أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أصحاب الهمّة العالية

الشيخ أحمد سلمان

من الحكمة أن تدعو كل شيء باسمه، فاجعل القريبين منك سعداء يأتي إليك البعيدون ويفتحون لك الأبواب، وأصدق في العمل تجني الثمر، ولا يمكنك أن تنال ثقة الآخرين في التمني، لكن وجودك وعملك هو مرآة لك.
ومن أقوال سيدنا عمر بن عبد العزيز المأثورة، أنه قال لأصحاب الشأن في مصر انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال “جاع طير في بلاد المسلمين”، ومناسبة هذا القول أن عجوزاً في منطقة الجيزة في مصر كان لها بيت متواضع، ولم تكن اسوار البيت محصنة مما لا يمنع الكلاب من النيل من دجاجها، فشكت الأمر الى عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين آنذاك، فأرسل الى والي مصر على جناح السرعة بتحصين بيتها والسهر على حاجتها خوفا من أن تدخل الكلاب وتأكل دجاجها.
وعليه، لا أبالغ ولا أجامل إن قلت إن هناك رجال في زماننا قد يفعلون قدر المستطاع مثل الذي فعله عمر بن عبد العزيز، لذلك من منطلق الواجب والوفاء واتباعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، فقد استوقفني الشباب القائمين على جمع الزكاة في مدينتنا الحبيبة أم الفحم، بهمتهم العالية وإخلاصهم وتواضعهم وحسن أخلاقهم وسهرهم دون كلل أو تعب، وحرصهم الشديد على هذه الأمانة في جمعها وتوزيعها على المحتاجين بكل دقة وحرفية وإخلاص كبير.
كم يثلج الصدر ويفرحه أن يمتاز هؤلاء الأخوة بتواضعهم وبخلقهم الطيب ورقتهم، وأرجو ألا يعتب علي أحد إن ذكرت بعضهم في مواقف لاحظتها فيهم، مع تحيتي وتقديري للجميع دون استثناء، وأخصُ بالذكر الشيخ محمود مفلح والشيخ حازم إسماعيل، ليس من باب المديح لهم ولكن من باب التشجيع، والحث في أن نكون مثلهم في التعامل.
كم كان جميلا أن أرى موقفا عظيما لكل واحد منهما على انفراد، فها هو الشيخ محمود مفلح وقد رأيته يقف بكل تواضع في دوار عين جرار، حين جاءه أحد الشباب وهو يركب دراجة وبدأ يخرج من جيبه شواكل معدودة ليدفع عن نفسه الفُطرة، كما رأيت العديد من أمهاتنا وآبائنا يوقفون سياراتهم ليعطوه فطرتهم وزكاة أموالهم، وفي ذلك تأكيد على الثقة بشخصه وإخوانه في لجنة الزكاة، وكذلك الأمر مع الأخ حازم إسماعيل فقد اعجبني في هدوئه وابتسامته الدائمة والعمل دون توتر او أعصاب، فحقاً أنهم فخر لنا جميعاً ولا أنسى باقي إخواني الرائعين في لجنة الزكاة.
نعم بالإمكان أن تلد أمهاتنا صالحين وأهل خير، مصداقا لقول سيدنا المصطفى عليه السلام “الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى