أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لسنا نحن ولا عايدة توما فوق النقد

طه محمد اغبارية
هذا ما قاله الشيخ كمال خطيب في تغريدته: “جلسات الناشطة آية خطيب المعتقلة تعقد في مدينة عكا، المدينة التي تسكن فيها عايدة توما، لكنها مع الأسف لم تحضر ولو جلسة واحدة، ولم تشارك في أي وقفة تضامن معها، فهل حجاب آية وهويتها الفكرية هما السبب؟ أم أن جهدها منصب على محاربة تعدد الزوجات؟ من يخبر رئيسة لجنة المرأة في الكنيست الإسرائيلي السيدة عايدة توما سليمان والتي يبدو أنها لم تسمع- بأن هناك امرأة فلسطينية من قرية عرعرة من الداخل الفلسطيني، وإسمها آية خطيب، أم لطفلين، تقبع في زنازين المخابرات الاسرائيلية منذ أكثر من شهر على خلفية تفانيها وتطوعها في خدمة الاطفال الفلسطينيين المرضى الذين يتعالجون في المستشفيات الاسرائيلية ليس فقط أن عايدة توما هي رئيسة لجنة المرأة، وآية خطيب هي امرأة فلسطينية، بل ان جلسات المحاكم التي تعرض عليها آية خطيب تعقد في مدينة عكا المدينة التي تسكن فيها عايدة توما، لكنها مع الأسف لم تحضر ولو جلسة واحدة، ولم تشارك في أي وقفة تضامن معها، ولم تصدر ولو بيانا تضامنا معها؟ فهل حجاب آية وهويتها الفكرية هما السبب؟ أم أن جهد السيدة عايدة توما منصب على محاربة تعدد الزوجات عند أهلنا في النقب كما صرحت باعتبارها يسيء ويهين المرأة؟ وكذلك بالدفاع عن حقوق النساء الشاذات جنسيا، بل انها وقفت على رأس مظاهرة للدفاع والتضامن معهن في مدينة حيفا قبل عامين، ما أكتبه ليس لإيماني أن بإمكان عايدة او غيرها فعل شيء من خلال منصبها، ولكن للإشارة إلى اختلاف الموازين فيمن يظن البعض أنهم عنوان الخلاص لشعبنا”!!
وما أن نشر فضيلة الشيخ كمال خطيب هذه التغريدة حتى ثارت بعض الأقلام وراحت تهاجمه بألفاظ مرفوضة، وراحت تكرر التهم الشعبوية التقليدية وتحاول عبثا إلصاقها بهذه التغريدة، وخلاصة ما قالته هذه الاقلام عن هذه التغريدة أنها “تحريضية” وأنها من “عمّق الخطاب الطائفي التكفيري” وإنها هي “الرسالة التخوينية”، وإنها “لغرض نشر الضغينة والكراهية”، وحول هذه “الهيزعة” السطحية التي قامت بها هذه الاقلام نسجل هذه الملاحظات ليحيى من حيا عن بينه:
1. أصدق ما قالته هذه الأقلام هو ما قاله أمجد شبيطة في تغريدته: “عايدة” أي عايدة توما “ليست فوق النقد وقد تخطئ”.
2. فاذا كانت عايدة توما ليست فوق النقد وقد تخطئ، فهذا يعني أنه يجوز نقد خطابها ومواقفها، والتصريح برفض أقوال لها ومواقف لها ذات علاقة بقضايا سياسية أو اجتماعية أو فكرية أو نسوية أو غيرها.
3. إذا كان مبدأ نقد عايدة توما مشروعا أصلا، وإذا كان مبدأ رفض أقوال لها أو مواقف لها مشروعا أصلا، فلماذا ثارت هذه الاقلام واستهجنت مبدأ نقدها على فضيلة الشيخ كمال خطيب، وقد مارس حقه في مشروعية نقدها، كما مارس من قبل مبدأ نقد غيرها سواء كانوا رجالا أو نساء، وسواء كانوا من الاهل المسلمين أو الاهل المسيحيين أو الأهل بني معروف.
4. للتذكير فقط، ألم ينتقد فضيلة الشيخ كمال خطيب كلا من: عضو الكنيست حنين زعبي، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، وعضو الكنيست منصور عباس، فما الجديد اذن عندما انتقد فضيلة الشيخ كمال خطيب عضو الكنيست عايدة توما، هل لأنها من الأهل المسيحيين لا يجوز نقدها، وهو ما لا يقول به عاقل فينا؟!
ثم ها هي تغريدة الشيخ كمال خطيب التي انتقد بها وبحق عضو الكنيست عايدة توما ها نحن قد أوردنا نص هذه التغريدة كما هي، ومن حقنا أن نتساءل: دلونا على جملة أو كلمة في هذه التغريدة قد يشتم منها ولو بين السطور خطابا طائفيا أو تكفيريا أو تخوينيا أو يدعو إلى ضغينة أو كراهية كما ادعت تلك الاقلام التي هاجمت تلك التغريدة التي انتقد بها فضيلة الشيخ كمال خطيب عضو الكنيست عايدة توما؟؟؟؟!!
6. من حق تلك الأقلام ألا توافق على تلك التغريدة وأن ترفضها ولكن ألم يكن يسعها أن تبادل فضيلة الشيخ كمال خطيب نقدا بنقد، بمعنى أن تنتقد تغريدته كما هو انتقد عايدة توما.
7. لصالح من هذا التهييج الطائفي والتكفيري والتخويني الذي لا تزال تصم به هذه الاقلام منذ سبعين عاما كل من انتقدها، والذي كان ولا يزال يقوم على الوهم والسعي المتواصل لإسكات الآخر بواسطة هذا التهييج الذي بات كاسدا متخلفا حتى لا يجرؤ أحد على نقدها، وكأنها فوق النقد من مهدها الى لحدها.
8. أليس وصم هذه الاقلام للآخر أنه طائفي وهو ليس كذلك، أو أنه تكفيري وهو ليس كذلك، أو أنه تخويني وهو ليس كذلك، أليس هذا الوصم القائم على الوهم هو بحد ذاته خطاب طائفي وتكفيري وتخويني من الطراز الأول.
9. وإلا ماذا تنتظر منا هذا الأقلام إذا كانت عايدة توما قد اعترفت “بعظمة لسانها” في عام 2008 في مقابلة لها مع صحيفة “كل العرب” أنها تتلقى دعما ماليا لجمعية “نساء ضد العنف” من صناديق دعم غربية، تدور في فلك الرأسمالية والامبريالية والاستعمار!! ألا يحق لنا انتقاد توما على ذلك.
10. ألا يحق لنا انتقاد توما عندما تصدرت مظاهرة في حيفا تدعو الى مناصرة الشاذين والشاذات جنسيا.
11. ألا يحق لنا انتقاد توما وهي تعتبر أن تعدد الزوجات يسيء ويهين المرأة؟!! وهل معنى ذلك أن توما تعتبر أن القرآن الكريم يسيء ويهين المرأة لأنه يبيح تعدد الزوجات حتى أربع زوجات.
12.ألا يحق لنا انتقاد توما على توصيتها بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة لأنها جزء من القائمة المشتركة ومن خطابها ومواقفها.
13.ألا يحق لنا انتقاد توما على ما أدلت به من تصريحات في لقاء لها مع صحيفة الاتحاد بتاريخ (24/كانون الثاني 2020) بعد عودتها من زيارة أمريكا حيث ورد في ذاك اللقاء ما يلي (وأكدت توما سليمان في لقائها مع عضو الكونغرس بيتي ماكولم على أهمية الاقتراح الذي تعمل عليه والذي يشترط استمرار الدعم المالي الأمريكي لحكومة إسرائيل بتوقف الاخيرة عن اعتقال الاطفال الفلسطينيين) ثم وصفت هذا الاقتراح (بالشجاع).
14. والعجب العجاب أن هذه الاقلام التي ثارت على تغريدة فضيلة الشيخ كمال خطيب حاولت أن تجد الأعذار عن عدم حضور عايدة توما لجلسة محاكمة الناشطة آية خطيب ولذلك لنا أن نتساءل إذا كان عذرها عندما غابت عن كل جلسات محاكمة الناشطة ايه خطيب فما هو عذرها عندما غابت عن كل جلسات محاكمة الشيخ رائد صلاح التي امتدت على مدار عامين ونصف وها هو على وشك دخول السجن.
15. وما هو عذرها عن عدم إدلائها ولو بتصريح حول ممارسات الاحتلال الاسرائيلي العدوانية في حق الناشطة مادلين عيسى من كفر قاسم ولا نظن أنها لم تسمع عن معاناة هذه الناشطة الحرة!!
16. وما هو عذرها عن عدم ادلائها ولو بتصريح حول ممارسات الاحتلال الاسرائيلي العدوانية في حق الناشطات الفحماويات: (ناهدة صلاح ابو شقرة، ومنتهى سليمان أبو شقرة، ونور محاميد، وسماح محاميد واسلام محاميد، وقد تصدرت مشاهد اعتقالهن وتفتيش بيوتهن الكثير من القنوات ومواقع التواصل.
17. وما هو عذرها عن عدم ادلائها ولو بتصريح حول ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في حق عشرات الناشطات المقدسيات، في مقدمتهن: أم كامل وخديجة خويص وهنادي الحلواني وعايدة صيداوي، وام إيهاب ومها ومعالي وسعاد ونفيسة، ومن لا يعرف قصة هؤلاء الناشطات المقدسيات وما يواجهن حتى الان من مطاردة ولأواء من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
18. سيما وأن عايدة توما لم تتقلد منصب (عضو كنيست) قبل أشهر فقط، بل تقلدته منذ سنوات طويلة، وخلال هذه السنوات تعرضت عشرات الناشطات من كابول وعكا ودبوريه وطمرة وكفر قرع للأذى والابعاد من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ولم نسمع ولو كلمة واحدة من عايدة توما حول كل معاناة هذا الكم الكبير من الناشطات اللاتي لا زلن متمسكات بواجب نصرة القدس والمسجد الأقصى المباركين.
19. هل إشارتنا الى كل هذه القضايا في حسابات هذه الأقلام التي ثارت على تغريدة فضيلة الشيخ كمال خطيب هي طائفية وتكفير وتخوين كما تحاول أن تروج لذلك عبثا هذه الاقلام!! أليس هذا الترويج بحد ذاته هو الطائفية والتكفير والتخوين؟! فلماذا لا نحسن ان نختلف إذا اختلفنا؟! ولماذا لا نحسن أن نتبادل النقد بأدب، نقد بعيد عن هذه الترويج الكاسد؟! ولماذا لا نحسن أن نكتب بأدب، نقد بعيد عن أيه لفظة سوقيه؟!
20. ماذا ربحت هذه الأقلام عندما استخدمت خلال ردها على تغريدة فضيلة الشيخ كمال خطيب هذه الألفاظ الجارحة: (هذا المتمشيخ)!!! (الى حضيض حقير)!! (ماكينة تحريض أرعن حاقد)!!(التعقيبات السفيهة)!!
21. ها نحن نرحّب علانية بمبدأ نقدنا لأننا لسنا معصومين كذلك، ولسنا فوق النقد كذلك، ولكن على قاعدة قول الله تعالى في القرآن (وجادلهم بالتي هي أحسن).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى