أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةمقالات

  إسرائيل وسياسات  الردع والردع المضاد..                      

صالح لطفي: باحث ومحلل سياسي..

قامت استراتيجية الامن الاسرائيلية التي وضع قواعدها بن غوريون في اوائل خمسينات القرن الماضي، والتي ما زالت سارية المفعول الى هذه اللحظات على  خمسة محاور – أنظر قرارات الحكومة لعام 1953-: تفوق عسكري نوعي، التلويح بالردع النووي، علاقات خاصة وقوية مع قوى عظمى ( فرنسا في خمسينات القرن الماضي ومن ثم الولايات المتحدة الامريكية )، تفوق تكنولوجي واقتصادي، ومناعة قومية تعتمد على العلاقات مع الشعب اليهودي في كافة اماكن تواجده وعلى الهجرة اليهودية .. في ظل التوتر الحاصل على الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد وفي ظل التغيرات الاقليمية الحاصلة في المنطقة وإعادة بناء التكتلات والمحاور وعلى ضوء ما قامت به اسرائيل من نشر لمنظوماتها الدفاعية في شمال ووسط وجنوب البلاد.

ترميم قوة الردع..

تنطلق هذه المقالة من ان  المؤسسة الامنية والعسكرية ما زالت تعمل على  ترميم قوة الردع  التي تأكلت بشكل متسارع منذ الانتفاضة الاولى والى اليوم مع الاشارة الى  أن اسرائيل تعمل في  السنوات الخمسة  الاخيرة  على ترميم قوة الردع من خلال رافعة الدين والتدين، ودخول الدين والتديين  بصفته عامل  تأسيسي في توفير “االمناعة  النفسية” للجنود الاسرائيليين  وتوفير “المناعة الوطنية والقومية” للمجتمع الاسرائيلي- أنظر الى استطلاعات الرأي ومدى تمدد الدين وعملية التديين  في المجتمع الاسرائيلي – في الوقت ذاته فأنَّ الحالة المقاومة في قطاع غزة  نَمَّت من قوتها الرادعة تماما على اساس من الدين والتدين.

هذه المعادلة تعني بالضرورة أنَّ أي مواجهة قادمة تحمل في طياتها خلفيات عقائدية ستجعل من الحرب أذا ما اندلعت شيئا مختلفا خاصة من طرف الفلسطيني المقاوم الذي يجمع  الى جانب ما اشرت اليه جانب الشجاعة والاقدام وهو ما يفقده الجندي الاسرائيلي حتى وان كان قد مرَّ في عمليات الوعي الديني والصهيوني والصهر في الجيش وحصل على وعود في المحفزات وهو ما يعني أننا سنشهد في السنوات القادمة قتالا بين أطراف إيديولوجية سيكون “المثور الديني” لاعبا رئيسيا في  حدتها وتداعياتها المحلية والاقليمية، خاصة وأنّ المسألة الدينية ودورها في رفع الروح المعنوية والقتالية لعبت دورا كبيرا في هذه العشرية التي لَّما تنتهي بعد على أكثر من محور وصعيد وأحدثت مقاربات لا تزال محل دراسات ميديولوجية مبكرة [ الميديولوجيا : ـ «علم الوسائط» أو «الوسائطيّة». فالميديولوجيا اختصاص يعتني بدراسة الوسائط الّتي بفضلها تحمل الرّسائل، وتنتقل الأفكار، وتنتشر العقائد، وتبثّ الأحاسيس. فالميديولوجيا لا تعتني بالمضامين المنقولة وإنّما بالمرتكز المادّي -مثل الحاسوب والمذياع والمدرسة والملعب والكنيس والكنيسة والمسجد والحسينية …وهكذا –  الّذي يحمل تلك المضامين وبطرائق نقلها وكيفيات تأثيرها في العقول والنّفوس. فلا وجود لفكر دون وسيط مادّيّ يكون الحامل الّذي يرتكز عليه، والآلة الّتي يجري بها نقله في الزّمان والمكان، وبالتالي الميديولوجيا تهتم بنظم الإكراهات المادية والتوجيهات التقنية التي بواسطتها يمر الخطاب، وتهتم أيضا بنظم الاعتقاد وتحولاتها في المستقبل وأخيرا تهتم أيضا بالأفكار العامة باعتبارها علاقات بين وسائل التواصل وبين السلطة -(أنظر  بتصرف  موقع الكاتب المغربي عبده حقي (ترجمة ) – .

لقد قاربت  الدراسات  المشار اليها علاقات الدين بحركة الحياة ومن ضمنها العمل السياسي والسلطة والجهاد والقتال ومسائل الحكم ومسائل البغي والقتال من حيث ماهيته وجوهره وأثاره الشرعية والسياسية والمجتمعية،  وقتال الباغي والخروج على الطاغوت وهي اليوم محل مقاربات ميديولوجية على ضوء التجربة المعاصرة للجماعات الاسلامية المقاتلة في السياق المعاصر، ونحن  بالمناسبة أمام مقاربات مماثلة في الميديولوجيا اليهودية  وجماعات العنف اليهودي بشقيه الديني والقومي ومقارباتهم للامن الاسرائيلي فيوذلك ضمن  مقاربات تغلغل الدين في كافة اروقة صنع القرار الاسرائيلي…

سياسات الردع ..

ثلاثة عوامل تحسم قضية الردع لدى الاطراف المتنازعة : العامل البشري، العامل المجتمعي-الاقتصادي-المعيشي، العامل الايديولوجي… وتحدد هذه المقالة هذا الترتيب برسم الواقع الذي نحياه فالعامل البشري كشف عن اهميته لدى كافة اطراف النزاع سواء كان هذا العامل تقانيا أي مهنيا يستثمر في عمليات بناء ترسانات لدى الطرفين ، أو الكم البشري المنضوي تحت لواء فصائل المقاومة او المؤسسة العسكرية والامنية الاسرائيلية  أو بشريا من حيث مستوى الموثوقية، أي من حيث وثوقية عموم الناس بالجيش ومؤسساتها المختلفة في  الحالة الاسرائيلية وبالمقاومة وفصائلها في الحالة الفلسطينية  … والعامل المجتمعي-الاقتصادي الذي يعبر عن مستويات المعيشة والحالة الاقتصادية والمكانة المجتمعية، والرفاهية التي يتمتع بها وبمقدار خساراته المعيشية\الاقتصادية\المجتمعية بمقدار تآكل حالة الردع عند الفرد\المجتمع،  ويضاف الى ذلك مدى حفظ القوة “العسكرية ” او القوة “السياسية “أو القوة الناعمة ” [هو مصطلح نحته العالم الامريكي  جوزيف ناي عام 1990 في كتابه المشهور The soft   powerأي أن تكون للدولة قوة معنوية عالية مصدرها الافكار والقيم والمبادئ التي تؤمن بها وتسعى لتجسيدها على ارض الواقع من خلال منظومات إنسانية وقيمية وثقافية وجمالية تؤدي الى قناعات الشعب بحكومته والى قناعات الاخرين بهذه السياسات واتباعها ]…..ويشكل العامل الايديولوجي المؤسس الحقيقي لما  نسميه ترميم النفسية “المقاتلة” فالايديولوجيا هي التي تزرع في نفسية الفرد إمكانات تحمل الضربات القادمة من دوائر الحسم العسكري وبمقدار تعزيز الفكر والمعتقد ايديولوجيا في نفسية الفرد\المجتمع بمقدار تحمله لحمم العسكر وقذائفه من جهة ولامتصاصه الضربة العسكرية من جهة اخرى لصالح لملمة جراحه سريعا وتأكيد مكانة وأهمية دوائر الردع ذلكم انه يوم يقتنع من يؤمن بالحسم العسكري ان لا فائدة مما يفعل سيعود القهقرى وأن أحدث فسادا كبيرا وهو ما سيرتد سلبا على شعبه من حيث النفسية المستعدة للقتال ثانية ولذلك نرى ان تسربا متصاعدا من الوحدات القتالية لصالح وحدات غير قتالية وفي مقدماتها وحدات السايبر.

فشل السيناريوهات..

لقد راهنت اسرائيل ومعها مجموعة الرجعية العربية مدعومة من الرباعية الدولية ، على ان حصار الشعب الفلسطيني في غزة سيؤدي الى تحقق أحد السيناريوهات التالية: انتفاضة الشعب في غزة على سلطة المقاومة باعتبارها وفقا لمنظورهم السبب المباشر في الفقر والفاقة والحصار، او انهيار سريع للمجتمع بسبب قسوة الحصار وتحركات الاجسام المشبوهة المحرضة على الفصائل يدفعها للاستسلام  ويتم اختراقه امنيا واخلاقيا ويتحول الى حمل ثقيل تسعى المقاومة  للتخلص منه بأي ثمن بأن تنفض يدها  منه عبر خلق حالة من المساحة المانعة بينهما فتكون المقاومة مع الشعب من حيث الظاهر ومنفكة عنه من حيث الحقيقة وهذه المساحة “المانعة” هي في جوهرها السيف الذي سيقطع رقبة المقاومة،  أو هجرة واسعة من تلكم الارض رغم قسوة الحصار البري والبحري ، إلا أنه لم يحدث أي ما ذكرنا مع تأكيدنا ان سنوات الحصار على القطاع خلفت ندبات  في وجنات الشعب الفلسطيني في القطاع ولم تخلف اخاديد مما يعني ان ما اشرنا اليه من مفاعيل قوة الردع الاسرائيلية لم تفت من عضد وعزيمة اهالي القطاع وإن تأثروا من هذا الحصار وتداعياته المختلفة بحكم جبلتهم البشرية التي خلقوا عليها.  تآكل قوة الردع..

لقد فقدت اسرائيل من قوتها الشيء الكثير  بسبب تراكم عمليات التآكل داخل المنظومات الامنية والذي بدأ عمليا مع حرب رمضان عام 1973 وعاجلت به الانتفاضة الاولى ثم الثانية  عام 2000  ثم الحروب التي خاضتها  :2002 ،2006 ،2008 ، 2012، 2014 وهذه الحروب اعتمدت فيها اسرائيل القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين ونجم عن ذلك دمار كبير في المناطق التي قصفتها لكنَّ المقاتلين في تلكم المناطق خاصة القطاع عززوا من قوتهم القتالية وإن بقيت اسرائيل قوة مسيطرة ونافذة في المجال الجوي، ثم كانت المفاجأة بانتفاضة اهالي القدس خلال عامي 2014 و2015 وإن بشكل متقطع الا ان هذه الانتفاضة -ان صحت التسمية – جعلت عديد المسؤولين الاسرائيليين يدركوا ان القدس ليست عاصمة ابدية لدولة اسرائيل وهو ما يعني قبول التقسيم .. حقيقة ان اسرائيل حصلت على دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة والمانيا في حربها عام 2014 على قطاع غزة وتحَّصَلَتْ على غطاء دبلوماسي عربي يؤكد ما ذهبنا أليه من تآكل قوة الردع ذلكم أنَّ قوة الردع لا ترتبط تحديدا بالقوة العسكرية ومؤهلاتها ولكنها ترتبط اساسا بالمناعة الموجودة عند الشعب لا عند العسكر فحسب، واسرائيل سكانها اليهود ككل شعوب الارض هناك الكثير ما يخسرونه في أي حرب قادمة يمكن ان تطال الداخل الاسرائيلي ، فَتَعَرُض مدن كبرى مثل تل ابيب او منطقة غوش دان التي تعتبر وبحق  قلب اسرائيل النابض، لصواريخ سواء من شمال البلاد او من جنوبه يعتبر انتكاسة عسكرية بالنسبة لإسرائيل ولذلك من مصلحتها كدولة مهما بلغت قوتها ان لا يحدث هذا الامر، وحتى  يتحقق هذا فقد عملت اسرائيل منذ عام 2014 الى ترميم قوة الردع عندها من خلال ثلاثة قنوات عملت جنبا الى جنب: التقانة العسكرية، وقد رأيناها من خلال خلق حلول “خلاقة” تقانية لقضية الانفاق وسبل مواجهتها، الاختراقات الأمنية من خلال العمل على تجنيد العملاء الفلسطينيين في كافة اماكن تواجد شعبنا الفلسطيني وخاصة في مناطق التماس كغزة والقدس، وسياسات الاغتيالات للقيادات المهمة التي تؤسس لحالة المقاومة . ولعل اغتيال المبحوح واغتيال المهندس محمد الزواري باني ترسانة الطائرة بدون  طيار يؤكد هذا المذهب.

سياسات الردع الاسرائيلية التي طورت منظومة استراتيجية منبثقة عن الاسس الاستراتيجية الاولى التي حددها بن غوريون والتي جاءت كإفراز طبيعي لفشلها في الحسم العسكري فسياسات اسرائيل مع الاخر العربي والفلسطيني بنيت على ثنائيات الحسم والردع … وهذه الثنائيات نجحت حينا وفشلت في احايين كثير ومعلوم لدى الخبراء الاستراتيجيين وبناة السياسات أنَّ نظام الردع مبني في الاساس على ثلاثية: القوة، القناعة، التراجع… أي أن سياسات الردع لا تتحقق الا اذا اقتنع العدو انك تملك قوة يمكنها تدميره تدميرا شاملا وهو ما يدفعه للتراجع عن مخططاته او مبتغاياته  ويولد لديه قناعة بقوتك تؤدي في نهاية المطاف الى الهزيمة النفسية لدى “العدو ” كما وتؤدي الى تحقيق مكاسب استراتيجية  لدى صاحب هذه السياسات.

عند النظر في الحالة الفلسطينية وما نشاهده منذ امد ليس بالبعيد على الصعيدين الاسرائيلي-الفلسطيني فأن هذه الاستراتيجية من الطرف الاسرائيلي حققت نجاحا نسبيا.

سياسات الردع وامتلاك القوة لعبت اسرائيليا دورا كبيرا في فرض الهيمنة الاسرائيلية في المنطقة لأنَّ سياسات الردع  كما اشرت تعني امتلاك القوة الكافية لردع العدو عن التفكير في شن حرب عليها [ القوة لا تعني القوة العسكرية فحسب بل كل عمل يؤدي الى تخذيل “العدو ” وردعه هو من باب القوة] …. منذ عام 1973 فشلت اسرائيل فشلا ذريعا في تحقيق سياسات الحسم -الحسم العسكري – سواء مع الفلسطينيين او مع اللبنانيين ولكنها طورت بشكل ملفت للنظر سياسات ردع نجحت من خلالها تحقيق هدوء نسبي على محوري غزة-لبنان ونجحت كلية في تحييد السلطة الفلسطينية عن دفة الصراع القائم بين الفصائل المقاومة في غزة واسرائيل كقوة إقليمية، بل ووصل الامر في حالة السلطة الفلسطينية في مرحلة تاريخية الى اعتبار الصواريخ الخارجة من غزة بالصواريخ العبثية …  وخلال السنوات الماضية  وتحديدا منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 والى هذه اللحظات طور الطرفان اساليب ردع وصلت حد التوازن – توازن الرعب- في هذه العشرية وتحديدا بعد حرب 2014 ،  واضحى لدى الطرفان  الطرفين ما يخسره على المستوى المدني-البشري وهو ما يعزز تساوي الرعب بين الطرفين، رغم التفوق التقني الكبير لإسرائيل، التي اعترفت أن حرب ظلال مستعرة بينها وبين حماس تدور رحاها على اكثر من موضع وفي اكثر من مجال . وهو ما يقلل من احتمال نشوب حرب بين الطرفين خاصة بعد أن باتت أسرائيل على يقين ان الطرف الفلسطيني يملك من القوة ما سيؤثر قطعا على قلبها النابض والحي. في الوقت الذي تنشر فيه قوات الجيش الاسرائيلي مضاداتها الصاروخية المختلفة في وسط البلاد وشمالها وحدود قطاع غزة تحسبا من ردود فعل على عملية النفق التي راح ضحيتها اربعة عشرة فلسطينيا بعد أن زعمت اسرائيل انها قصفت النفق داخل “اراضيها ” وهو ما تعتبره حقا شرعيا لا يخالف القوانين الدولية في الحفاظ على تخومها وحدودها  وقد قامت باحتجاز  خمسة من الشهداء الذين فقدوا بعد القصف واعلن الجهاد الاسلامي عنهم شهداء ورفضت اسرائيل تسليم جثامينهم وصدرت دعاوي عدة من اقطاب السياسة في اسرائيل بعدم تسليمهم الا ذا تم تسليم جثامين قتلاهم  وأسراهم ممن  هم بحوزة حماس . ومعلوم ان اسرائيل اصدرت خلال الايام المنصرمة سلسلة من التهديدات ضد القطاع اعتبرتها هذه الفصائل  إعلان حرب وهو ما ادى الى تصعيد التوتر ونشر القبة الحديدية ، وبالطبع ثمة مسارات سياسية خفية تقوم بها اسرائيل مع اطراف عربية مؤثرة على الساحة الغزاوية لوقف هذا التدهور..

في حالة الجهاد الاسلامي ثمة تطورات لافتة تنظر اليها اسرائيل بعين الخطورة ترتبط بشكل او باخر بحزب الله وايران وأن بات واضحا ان كلا الطرفين غير معني بهذا التصعيد ، فالجهاد برسم علاقاته الاستراتيجية مع محور ايران حزب الله سوريا وبعد التغيرات الاستراتيجية التي تشهدها الساحة السورية من الناحية “العسكرية” لصالح محورها وفي ظل المعادلات الدولية التي تكاد تتغير يوميا على الارض السورية بفعل عديد الدول المشاركة في تلكم اللعبة، ولأن اسرائيل متخوفة من حصول الجهاد على صواريخ متقدمة كتلكم التي يملكها الحزب في لبنان فأنَّ مخاوفها تتضاعف ويرتقي عند صانع القرار العسكري-الامني الى مستوى الاعداد الذي نشهده  على الارض.. ولأنَّ سياسات اسرائيل-حماس باتت من الناحية الاستراتيجية تتقاطع من حيث المصالح الاستراتيجية المتعلقة بشعبيهما فقد حمَّلت اسرائيل حماس باعتبارها في المنظور السياسي\العسكري الاسرائيلي “نصف دولة ”  مسؤولية كل ما يدور على الاراضي الغزية وذلك كوسيلة ضغط تمارسها على الفصائل الفلسطينية عموما وعلى حركة حماس تحديدا ، ملوحة بشكل غير معلن بضرب البنى التحتية والمدنيين ككرت رابحة، وهو ما تعمل على تفاديه كافة الفضائل المقاتلة في القطاع.

تحقيق موازنة الردع المتبادل..

من الناحية العملية وحتى كتابة هذه السطور فيمكن القول ان كلا الطرفين حقق موازنة الردع من الناحية النفسية ففي حين اعتبرت الجهاد تصريحات قادة اسرائيل من كل مستوياتها اعلان حرب وشرعت بعمليات تجوال عسكري ورصد متقدم لما يسمى غلاف غزة ادت الى حالة نفير شبه كامل في جنوب البلاد ونصب قواعد الباتريوت وهو ما يعني ان اسرائيل استوعبت رسالة الجهاد واخذتها على محمل الجد … في الوقت ذاته يبدو ان الحركة لن تتقدم باكثر من ذلك حفاظا على اهالي غزة ويقينا منها ان جنودها سيعودون ويوارون الثرى على ارض غزة في ظل العمليات الخلفية الدائرة على اكثر من موقع  تتعلق بعملية تبادل جديدة يسعى الطرفان لكسب اكبر قدر من النقاط فيها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى