أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

المطلوب من القائمة المشتركة الاعتذار فورا

المدينة
المطلوب من (القائمة المشتركة) وما دار في فلكها الاعتذار فورا، وذلك أضعف المطلوب، ليس لأنهم أصروا على الانخراط في لعبة الكنيست بكل ثمن، فهذا شأنهم وإن كان سرابا، وليس لأنهم اتحدوا في قائمة واحدة بعد أن كانوا متفرقين في عدة قوائم خوفا من سقوط الجميع في انتخابات لعبة الكنيست بعد رفع نسبة الحسم، فهذا شأنهم وإن كان تزييفا للوحدة، وليس لأنهم اصروا على الحصول على أكبر عدد من المقاعد الكنيستية ثم حصلوا على خمسة عشر مقعدا، فهذا شأنهم وإن كان انتفاخا رقميا ليس إلا، ولو قالوا لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني سلفا: نحن نعلم أن لعبة الكنيست مجرد منبر احتجاجي وظاهرة صوتية، ونحن نعلم أن محصلة جهود من سبقنا من أعضاء كنيست عرب لا تزال تساوي صفرا وستبقى تساوي صفرا، ونحن نعلم أن وجودنا فيها مجرد وجود استعراضي لا يوصل إلى حق ولا يدفع باطلا، ونحن نعلم أن لعبة الكنيست في حقيقة الأمر هي (لعبة السيد الإسرائيلي) بهدف ابتزاز تجميل منّا لوجه المؤسسة الإسرائيلية القبيح أصلا، ونحن نعلم أن عددنا فيها لو قل أو كثر، ولو كان خمسة عشر مقعدا أو عشر مقاعد أو عشرين مقعدا لظل العدد في كل هذه الأحوال كأنه صفر لأن الاعتبار في لعبة الكنيست للصوت الإسرائيلي فقط وليس للصوت العربي في أي حال من الأحوال، نحن نعلم كل ذلك، ومع ذلك نريد أن نخوض لعبة الكنيست!!، لو قالت (القائمة المشتركة) وما دار في فلكها ذلك سلفا لجماهيرنا الكادحة لقلنا في المقابل: نحن نخالف (القائمة المشتركة) ونخالف خوضها للعبة الكنيست، ومع ذلك نحترمها لأنها واقعية في خطابها الدعائي قبيل انتخابات لعبة الكنيست، ولكن (القائمة المشتركة) لم تختر هذا النهج الذي كان من الممكن أن يحفظ لها ماء وجهها، بل اختارت نهجا يقوم على قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) بمعنى أن همّها كان قبل كل شيء هو الحصول على أكبر عدد من المقاعد الكنيستية، ولو كان ذلك على حساب ثوابتنا الوطنية والدينية، ولذلك فقد أباحت لنفسها أن تقول كل شيء، وأن تسلك كل سلوك، وأن تقف كل موقف، ولو كان مصادما كل المصادمة لأصول أدب التعامل مع جماهيرنا الكادحة، ولأصول أدب مخاطبة هذه الجماهير، وهذا ما دفع (القائمة المشتركة) أن تنزلق إلى منزلق رديء لم تحرص فيه على ثوابتنا الوطنية والدينية، ولا حرصت فيه على أدب التعامل مع جماهيرنا الكادحة وأدب مخاطبتها، بل حرصت فيه فقط على الحصول على أكبر عدد مقاعد كنيستية بكل ثمن، وحرصت فيه على رفع نسبة التصويت للعبة الكنيست في الداخل الفلسطيني بكل ثمن، وحرصت فيه على إخراج أهلنا في يوم انتخابات لعبة الكنيست رقم (23) إلى صناديق انتخابات هذه اللعبة بكل ثمن، ومن أجل تحقيق كل ذلك بات أي قول أو خطاب أو سلوك أو موقف مبررا في حسابات (القائمة المشتركة) وما يدور في فلكها ما دام يوصلها إلى ما حرصت عليه، ولذلك فإن (القائمة المشتركة) وما يدور في فلكها مطالبون أن يعتذروا فورا وعلانية لكل جماهيرنا الكادحة بعد أن هرولوا ثم هرولوا ثم هرولوا بلا توقف وما حصدوا إلا الوهم ونبذ غيرهم لهم، واستصغار غيرهم لهم، ونفوره منهم رغم أنهم أمعنوا في الأسرلة والأمركة حتى يرضى عنهم، وحتى يعترف ولو بوجودهم رقميا، ولكن هيهات هيهات، إذ بات حال (القائمة المشتركة) وما يدور في فلكها كقصة ذاك الرجل في قصصنا الشعبية الذي كان واقفا على الأرض فقفز ليركب على ظهر الحمار، وإذا به يقع على الطرف الآخر من الحمار، ولكن على الأرض، ولذلك المطلوب من (القائمة المشتركة) وما يدور في فلكها الاعتذار فورا مع التأكيد أن تاريخ جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني سيكتب عن قائمة اسمها (القائمة المشتركة) لم تتردد ان تصادم ثوابتنا الوطنية والدينية لمصلحة نفسها، وهي تظن متبجحة انها تحسن صنعا. ولذلك فهي (القائمة المشتركة) التي بدأ يكتب عنها تاريخ جماهيرنا الكادحة ما يلي:
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة أسطورة مفادها أنها قادرة على صناعة حلف مع اليسار الإسرائيلي والمركز الإسرائيلي وأنها بواسطة هذا الحلف ستحصل على القضايا المطلبية لجماهيرنا الكادحة، وقد بدأت بصياغة هذه الأسطورة عندما شارك أيمن عودة رئيس (القائمة المشتركة) في مظاهرة لمخلفات حركة ميرتس الصهيونية وحزب العمل الصهيوني ولحزب (كاحول- لافان) في تل أبيب قبل أن يتحول هذا الحزب إلى شظايا وقبل أن ينقلب عليه رئيسه الجنرال غانتس.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة خدعة مفادها أن التوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة هي ضرورة وطنية من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن هذه التوصية ستمكن (القائمة المشتركة) من فرض كل شروطها المطلبية على الجنرال غانتس وأنها ستتمكن بذلك من نقل جماهيرنا الكادحة من شقاء ما هي فيه إلى الفردوس المفقود، ولذلك لم يتردد أيمن عودة رئيس (القائمة المشتركة) عندما أراد أن يبرر سر توصيتهم بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة، لم يتردد أن يقول: نحن كما قال المثل: (ما الذي أجبرك على المر؟ (الذي أمر منه)، وهكذا شرعن المهزلة التي وقعت فيها (القائمة المشتركة) بهذا المثل الشعبي الذي أخطأ أيمن عودة بالاستشهاد به والتستر به.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة إشاعة أن الجنرال غانتس تبرأ من تاريخه الملطخ بدماء شعبنا الفلسطيني، وأن الجنرال غانتس اليوم ليس هو الجنرال غانتس بالأمس، ثم تبين لكل جماهيرنا الكادحة تفاهة هذه الإشاعة عندما هرول الجنرال غانتس زحفا على يديه وركبتيه إلى نتنياهو وهكذا أسقط القناع عن وجهه وبان على حقيقته وإذ به نتنياهو (ب) ليس إلا.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة ادعاءها الشعبوي أنها قامت لإسقاط نتنياهو بواسطة التوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة، وإذ بالجنرال غانتس هو الذي يحفظ على نتنياهو منصبه الرئاسي، فهل بعد هذه المراهقة السياسية التي ارتكبتها (القائمة المشتركة) من مراهقة؟! ولماذا حاولت أن تجر جماهيرنا الكادحة إلى حلبة سياسية ثبت أنها لم تدرك حقيقتها؟!
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة طلاسمها السياسية التي قالت فيها إنها ستسقط اليمين الإسرائيلي بواسطة التوصية على الجنرال غانتس رئيسا للحكومة، وإذ بالجنرال غانتس هو الذي يحتضن اليمين الإسرائيلي وينضوي تحت جناحه علانية وبتبجح.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة الخرافة السياسية التي قالت فيها إنها على استعداد للتحالف مع الجنرال غانتس ومع حزبه (كاحول لافان) لإسقاط صفقة القرن، وإذ بالجنرال غابي اشكنازي الساعد الأيمن للجنرال غانتس يفاخر بتوليه منصب وزير الحرب في حكومة صهيونية برئاسة نتنياهو.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة طعم الأسرلة عندما قدّمت القضايا المطلبية على القضايا الوطنية خلال أيام غزلها القصيرة مع الجنرال غانتس ثم لم تحصل على القضايا المطلبية في الوقت الذي أضاعت فيه القضايا الوطنية.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة طعم الأمركة عندما فتحت جيوبها وتلقت دعما ماليا بملايين الدولارات الأمريكية من صناديق دعم صهيونية أمريكية منذ عام 2015 حتى الآن، وليس لجيوبها فقط، بل لجيوب كل الجمعيات الأهلية التي تدور في فلكها، مع التأكيد أننا فصّلنا الحديث عن هذا الموضوع في مقالات سابقة، ومع التأكيد أننا لا زلنا نتساءل: لماذا تحرص كل هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية على دعم (القائمة المشتركة) وما يدور في فلكها من جمعيات أهلية منذ سنوات طوال؟! من يجيبنا على هذا السؤال.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة طعم الزيارات الرسمية التي قام بها كل من أيمن عودة وعايدة توما وأحمد الطيبي للمؤسسات الأمريكية الرسمية كالكونغرس وغيره، وللمؤسسات الصهيونية الأمريكية كمنظمة (جي ستريت)، وطعم لهجة الحديث الملغومة التي تحدث بها كل من عودة وتوما عن هذه الزيارات، كما غطّت تفصيلاتها صحيفة الاتحاد الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة.
هي التي حاولت أن تمرر على جماهيرنا الكادحة مقولات دعائية لها تأثيرها العاطفي لكنها جوفاء مثل (إلك صوت) أو (خلي صوتك يقرر) أو (كلنا مصوتين) ولا شك أن نسبة من جماهيرنا الكادحة تأثرت بهذه المقولات الدعائية وتفاعلت معها وخرجت إلى صناديق انتخابات لعبة الكنيست، ثم صفّقت للقائمة المشتركة عندما حصلت على خمسة عشر مقعدا كنيستيا، ثم تساءلت عن صوابية توصية القائمة المشتركة بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة، ثم ها هي مصدومة بعد ان انهار هرم الوهم السياسي الذي ادّعته القائمة المشتركة بعد ان ارتمى الجنرال غانتس في أحضان نتنياهو ثم ها هي هذه الجماهير الكادحة تضرب مذهولة أخماسا بأسداس، والمطلوب الاعتذار لها فورا.
نعم المطلوب الاعتذار فورا لها، لأن القائد السياسي مطالب أن يعترف بأخطائه فورا، كما أنه يفتخر بنجاحه، وهل هناك أفحش من حزمة الأخطاء التي ارتكبتها القائمة المشتركة كما مررنا عليها بإيجاز في السطور السابقة.
مع التأكيد أن الاعتراف بالخطأ لا يكفي لوحده، وأن الاعتذار لهذه الجماهير الكادحة لا يكفي لوحده، لأننا اعتدنا أن نرى ان كل قائد سياسي يحترم نفسه إذا ما أخطأ فإنه يقدّم استقالته فورا كائنا من كان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى