إلى المتشككين أو المشككين في جيل التغيير

عبد الإله معلواني
جيل التغيير على الأبواب، وهو الآن في ختام مرحلة تكوينه على عين الله تعالى وهو جيل متميز وممتاز بالخصائص التي تحدثت عنها في المقالة السابقة، وسيكون له الحاضر المشرق والمستقبل الواعد، وسيجري الله تعالى على يديه ما يعيد للأمة الاسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني عزتهم، وسيرد للقدس والمسجد الأقصى المباركين علياء الكرامة وشموخ الحرية وسؤدد السيادة وسيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ان ملأت ظلما وجورا، والى المتشككين او المشككين في امكانية ظهور هذا الجيل قريبا، اقول لهم: قد يغريكم ان تشكوا او تشككوا في اقتراب ظهور جيل التغيير هذا، ما عليه الواقع الاسلامي والعربي والفلسطيني من وهن وفرقة وتفكك، وما عليه شباب هذا الواقع الإسلامي والعربي والفلسطيني من غفلة وفجور اخلاقي وجنوح، وما عليه حكام هؤلاء الشباب من استبداد، وما عليه علماؤهم من فتور وما عليه احزابهم من ثرثرة، وما عليه إعلامهم من نفاق، وما عليه مجتمعهم من انهيار، وما عليه اقرانهم سواء كانوا مصلين او غير مصلين من حيرة وتخبط وتعثر، ومع ذلك ورغم كل هذا الواقع التعيس المثخن بالخيبة والعاج بالعراقيل سيظهر هذا الجيل قريبا، والى هؤلاء المتشككين اوالمشككين في جيل التغيير اقول لهم عما قريب ستعضون على اصابع الندم، وأما الآن فأقول لكم ولكل فرد فينا كبيرا كان او صغيرا ما يلي:
1. ان سنة ظهور جيل التغيير ستكون كسنة ميلاد فراخ طائر السمندل الذي قيل عنه انه يبيض ويفقس في النار، ومع انه في الأصل طائر اسطوري، الا أنه بات يضرب فيه المثل لحتمية ميلاد جيل تغيير في كل محطة من مسيرة أمتنا الاسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني، يتحلى بالخصائص التي تحدثت عنها في المقالة السابقة، مهما هبت رياح الفتن، وتكالبت علينا المحن، واحلولك ليلنا واختفى فجرنا وبتنا كالشياه العجفاوات في الليلة المطيرة البارقة المرعدة.
2.لذلك يوم أن اصطدم الامام عبد القادر الجيلاني بانحطاط واقعه كما نحن اليوم نعاني من انحطاط واقعنا لم تنكسر همة سعيه نحو التغيير وقال كلمته المشهورة: “اللهم ان كان لا بد من نار الآفات فاجعلني كطائر السمندل يبيض ويفقس في النار”.
3. ها هو تاريخنا القريب والبعيد يؤكد لنا الا نيأس من امكانيةاستقامةاي منحرف فينا مهما بالغ في انحرافه، وألا نيأس من قابلية صلاح فاسد او مفسد فينا مهما شاط في فساده وألا نيأس من احتمال استيقاظ أي نائم فينا مهما ضج شخيرا في نومه، فلعل هذا المنحرف ان يستقيم ولعل هذا الفاسد او المفسد ان يصلح ولعل هذا النائم ان يستيقظ.
4. هذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهر سيفه ليقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه سرعان ما أسلم ونصر بهذا السيف الإسلام.
5. هذا سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه كان عبقريا عسكريا، وبعد أن استغل عبقرته العسكرية في معركة أحد وأوقع في المسلمين الجراحات سرعان ما أسلم واستثمر عبقرتيه العسكرية في نصرة فتوح الاسلام في بلاد الشام والعراق والجزيرة.
6. هذا داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه كاد للإسلام وأهله ليلا ونهارا ولكنه سرعان ما أسلم وجند دهاءه لإحباط مؤامرات أعداء الإسلام فكان نعم الرجل المناسب في المكان المناسب.
7. ثم هذا الامام الشافعي رضي الله عنه خرج من بيته في غزة بحثا عن اشعار العرب بين القبائل العربية في الجزيرة، ولكنه سرعان ما غير مسار بحثه وراح يطلب العلم الشرعي حتى أصبح هو المجتهد الأول في زمانه لدرجة أن الأمام مالك بن أنس رضي الله عنه قال فيه: “من أراد العلم النفيس فعليه بمحمد بن ادريس” أي الشافعي.
8. وهذا الفضيل بن عياض رضي الله عنه كان قاطع طريق ينهب القوافل العابرة بين مدائن المسلمين، ولكنه سرعان ما تاب واستقام وأصبح من أسياد علماء المسلمين وعبادهم.
9. وهذه رابعة العدوية كانت مغنية في القصور ولاهثة وراء الدنيا، ولكنها سرعان ما تابت وتحولت من رابعة المغنية الى رابعة العابدة التي باتت تأتيها الوفود لتعالج لها قسوة قلوبها.
10. وهذا الفخر الرازي أفرط فطلب علم الكلام والتنجيم والفلسفة، فتاه حتى أصبح على شفا جرف هار، ثم تاب فاستقام وندم على ما غرق فيه من ضلال ومات وكتاب صحيح البخاري ساقط على عينيه.
11.وهذا الشاعر البليغ الحسن بن هانئ أبو نواس ركض خلف لهوالدنيا كالراكض خلف سراب ثم تاب واستقام وقال رائعته الشعرية التي كان من ضمنها: يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة – فلقد علمت بأن عفوك أعظم… ان كان لا يرجوك الا محسن-فمن يلوذ ويستجير المجرم. ما لي اليك وسيلة الا الرجا-وجميل عفوك ثم أني مسلم.
12. ثم هذا عملاق الفكر الاسلامي سيد قطب الذي بدأت رحلة حياته متعثر الفكر والأدب، فمال الى مدرسة عمر الخيام برهة من الزمن، وكتب ذات يوم مقالة يدعو فيها لأقامه شاطئ للعراة في مصر ثم تاب واستقام وأكرمه الله تعالى بغيث من المؤلفات التي نصربها الإسلام فهو صاحب تفسير (في ظلال القرآن) وهو صاحب كتاب “معالم في الطريق” وكتاب “معركة الاسلام والرأسمالية”، وكتاب “هذا الدين”، وكتاب “المستقبل لهذا الدين” وكتاب “خصائص التصور الاسلامي ومقوماته”، وكتاب “العدالة الاجتماعية في الاسلام” وغيرها.
13. وهذا الكاتب خالد محمد خالد الذي تاه قلمه في بداية حياته فكتب يغمز ويلمز بالإسلام ثم تاب واستقام وسخر قلمه بعد ذلك لنصرة الاسلام فكتب من ضمن ما كتب “رجال حول الرسول”.
14. وهذا المفكر ميشيل عفلق ابو محمد الذي كان يعتبر رائد القومية العربية ومنظرها الأول بدأ مشوار حياته معظما للعروبة المجردة من الاسلام، ثم بعد مرحلة من حياته أكد ان العروبة لن تقوم بغير الاسلام، ثم انتهى به المطاف في آخر حياته وأسلم، وراح يؤكد أن الاسلام هو الاساس وان العروبة من دعائمه، وأما هذه التنقلات في حياته فقد رصدها المفكر محمد عمارة في كتاب مستقل.
15. وهذا المفكر منير شفيق الذي بدأ حياته منظرا لحركة فتح، ثم بعد برهة من حياته أسلم، واثرى المكتبة الإسلامية بسلسلة كتب في الفكر الاسلامي وفي منهج التغيير الاسلامي المطلوب.
16.هي مجرد أمثله ضربتها على جناح السرعة والا فان اعداد هؤلاء الذين حاربوا الاسلام ثم اسلموا او جنحوا للانحراف ثم استقاموا هي بالملايين على مدار التاريخ الاسلامي ووصولا الى الحاضر الانساني العالمي فهذا المفكر النمساوي ليبولد فايس قد اسلم وأطلق على نفسه اسم محمد أسد، وهذا المفكر الفرنسي احد منظري الماركسية العالميين روجيه جارودي قد اسلم واطلق على نفسه اسم رجاء جارودي، وهذا المغني العالمي كيتي ستيفنس قد اسلم واطلق على نفسه اسم يوسف اسلام وهذا المغني العالمي مايكل جكسون قد أسلم وكان يستعد ليغني اغنية عن الاسلام الا أن البعض يرجح ان البعض قام بتسميمه ومات والامثلة على ذلك بالألاف وهي تزداد يوما بعد يوم في كل ارجاء الدنيا.
17. لذلك اقول ان غدا لناظره قريب، وان جيل التغيير قادم على الأبواب، وسيتخطى مرحلة اللامنتمين او مرحلة المتأسرلين أو مرحلة المتأمركين، وسيتخطى مرحلة المترددين أصحاب الهمم الباردة الذين وقفوا عند حد اقامة الصلاة او عند حد صياغة بعض المصالح الدنيوية وفق ميزان الحلال والحرام او عند حد اطلاق بعض التغريدات في مواقع التواصل او عند حد عمل خيري فقط او عند حد القاء موعظة فقط في مسجد او بيت عزاء، نعم وألف نعم جيل التغيير قادم وسيتخطى كل هذه المراحل بصبر ويقين يرجو رحمة الله تعالى ويخاف عذابه ويحمل الخير للجميع ويحرص على انقاذهم واستقامتهم عاضا بنواجذه على ثوابته الاسلامية العروبية الفلسطينية حتى يأتي أمر الله تعالى.



