أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الدور الإغاثي النسائي المطلوب

أمية سليمان جبارين (أم البراء)
كان ولا يزال للمرأة في الداخل الفلسطيني الدور المتواصل والمتألق في قيم التكافل الاجتماعي وقيم الإغاثة وكفالة الأيتام وتقديم العون للمحاصرين واللاجئين، وقد تحولت كثير من النساء إلى عناوين للعطاء والسخاء وتفريج الكروب عن الملهوفين في كثير من بلداتنا في الداخل الفلسطيني، وسلفا أقول تحية لكل هؤلاء النساء اللاتي لم يقفن عند حد التغني بحقوق المرأة ودور المرأة، بل شمَّرن عن سواعد العمل والتحمن بآلام مجتمعنا وواصلنّ السهر على حاجات البيوت المستورة والعائلات المتعففة، فهكذا كان ولا يزال دورهن يشرق إنسانية ورحمة وحنانا، بداية من الأيقونة الأسيرة آية خطيب وكثيرا من النساء ممن أقمن لأنفسهن مؤسسات إغاثة وصناديق لدعم التعليم الجامعي، كصندوق الحاجة رقية بيادسة أو التحقن بما هو قائم من لجان زكاة ومؤسسات إغاثة وصناديق منح دراسية، ومن خلال ما هو قائم قمن بمسح ميداني اجتماعي، ووصلن إلى العناوين التي تعيش في ضائقة ثم واصلن تقديم العون الإغاثي أو العون المالي إلى كل هذه العناوين حتى هذه اللحظات، وعلى سبيل المثال هناك الكثير من النساء في أم الفحم تحولت بيوتهن إلى ملجأ اجتماعي للكثير من البيوت التي باتت تعيش فقر مدقع، ووجدت هذه البيوت ذات الفقر المدقع في هذا الملجأ الاجتماعي العون المالي والطرود الغذائية وملابس العيد وحلوى العيد ولحوم العيد، وهكذا نجحن هؤلاء النساء في أم الفحم بجبر كسر هذه البيوت ذات الفقر المدقع ورد الابتسامات إليها وإشعارها أنها ليست منسية ولا وحيدة ولم يغفل عنها مجتمعها، ومما ساعد هؤلاء النساء في أم -الفحم، ويكفي أن نعلم على سبيل المثال، أن جمعية بصائر الخير قد أطلقت هذا العام عشية عيد الفطر وللمرة الرابعة على التوالي مشروع فرحة العيد، وقامت بتوزيع أكثر من 500 كوبون للعائلات المستورة، وكل كوبون هو عبارة عن مبلغ ٣٠٠شيقل لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأحذية، مما أنزل بردا وسلاما على العائلات التي تمر في ضائقة مالية ورسم الفرحة على وجوه أبنائها، وأما ما قامت به لجنة الزكاة المحلية ومؤسسة حفظ النعمة في أم الفحم فلا يمكن الكتابة عن دورهما الإغاثي المبارك في سطر وسطرين، بل تحتاج كل منهما وتستحق الكتابة عنها مقالة مستقلة، ولو وقفنا عند الجهد الإغاثي النسائي في بلدة جت لوجدنا جهدا إغاثيا مباركا يُعتد به ويُحْتذى به ويُشار إليه بالبنان، وحتى نتعرف على هذا الجهد الإغاثي النسائي فلنقف على هذا التقرير الذي أصدرته جمعية القادسية ونساء المساجد ولجنة الزكاة المحلية في بلدة جت، وما أروعه وأرفعه من تقرير، حيث تحدث هذا التقرير بالأرقام عن حصيلة ما تم جمعه من أموال الصدقات والزكاة والطرود الغذائية مع تبيان أوجه صرفها في شهر رمضان المبارك الأخير، وحسب هذا التقرير جرى توزيع ما يلي:
1. 513 طرد غذائي يقدر ثمنها بـ 11 ألف شيقل.
2. 281 كرتون خضار يقدر ثمنها بـ 17 ألف شيقل.
3. 370 سلة رمضانية يقدر ثمنها بـ 22 ألف شيقل.
4. 150 طرد من كعك رمضان يقدر بـ 9 آلاف شيقل.
5. 200 كسوة عيد يقدر ثمنها بـ 20 ألف شيقل.
6. 150 كرتون فواكه يقدر ثمنها بـ 18 ألف شيقل.
7. توزيع ربطات خبز على مدار شهر رمضان يقدر ثمنها بـ 250 ألف شيقل.
وأشار هذا التقرير إلى أنه (كان للأهل في غزة وسوريا عبر جمعية العيش بكرامة من اللحوم والطرود والصدقات مبلغ وقدره:
1. سوريا 80 ألف شيقل.
2. غزة 55 ألف شيقل.
وبحسب التقرير فإن عدد العائلات الجتية المستفيدة من هذا العطاء يقدر بنحو 150 عائلة من العائلات المتعففة. وأكدت نساء المساجد وسائر المؤسسات التي أصدرت هذا التقرير أن مشاريعها القادمة ستكون:
1. تقديم منح لطلاب الجامعات والكليات من أهل الحاجة.
2. تقديم الحقائب المدرسية للطلاب في ضائقة ما بين المرحلة الابتدائية والثانوية.
3. مواصلة تقديم هدايا العيد والطرود الغذائية وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وإلى جانب هذا الجهد المبارك الإغاثي الذي تقوم به هذه الحركات النسائية في أم الفحم وجت، هناك حراكات نسائية أخرى في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة) تقوم بهذا الدور الإغاثي المتواصل على مدار أيام السنة، ومن الضروري أن أشير هنا إلى الدور النسائي (صانعات الحياة) الذي امتد في كل الداخل الفلسطيني وبنى له فروعا محلية في الكثير من بلداتنا في الداخل الفلسطيني، فهو حراك شعبي وحيّ ومعطاء وذو إبداعات في وسائل عمله، وقد نجح هذا الحراك النسائي باستنهاض همم ومواهب الكثير من النساء، وأقام لهن دورات إرشاد وتدريب في الكثير من مجالات الحياة، بغية أن تتحول المرأة إلى قادرة على الإنتاج، ولعلها تتحول بذلك من طالبة إغاثة إلى مانحة إغاثة، ومن عنصر آخذ إلى عنصر معطي، ومن بيت مدعوم إلى بيت داعم، ولذلك جدير بكل الحراكات النسائية الإغاثية دراسة تجربة (صانعات الحياة) وترشيد هذه التجربة وتعزيزها وتوسيع مساحة عملها، وستخطو الحراكات النسائية الإغاثية من خلال تجربة (صانعات الحياة) خطوة جادة نحو تعزيز قيمنا الإغاثية العصامية التي تلتقي مع مشروع المجتمع العصامي، ونحو التحرر في المطلق من مد اليد إلى صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية وغيرها التي أغدقت ملايين الدولارات على بعض الجمعيات النسوية في الداخل الفلسطيني، كي تحوِّل هذه الجمعيات النسوية إلى مطية لتحقيق أجندتها التي تدعو إلى الإباحية الجنسية والشذوذ الجنسي والتحول الجنسي.
وبناء على كل ما ورد في السطور السابقة، أؤكد أن الدور الإغاثي النسائي يجب أن يكون دورا طاهرا وصافيا لا يَتلقّى دعما من صناديق دعم صهيونية أمريكية وما دار في فلكها، ويجب أن يقدم هذا الدور الإغاثة بيد وأن يحفظ علينا بيده الأخرى قيمنا وثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وإلا فإن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى