائمة المشتركة.
4. وكان بعض أبناء الحركة الجنوبية قد حذروا في تغريداتهم من خطورة ما جرّته عليهم لعبة الكنيست-أصلا- والتغريدات محفوظة لدينا.
5. وكانت الحركة الإسلامية الجنوبية المحلية في الطيبة قد أصدرت بيانها المشهور الذي حذّرت فيه من خطورة المنزلقات التي قادتهم إليها لعبة الكنيست، وصرّحوا في حينه ما صرّحوا به، والبيان معروف للجميع.
6. وكنّا قد حذّرنا في عشرات المقالات من خطورة الأجندة التي تحملها صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية التي دعمت القائمة المشتركة وما يدور في فلكها بعشرات الملايين من الدولارات، وقلنا في حينه ولا زلنا نقول: إن هذه الصناديق لم تمنح هذه الملايين للقائمة المشتركة من باب (الصدقة الجارية)، بل إن هذه الصناديق تسعى عن طريق القائمة المشتركة لجر جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني إلى ما سمّاه رئيس لجنة المتابعة أبو السعيد (الصهينة والتدجين) أو ما سمّيناه نحن في مقالاتنا الأمركة والأسرلة وفك الإرتباط مع شعبنا الفلسطيني.
7. لم يبالغ أي صوت من هذه الأصوات في تحذيراته، فها هو سجل خطاب ومواقف وبيانات القائمة المشتركة يؤكد صحة هذه التحذيرات، وها هي مظاهرة تل أبيب الأخيرة وما كشفه رئيس لجنة المتابعة أبو السعيد عن خفايا هذه المظاهرة يؤكد ذلك، وها هي المقالة التي نشرها رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة في صحيفة الإتحاد يوم الجمعة الموافق 12/6/2020 تؤكد ذلك، وإليكم التفصيل.
8. الذي يقرأ مقالة أيمن عودة التي اختار لها عنون (هذه البداية) وبعد أن يسقط المقولات المكررة التي قالها أيمن عودة في الماضي يجد أن عودة يدعو صراحة كبداية إلى إقامة إطار شعبي يشمل اليسار الصهيوني ويبشرنا في نفس الوقت أن هذا الإطار الشعبي مع اليسار الصهيوني سيساعد هؤلاء اليسار الصهيوني على (تحريرهم من قوالبهم العقائدية المتوارثة بمعظمها) على حد قول عودة.
9. عودة يؤكد في هذه المقالة وجود نقاش داخلي في القائمة المشتركة (حول إقامة إطار شعبي من أجل السلام والمساواة والديموقراطية والعدل الاجتماعي وسنسعى بحوار صادق وواضح لإقناع كل المركبات به)!! أي أن عودة سيعمل على أن يكون هذا الإطار الشعبي (العربي الصهيوني) باسم القائمة المشتركة.
10. عودة يعترف في هذه المقالة قائلا بصراحة (كل مركبات القائمة المشتركة تقوم بالتعاون الجزئي العيني مع أحزاب صهيونية) والمطلوب الآن في حسابات عودة الانتقال من مرحلة التعاون مع أحزاب صهيونية في العمل الكنيستي إلى إقامة هذا الإطار (العربي-الصهيوني) باسم القائمة المشتركة!! ثم ماذا؟!
11. الجواب على سؤال (ثم ماذا) ليس موجودا في مقالة عودة، ولكنه موجود في عنوانها: (هذه البداية)، أي أن إقامة الإطار الشعبي (العربي-الصهيوني) هي البداية، نحو إقامة قائمة كنيستية (عربية- صهيونية)!! وهكذا يتضح أن الأمور في بداياتها في حسابات عودة، إلى جانب أن عودة كان ممن سعى أن يكون للسناتور الصهيوني الأمريكي مرشح الرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز كلمة في مظاهرة تل أبيب إلى جانب كلمة اليسار الصهيوني وعودة وعوفر كسيف، ومن وراء كل ذلك صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية.
12. وهكذا بات البعض من أعضاء القائمة المشتركة أو ممن يدور في فلكها يبشر بوجود يسار صهيوني قابل أن يتحرر من قالبه العقائدي المتوارث، وبوجود يسار أمريكي يقف في مقدمته بيرني ساندرز، وهناك فرصة لصناعة إطار يضم القائمة المشتركة واليسار الصهيوني بدعم من اليسار الأمريكي وصناديق الدعم الصهيونية الأمريكية وهكذا انتقلت جدلية الأمل الفلسطيني بعامة وجدلية أمل جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني بخاصة في حسابات عودة ومن يصفق له في تغريدة أو مقالة انتقلت من جدلية الأمل الذي كان مربوطا بالاتحاد السوفياتي إلى جدلية الأمل الذي أصبح مربوطا مع أمريكا عبر التوليفة (اليسار الصهيوني واليسار الأمريكي وصناديق الدعم الأمريكية لدرجة أن واحدا ممن يصفقون لعودة في تغريداتهم كتب في تغريدته يقول: (وأخص بالشكر السيناتور ساندرز)!! ولدرجة أن واحدا ممن يصفقون لعودة في مقالاتهم كتب يقول: (.. لم أتوقع أن ينضم إلى منصة عليها تلك الشعارات مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بقامة السيناتور الأمريكي عضو الحزب الديموقراطي، بيرني ساندرز، فمشاركته- أي في مظاهرة تل أبيب- كانت حدثا استثنائيا إيجابيا ومشجعا ويعد سابقة… إنه مشهد مميز..)!! وهكذا بات لسان حال عودة ومن يصفقون له في تغريداتهم ومقالاتهم يقول: (كل الأوراق بيد أمريكا)، وهو ما كانت ولا تزال تقوله القيادات العربية التي طعنت القضية الفلسطينية والتي لا يزال يصفها عودة ومن يصفقون له بالقيادات الرجعية المتآمرة على القضية الفلسطينية!!
13. الشيء الإيجابي الوحيد في مقالة عودة (هذه البداية) أنها كانت واضحة، ولا عذر لأحد من الجبهة او التجمع أو الحركة أن يقول منذ الآن وصاعدا: لم نكن نعرف ماذا يريد عودة؟! لأنه يقول بصراحة للجميع وعبر المصفقين له: إنه يريد في نهاية المطاف إقامة قائمة عربية صهيونية بدعم من اليسار الأمريكي وصناديق الدعم الصهيونية الأمريكية لأن كل الأوراق أصبحت بيد أمريكا، والمطلوب أن تكون هذه القائمة هي مرجعية جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني!! ولذلك فإن المطلوب في حسابات من يسعون لإقامة هذه القامة العربية- الصهيونية هو شطب لجنة المتابعة العليا ثم شطب القائمة المشتركة فيما بعد والإبقاء على القائمة العربية الصهيونية!!
14. عودة يناقض نفسه في مقالته (هذه البداية) فهو من جهة أولى يعترف في هذه المقالة أن اليسار الصهيوني قد انهار حيث يقول بصريح العبارة: (… فبعد الانتخابات الأخيرة انهارت أحزاب اليسار (أي الصهيوني) وبقيت عشرات الآلاف دون بيت سياسي، وتعمّقت الأزمة بعد شعور مئات الآلاف أن نتنياهو حطّم أحزابهم وقسّمها)! ومن جهة ثانية يقول في هذه المقالة: (… مع هؤلاء أيضا نبني الحراك الشعبي من أجل النضال المشترك..)!! فإذا كان هؤلاء قد انهاروا ولم ينجحوا بالحفاظ على وجودهم في وجه نتنياهو، ولم ينجحوا باستقطاب دعم وثقة الشارع الإسرائيلي فكيف سينجحون بإسناد جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني في (… إنهاء الاحتلال وتحقيق المساواة العميقة) على حد قول عودة.
15. يبدو أن عودة لم يتعلم الدرس من تجربة الجنرال غانتس، فعودة كان قد وعد جماهيرنا الكادحة أنه بواسطة التوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة، بواسطة التحالف معه ستسقط القائمة المشتركة نتنياهو واليمين الإسرائيلي، ولكن الذي حدث أن الجنرال غانتس بلحمه وعظمه هو الذي منع سقوط نتنياهو واليمين الإسرائيلي!! يبدو أن عودة لم يتعلم الدرس من هذه التجربة التي نشر فيها الأوهام، فها هو لا يزال ينشر الأوهام، وها هو لا يزال يعد جماهيرنا الكادحة أنه سيقيم حراكا شعبيا عربيا- صهيونيا، وسيطرد الاحتلال الإسرائيلي وسيحقق المساواة بواسطة هذا الحراك.
16. وها هو يعدنا بواسطة المصفقين له أن الحزب الديموقراطي الأمريكي الذي تناوب مع الحزب الجمهوري الأمريكي على تصفية القضية الفلسطينية، سينتصر لهذه القضية عبر عضوه السيناتور بيرني ساندرز، وهكذا لا يزال عودة يبيع الوهم لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني.
17. وإن أخشى ما أخشاه أن كل من يرفض أمريكا ويكشف فضائحها سيتحول إلى رجعي وعميل في حسابات عودة والمصفقين له، ممن يحاولون دفع جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني نحو (الأمركة والأسرلة) أو كما قال رئيس لجنة المتابعة أبو السعيد نحو (الصهينة والتدجين).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى