أخبار عاجلةمقالات

من معالم مكانة المرأة في الإسلام

أمية سليمان جبارين (أم البراء)

1. المرأة والرجل سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لرجولة على أنوثة، ولا لأنوثة على رجولة إلا بالتقوى، وفي ذلك قال الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكن شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) – الحجرات (13). وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال).
2. للمرأة عملها وجزاء عملها، وللرجل عمله وجزاء عمله، ولا يتحمل أحدهما وزر عمل الآخر، ولن يضيع إحسان المرأة إن أحسنت عند الله تعالى، كما لا يضيع إحسان الرجل إن أحسن عند الله تعالى، وفي ذلك قال الله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) -آلـ عمران (195).
3. للمرأة كما للرجل الحق في التملك والاكتساب، وفي ذلك قال الله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله) – النساء (32).
4. للمرأة كما للرجل الحق في الميراث، وفي ذلك قال الله تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا) – النساء (7)، وحول حق المرأة في الميراث كتبتُ مقالة مفصلة لمن أراد الزيادة في هذه القضية.
5. للمرأة كما للرجل كرامتها وشرف اسمها وسمعتها وملعون من يعتدي عليها وفي ذلك قال الله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) -النور (23).
6. المرأة كما الرجل لا تُكره على زواج من أحد ولا بد من موافقتها وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُنكح الأيم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن) قالوا: يا رسول الله!! كيف إذنها قال: أن تسكت) – متفق عليه – والأيم أي من سبق لها الزواج، وحتى تستأمر، أي حتى تُستشار.
7. المرأة كما الرجل مطالبة بالطاعة والعبادة والذكر، وفي ذلك قال الله تعالى: (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) -الأحزاب (33)، وقال الله تعالى: (واذكرن ما يُتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) الأحزاب (34). وقال الله تعالى: (إن المسلمون والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) – الأحزاب (35). فلا ذكورية في الإسلام وفي عبادة الله تعالى وفي مقامات الإيمان وفي منازل التقوى، فكلها ميادين التزام للرجال والنساء سواء بسواء، وكلها ميادين تنافس بين الرجال والرجال، وبين النساء والنساء، وبين الرجال والنساء فكم من عالمة أو عابدة أو مجاهدة سبقت الرجال والنساء بعلمها وعبادتها وجهادها فهذه رابعة العدوية رحمها الله تعالى، وهذه المجاهدة أم عمارة رضي الله عنها، وهذه الشهيدة سمية رضي الله عنها، وهذه شهيدة البحر أم حرام رضي الله عنها، وهي مجرد نماذج من ضمن عشرات آلاف النماذج النسائية التي كانت ولا تزال نجوما زاهرة في سجّل التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية.
8. المرأة كما الرجل مطالبة بالالتزام بانتمائها إلى الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ومنهاج حياة، وفي ذلك قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) – الأحزاب (36)، ولذلك لا تزال تزداد الأقلام النسائية المفكرة التي لا تزال تنصر الإسلام وتدافع عنه وتحبط شبهات خصومه.
9. المرأة كما الرجل مطالبة بمجاهدة نفسها، والتزود بالتربية الروحية، والتحقق باليقين والإخلاص والتضحية في سيرها، ولذلك هي مدعوة لقيام الليل الذي هو مدرسة التربية الروحية، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (….. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) – صحيح الألباني-.
10. المرأة كما الرجل لها حقها بارتياد المسجد والصلاة فيه وإلقاء دروس العلم فيه أو الاستماع إليها، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها) – متفق عليه-.
11. المرأة كما الرجل لها نصيبها من صلاة العيد وفرحته، وفي ذلك عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العوائق والحُيَّض، وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين) – متفق عليه.
12. المرأة كما الرجل لها حقها أن يُحتَفل بها في عرسها وأن تسعد في هذا اليوم، وفي ذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت: زففنا امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، أما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو) – رواه البخاري-.
13. المرأة كما الرجل مطالبة بالتحلي بالحنان والرعاية والخيرية، ومطالبة بالبراءة من القسوة والغلظة والتبرج الجاهلي والنفاق، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير نساء ركبن الأبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده) – متفق عليه- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير نسائكم الودود الولود، المواسية المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات، وهن المنافقات) لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم – صححه الألباني-.
14. المرأة كما الرجل مطالبة بالصدقة، وبذلك لها دورها في حمل هموم مجتمعها وإسناد ذوي الحاجة فيه، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تصدقت المرأة من طعام بيتها مفسدة، فلها أجرها بما أنفقت وللزوج بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك) – رواه البخاري.
15. المرأة كما الرجل مطالبة بتقديم الهدية لإفشاء التحاب في مجتمعنا وفي ذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال (إلى أقربهما منك بابا) – رواه البخاري.
16. من المطلوب الوصية بالمرأة وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرا) – متفق عليه.
17. من المطلوب تقدير مسؤولية المرأة، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته …. والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها) – متفق عليه.
18. من المطلوب تقدير إجارة المرأة، وفي ذلك عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: أجرت رجلين من أحمائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) – متفق عليه.
19. لكل ذلك فإن المرأة من أسباب السعادة إذا صلحت، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء…) صححه الألباني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى