أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

هل تتعلم القائمة المشتركة الدرس؟!

طه اغبارية
ورد هذا القول في صحيفة المسار بتاريخ 8/5/2020: (الأخطر في هذه الحكومة هو ليس الجوانب الدستورية التي تمت المصادقة عليها، بل البرنامج السياسي اليميني المتطرف الذي تشمله بنود الائتلاف الحكومي بين الليكود وكاحول –لافان، وخاصة بشأن تنفيذ مشاريع تكريس الاحتلال وضم المستوطنات الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية بما يتناقض مع القانون الدولي ويتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني)!! فمن صاحب هذا القول؟ لأول وهلة قد يظن القارئ أن صاحب هذا القول هو أحد أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست حيث أن أصحاب هذا الموقف كانوا ولا يزالون يؤكدون خلال آخر ثلاث انتخابات للعبة الكنيست أن نتنياهو وغانتس وجهان لعملة واحدة ولا فرق بين يمينية نتنياهو ويمينية جانتس، وأن الليكود وكاحول لافان وجهان لعملة واحدة، ولا فرق بين يمينية الليكود ويمينية كاحول –لافان، وبناء عليه فقد انتقد اصحاب هذا الموقف القائمة المشتركة عندما سمحت لنفسها أن تبيع الوهم لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني عندما ادعت في برنامجها الكنيستي في مجمل ما قالت أنها ستوصي بغانتس رئيسا للحكومة بغية اسقاط نتنياهو، وانها لن تترد بالتحالف مع كاحول – لافان برئاسة غانتس بغية اسقاط يمينية الليكود، وعندها حذر اصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست من عبثية هذا الطرح الذي حاولت القائمة المشتركة أن تسوقه لهذه الجماهير الكادحة، واكد أصحاب هذا الموقف الرافض للعبة الكنيست أن القائمة المشتركة حولت نفسها لوكيل أصوات كنيستية لدى غانتس وكاحول-لافان، وبدل أن يجمعها الأخير وحزبه صوتا صوتا (بالمفرق !!) فإن القائمة المشتركة حاولت أن تقدم له كل أصوات جماهيرنا الكادحة جملة واحدة، بادعاء أن القائمة المشتركة ستنجح من وراء ذلك بإسقاط نتنياهو ودحر اليمين الإسرائيلي، ممثلا بالليكود وما يدور في فلكهم، وقال أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست إن مثل القائمة المشتركة بهذا الطرح كما قال المثل الحكيم: (كالمستجير من الرمضاء بالنار) أو كما قال مثلنا الشعبي: (يهرب من الدلف إلى تحت المزراب)، وتعقيبا على تحذيرات أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست فإن البعض اتهمهم بالمناكفة السياسية، وكان المطلوب منهم كان إما البصم بالعشرة على طرح القائمة المشتركة العبثي أو الالتزام بالصمت، ثم دارت الايام وجرت مهزلة انتخابات لعبة الكنيست ثلاث مرات في غضون وقت قصير، ثم تبين للجميع كيف أن غانتس عاد إلى أصله وارتمى في حضن نتنياهو، وكيف أن حزب كاحول – لافان ارتمى في حضن الليكود !! وهكذا تبين للجميع أن نتنياهو يساوي غانتس، وأن حزب كاحول – لافان يساوي حزب الليكود، وأن كلا الشخصين وكلا الحزبين ينطلقان من رؤية صهيونية واحدة، وهكذا تبين للجميع أن القائمة المشتركة باعت بطرحها الوهم لجماهيرنا الكادحة المسحوقة، بل إنها خدعت هذه الجماهير، وصورت لها السراب ماء، علما أن السراب يبقى كما هو سراب، ولن يتحول إلى ماء في يوم من الايام، إلا أن القائمة المشتركة رضيت لنفسها أن تبيع الوهم لهذه الجماهير الكادحة المسحوقة، ورضيت لنفسها أن تخدع هذه الجماهير، ورضيت لنفسها أن تكون وكيل أصوات هذه الجماهير نيابة عن غانتس، لان لعاب القائمة المشتركة كان يسيل طوال الانتخابات الثلاثة الأخيرة للعبة الكنيست طمعا بالحصول على حصة الاسد من أصوات هذه الجماهير ثم بعد أن سقط القناع عن هذا الطرح العبثي الشعبوي الذي سوقته القائمة المشتركة لهذه الجماهير، وبدل أن تعتذر القائمة المشتركة لهذه الجماهير، ركبت موجة أخرى، وانتقلت من النقيض إلى النقيض، وها هي تردد اليوم أقوال أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست بدليل هذا القول الذي افتتحت به مقالتي، فهو مطابق لأقوال أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست، ولكن العجب العجاب أن قائله ليس واحد من أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست، بل إن قائله هو عضو الكنيست عن القائمة المشتركة د. يوسف جبارين!! والعجب العجاب أن عضو الكنيست عن القائمة المشتركة د. يوسف جبارين يواصل قوله لصحيفة المسار بتاريخ 8/5/2020: (اتفاقية الائتلاف الحكومة تكرس التمييز القومي ضد المواطنين العرب في البلاد من خلال تكريس قانون القومية اليهودية وتحصين بنوده التي تعمق التمييز ضد المواطنين العرب في كافة جوانب الحياة مثل اللغة والثقافة والسكن، بالإضافة إلى البند الذي يتنكر لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني)!! ماذا يعني هذا القول؟ هذا يعني أن عضو الكنيست عن القائمة المشتركة د. يوسف جبارين بعد أن أوصى هو وكل القائمة المشتركة بغانتس رئيسا للحكومة، وبعد أن أبدوا استعدادهم للتحالف معه ومع حزبه ها هو يتهم غانتس وحزبه بكل هذه التهم السوداء التي وردت في سياق أقواله، ومن الواضح أن هذه الاقوال التي أدلى بها د. يوسف جبارين لصحيفة المسار ليست قناعته فقط، بل باتت قناعات للكثير من اعضاء الكنيست عن القائمة المشتركة، وعلى سبيل المثال ها هي عضو الكنيست توما سليمان تقول لصحيفة الاتحاد بتاريخ 8/5/2020: (إن قانون القومية كان بداية تأسيس دولة الابرتهايد التي ترسم بشكل واضح في الخطة الأمريكية الإسرائيلية التي تتجسد بصفقة القرن، وانضمام احزاب معسكر المركز- يسار لهذه الصفقة كان ضوء اخضر لنتنياهو وموافقة لإكمال ما بدأه في مشروعه الهادف للقضاء على الحيز الديمقراطي المبتقي وتأسيس دولة الفوقية اليهودية)! وتكاد أقوال توما سليمان تطابق أقوال د. يوسف جبارين، وهذا يعني أن توما سليمان التي أوصت قبل أشهر بغانتس رئيسا للحكومة، وبعد أن أبدت استعدادها للتحالف معه ومع حزبه كاحول –لافان هي تتهمه بهذه التهم السوداء التي وردت في سياق أقوالها!! وهكذا سقطت اسطوانة اسقاط نتنياهو ودحر اليمين بواسطة غانتس وكاحول –لافان!!
وهكذا رددت توما سليمان تحذيرات أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست!! ثم الاعجب من كل ما سبق أن عضو الكنيست عن القائمة المشتركة د. يوسف جبارين واصل قوله لصحيفة المسار بتاريخ8/5/2020: (الرد على هذه الحكومة هو التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز النضال الشعبي والجماهيري والحفاظ على جاهزية نضالية عالية ضد سياسات حكومة نتنياهو –غانتس، وذلك الى جانب العمل البرلماني في الكنيست والتوجه للمحافل الدولية من أجل مسائلة إسرائيل دوليا)!
ولو حذفنا جملة (وذلك إلى جانب العمل البرلماني في الكنيست) من أقوال د. يوسف جبارين، لوجدنا أنه يؤكد في هذه الاقوال بالضبط ما كان ولا يزال يؤكده أصحاب الموقف الرافض للعبة الكنيست، حيث أن أصحاب هذا الموقف كانوا ولا يزالون يدعون إلى انتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا بغية تعزيز النضال الشعبي، وبغية مأسسة النضال الشعبي، وبغية توسيع رقعة هذا النضال كي يجمع بين الساحة المحلية والساحة الدولية، وبغية اقامة صندوق مالي قومي عصامي لدعم كل نشاطات لجنة المتابعة العليا ودعم النضال الشعبي على صعيد الساحة المحلية والدولية، وعدم التورط في يوم من الايام بتلقي اموال من صناديق الدعم الصهيونية الامريكية التي تعطي بيد وتفرض اجندتها بيد الأخرى على الجهات المدعومة !! فهل تتعلم القائمة المشتركة هي وسائر جماهيرنا الكادحة الدرس حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى