أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

خبراء: الصين تلجأ لمواجهة الهند عسكريا لتشتيت الانتباه عن كورونا

رأى خبراء عسكريون أن ثمة صلة بين سوء تعامل الصين مع وباء كورونا والاتهامات الموجهة إليها بالتغطية عليه، وغاراتها العسكرية الأخيرة على منطقة “لاداخ” (بولاية جامو وكشمير الهندية) ما أدى إلى مواجهة بين الجيشين.
وذهب الخبراء إلى أن المأزق الحدودي الحالي بين الهند والصين قد لا يتم حله بنفس السهولة التي تم بها حل نزاعات شبيهة في أوقات سابقة.
الجنرال فينود بهاتيا، المدير العام السابق للعمليات العسكرية في الهند، يقول للأناضول، إن الصين، وعلى الصعيد العالمي، باتت تفقد “نفوذها اعتقادا بأنها سبب وباء كورونا”.
وأضاف: “الشركات الصناعية تتطلع لترك الصين؛ وهذا يجبر بكين على المحاولة لتشتيت الانتباه عن أزمة كورونا”.
ونوه إلى أن عالم ما بعد كورونا “سيكون فرصة كبيرة للهند”، لافتا أن ميزان القوة سيتحول من الغرب إلى الشرق.
وأدت المناوشات الحدودية التى اندلعت فى 5 مايو/ آيار الماضي، فى وادي جلوان بمنطقة لاداخ المرتفعة، شمالي الهند ثم بعد ثلاثة أيام عند ممر ناثولا الجبلي (في جبال الهمالايا ويربط بين ولاية سيكيم الهندية مع منطقة التبت)، إلى مأزق عسكرى ودبلوماسي بين البلدين.
ويحتشد آلاف الجنود من الجانبين على طول خط السيطرة الفعلية غير المرسوم بين الهند والصين.
وتخوض نيودلهي وبكين نزاعات حدودية تشتعل في كثير من الأحيان ونوقشت على المستوى الدبلوماسي على مدى العقود السبعة الماضية.
وفي عام 1962 خاضت الدولتان ما يسمى بالحرب الصينية – الهندية.
ولكن الخبراء يرون أن المأزق الحالي للحدود “قد لا يحل بنفس السهولة” التي حلت بها المآزق السابقة التي ظهرت في أعوام 2013، و2014، و2017.
وفي هذا الصدد، يوضح باركاش مالك، القائد السابق للجيش الهندي، الذي قاد القوات الهندية في حرب كرجايل عام 1999، أن النزاع بين البلدين “مسألة طويلة المدى”، وأن المحادثات العسكرية “لم تكلل بالنجاح”.
ويتابع: “انضمام الهند إلى الاحتجاج العالمى للتحقيق في مصدر فيروس كورونا، وتشييد موقع عسكرى على جانبها من خط السيطرة، كانا السبب في الحادث الأخير (الغارة الصينية على منطقة لاداخ)”.
ويستدرك أنه بحلول عام 2022، تخطط الهند لبناء 66 طريقا على طول الحدود الصينية وتحديث بنيتها التحتية.

** تأهب الدولتين
ويكشف مالك أنه رغم وقوع حوادث متفرقة في الماضي، لكن يبدو أن الأمر يختلف هذه المرة حيث أن الجنود الصينيين احتشدوا واتخذوا مواقعهم فى مختلف المناطق المتنازع عليها.
وطلب الرئيس الصينى، شي جيم بينغ، الثلاثاء الماضي، من جيشه الاستعداد للحرب.
وعلى الجانب الآخر، عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اجتماعا مع وزير الدفاع راجناث سينغ، ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال، ورئيس أركان الدفاع الجنرال بيبين راوات، ورؤساء أركان الأجهزة الثلاثة لمناقشة التأهب العسكري.
وفي السياق، يقول الجنرال فينود بهاتيا، في تصريح للأناضول، إن “التجاوزات حدث طبيعي، يحدث 350 مرة كل عام، لكن ما هو مختلفا هذه المرة هو كثافتها وعدد تكرارها في وقت واحد، إضافة إلى نطاقها وطبيعتها”.
ويضيف: “التوغلات الجارية تثير بعض القلق، وتظهر المؤشرات المبكرة أن جيش التحرير الشعبي الصيني يستعد لفترة توغل طويلة”.
وفي عام 2017، انخرط الجيشان في مواجهة لمدة 73 يومًا في هضبة دوكلام المتنازع عليها قرب ولاية سيكيم شمال شرق الهند.
وعبر حوالي 270 جنديا هنديا مدججين بالأسلحة وجرافتين الحدود إلى دوكلام لمنع الصينيين من شق طريق في المنطقة.

وانتهت المواجهة بعد انسحاب القوات من الجانبين، وعقد “مودي” و”شي” أول قمة غير رسمية لهما في أبريل/ نيسان 2018 في مدينة ووهان الصينية، بعد أشهر من مواجهة دوكلام.
وقرر الزعيمان إصدار مبادئ توجيهية لجيشهما لتعزيز الاتصالات.
وحسب الجنرال بهاتيا، تحترم الصين القوة، وفي المقابل، تفضل الهند اتباع مفهوم عدم ممارسة سياسة حافة الهاوية، والوقوف بحزم على الأرض.

** رفض وساطة ترامب
وفى معرض تأكيده على أنه في المجال الاستراتيجي، قد تستمر المواجهة الحالية لفترة أطول كجزء من فلسفات الحرب الثلاث فى الصين، يعرب بهاتيا عن أمله فى ألا تخاطر الصين بأي تصعيد.
ويقول للأناضول إن استمرار السلام والهدوء يخدم مصالح الصين بقدر ما هو فى مصلحة الهند.
وفي 27 مايو/أيار الماضي، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الوساطة بين البلدين، وقال على “تويتر”، إنه مستعد وراغب وقادر على التوسط أو التحكيم في نزاعهما الحدودي المحتدم الآن.
لكن يبدو أن الطرفين رفضا العرض، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجيان، إن البلدين لا يريدان “تدخل” طرف ثالث لحل خلافاتهما.
فيما أوضح وزير الخارجية الهندي هارش فاردان شرينجلا، أن بلاده “تعمل مع الجانب الصينى لحل هذه القضية سلميا”.
وأضاف: “القوات الهندية اتخذت أسلوبا مسؤولا تجاه إدارة الحدود ومتابعة البروتوكولات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى