أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

صح النوم… صح النوم

طه اغبارية
كأنه ما أغرق مجتمعنا شعارات القائمة المشتركة بآلاف اللافتات العملاقة التي كتبوا عليها (كلنا مصوتين) أو خطّوا عليها بالبنط العريض (صوتك بقرر)!! وكأنه ما نثر أعضاء القائمة المشتركة وعودهم الوهمية التي أكدوا فيها أنهم لا محالة سيطيحون بنتنياهو، ويريحون المجتمع من اليمين الإسرائيلي بواسطة التحالف مع الجنرال غانتس والتوصية به رئيسا للحكومة، وكأن قائلهم لم يفتل عضلاته علينا ويبشرنا أن القائمة المشتركة لن ترضى الجلوس على مقاعد المعارضة، ولن ترضى أن تكون مجرد نضال صوتي احتجاجي، بل سيكون لها تأثيرها على مجريات أمور الكنيست!! وكأن قائلهم لم يلفت انتباهنا محذرا: لا تسمعوا لمايقول الإعلام، فهناك حقيقة الأمور وراء الكواليس ولا يمكن أن أقول أكثر، وكأنهم لم يشرعنوا تلقي الدعم المالي بملايين الدولارات الأمريكية من صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية من أجل عيون لعبة الكنيست، وكأن أحدهم لم يتجرأ علينا إلى حد أنه أعلن استعداده للتحالف مع نتنياهو (والتوصية به رئيسا للحكومة مقابل مصالح مطلبية وهمية، وكأن جوقة إعلاميين وزمرة صحف لم تواصل التطبيل والتزمير للقائمة المشتركة زاعمين أنها ستأتي بما لم تأت به الأوائل، وكأن لجنة الوفاق الوطني، لم تواصل تنصيع وتلميع القائمة المشتركة وكأنها (جيش الإنقاذ المنتظر)!! وكأن رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة لم يجلس على منصة الجنرال غانتس في مظاهرة تل أبيب، وكأن عضو الكنيست الرفيقة عايدة توما لم تبشرنا أنها اكتشفت صوتا جديدا في الكونغرس الأمريكي وأنها اكتشفت وجود مرشح يساري للرئاسة الأمريكية، كأن كل ذلك لم يحدث، وكأنه كان مجرد كابوس مزعج مر على جماهيرنا الكادحة في ليلة شتاء عاصفة، وكأن بعض أتباع القائمة المشتركة ما كان ولا يزال يغمز بطليعة من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني لا تزال تدعو إلى نبذ لعبة الكنيست والتلهي بها، ولا تزال تدعو إلى انتخاب لجنة المتابعة انتخابات مباشرا من كل جماهيرنا الكادحة وإلى إسناد لجنة المتابعة بصندوق قومي عصامي، وإلى تعزيز دورها بتنشيط لجانها العشرة ومأسسة النضال الشعبي والإنفتاح على الساحة الدولية، كأن كل ذلك ما حدث إطلاقا، وكأنه لم يكن هناك أصلا جسم إسمه القائمة المشتركة، وكأنها لم تكن ثلاث انتخابات للعبة الكنيست خلال بضعة أشهر، فها نحن ما عدنا نسمع من يتحدث عن الكنيست وعن البرنامج النضالي الشمولي للقائمة المشتركة، وما عدنا نسمع عن اليسار الصهيوني (لايت)، ولا عن الجنرال غانتس حصان طروادة القائمة المشتركة، فقد ذاب ثلج أوهام لعبة الكنيست، وزال الغبار الذي كانت تتخفى خلفه، وبتنا في المرحلة التي قال عنها الحكيم ذات يوم: (سنرى إذا انجلى الغبار، أغزال خلفه أم حمار) وهكذا انجلى غبار لعبة الكنيست وبانت على حقيقتها وإذابها وهم وملهاة وسراب، وهكذا انجلى غبار الجنرال غانتس وإذا به يمين أشد من يمين نتنياهو، وهكذا انجلى غبار حزبه (كاحول لافان) وإذ به جوقة استيطانية أوقح من جوقة نتنياهو الاستيطانية!! ثم ماذا كانت النتيجة؟! عادت القائمة المشتركة ومن كانوا ولا يزالون يدورون في فلكها عادوا يتغنون بالنضال الشعبي وكأنه لا يوجد خمسة عشر!! مقعد كنيست للقائمة المشتركة تحت سقف الكنيست، فهذا أيمن عودة يقول في خطاب ناري له، كما نشرت ذلك صحيفة المسار بتاريخ 22/5/2020: (هذه الحكومة ستسقط خلال سنة، ولكن يمكننا تسريع سقوطها بخروج الآلاف فعشرات الآلاف فمئات الآلاف إلى الشوارع)!!، وها هو يقول في نفس هذا الخطاب الناري: (نحن سنكون المعارضة الحقيقية والفعّالة، التي ستقود نضالات شعبية تسرّع من سقوط حكومة نتنياهو)!! ولا يسعنا إلا أن نقول: صح النوم يا أستاذ أيمن عودة!! وها هو البروفيسور مصطفى كبها أحد الأعضاء المخضرمين في لجنة الوفاق الوطني، ها هو يقول في تغريدة له نشرتها صحيفة المسار بتاريخ 22/5/2020: (ماذا يشعر المسؤولون عن حالة الانقسام الفلسطيني (وهم كثر) عندما يرون حكومة إسرائيلية تشكل من الحائط إلى الحائط رغما عن كل الرواسب والخلافات الشخصية، معلنة مهمة (الضم) هدفا أساسيا ومجهزة على ما تبقى من “إمكانيات الحل الهزيلة”)، ولا يسعنا إلا أن نقول: صدقت يا بروفيسور مصطفى كبها، ولكن صح النوم!! ألستم أنت لجنة الوفاق الوطني الذين صفقتم لسراب التوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة والتحالف معه؟! وها هو لسان جوقة الإعلاميين التي إحمرت أكفها وهي تصفق للقائمة المشتركة، ها هو لسان حالها يقول: (… لنخرج إلى الشوارع لإسقاط هذه الحكومة)!! ولا يسعنا إلا أن نقول لهذه الجوقة الإعلامية: صح النوم!! ثم لا يسعنا إلا أن نقول لله ثم للتاريخ: إن القائمة المشتركة يوم أن تماهت مع لعبة الكنيست وانخرطت فيها فقد أطالت من عمر المشروع الصهيوني ومن عمر عنصريته ويمينيته ومشروعه الإستيطاني، فهل من مدكر؟! وها هو الجنرال غانتس الذي طالما تغنت به القائمة المشتركة، ها هو يصفعنا جميعا، ويقول- كما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية خلال اجتماعه مع حزبه كاحول-لافان (نقلا عن صحيفة المدينة بتاريخ 28/5/2020): (توجد فرصة سياسية مطروحة ومن شأنها أن تغير وجه المنطقة، وفي مقدّمتها خطة ترامب)!! فمتى يظل البعض منا يلدغ من جحر اسمه لعبة الكنيست عشرات المرات؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى