أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

حتمية انتصار الفطرة السليمة على هذه الجمعيات النسوية

أمية سليمان جبارين (أم البراء)
حتمية انتصار الفطرة السليمة على كل من حاربها هي حقيقة دامغة لا ريب فيها، ويشهد على ذلك السجل الحافل بانتصار أصحاب الفطرة السليمة على كل من حاربهم من جبابرة الأرض الذين سولت لهم نفوسهم محاربتهم والتنكيل بهم لأنهم حملوا هذه الفطرة السليمة في صدورهم وملأت مشاعرهم وسلوكهم حبا للطهارة والحرية والعفاف والشرف والفضيلة، ولأن جبابرة الأرض لا يطيقون هذه القيم الرفيعة فقد أعلنوا حربا لا هوادة فيها على أصحاب الفطرة السليمة، وتبّنى هؤلاء الجبابرة أصحاب النفوس الخبيثة خطاب كراهية ضد أصحاب الفطرة السليمة قالوا فيه وقد غرّهم عددهم وعدتهم وإعلامهم مسددين سهام حقدهم وانحطاطهم إلى أصحاب الفطرة السليمة ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )، وهكذا أفرز الصراع المتكرر بين جبابرة الأرض أصحاب النفوس الخبيثة وأصحاب الفطرة السليمة هذا الاتهام الذي يكشف عن مدى الانحراف الذي غرق فيه جبابرة الأرض وصعاليكهم حيث باتوا يتهمون أصحاب الفطرة السليمة بالطهارة!!
وهكذا تحولت الطهارة في حساباتهم المريضة إلى تهمة تستدعي مطاردة من يتمسكون بها ثم ترحيلهم ثم نبذهم حتى لا ينقلوا عدوى الطهارة إلى أبناء مجتمعاتهم التي عاشوا فيها!!
وهكذا أصبحت الخباثة والانحلال والانفلات والشذوذ مدنية وتقدمية ورقيّاً في حسابات جبابرة الأرض وصعاليكهم وإعلامهم، وأصبحت الطهارة تهمة يحاسب عليها قانونهم المريض.
وعلى هذا الأساس وقع الصراع بين نبي الله لوط والقلة التي ثبتت معه متمسكين بخيار الفطرة السليمة التي تدعو إلى الطهارة، وبين الكثرة من قومه الذين كانوا يدعون إلى الشذوذ الجنسي، فكان أن انتصر نبي الله وصحبه على الكثرة الشاذة من قومه، وعلى هذا الأساس وقع الصراع بين أصحاب الأخدود أصحاب الفطرة السليمة التي دفعتهم للتمسك بالحرية والكرامة وبين الطاغية ذي نواس وصعاليكه الذين اتخذوا ذي نواس إلها من دون الله تعالى، فكان أن انتصر أصحاب الأخدود المستضعفين على ذي نواس وصعاليكه وسجونه ومشانقه وجلاديه، وعلى هذا الأساس وقع الصراع بين أصحاب الكهف والرقيم أصحاب الفطرة السليمة التي دفعتهم للتمسك بالإيمان الراسخ بالله الواحد الأحد وبين بني قومهم الذين طمست نفوسهم الخبيثة عقولهم وبصائرهم وغرقوا في حضيض الشرك حتى ذقونهم، فكان أن انتصر أصحاب الكهف والرقيم النابضة قلوبهم بالإيمان الحق على بني قومهم مطموسي العقول والبصيرة.
وهذه النماذج التي ذكرتها هي من ضمن آلاف النماذج التي كانت ولا تزال تؤكد انتصار الفطرة السليمة على كل عدو لها في كل زمان ومكان بغض النظر عن جنسية هذا العدو ولونه ولغته ونسبه!!
ولذلك لم يكن مفاجئا لنا أن قامت جمعيات نسوية في هذه الأيام من بنات جلدتنا، وراحت تدعو بملء فمها لإشاعة الشذوذ الجنسي فينا، مصادمة بذلك لفطرتنا السليمة ولثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، ومستعينة بصناديق الدعم الأمريكية الصهيونية علينا وعلى فطرتنا وثوابتنا، وقد فصّلت عن ذلك في مقالات سابقة، ثم لم يكن مفاجئا أن انضمت قناة (مكان) وهي إحدى قنوات التلفاز الإسرائيلية الناطقة بالعربية، لم يكن مفاجئا أن انضمت إلى ركب هذه الجمعيات النسوية، وراحت تجري مقابلات مع الشاذين والشاذات جنسيا أو المتحولين والمتحولات في بعض برامجها، مما يعني السعي منها على المكشوف للدعوة للتنازل عن فطرتنا وثوابتنا والقبول بهذا الشذوذ على شتى أشكاله، لدرجة أن هذه القناة (مكان) الإسرائيلية وفي يوم الإثنين ٢٠٢٠/٢/٢٤ مساء حشرت آفة الشذوذ الجنسي في أحد برامجها التي تتحدث فيها عن لعبة الكنيست التي جرت بتاريخ ٢٠٢٠/٣/٢ وراحت تسأل عضوا، (من بني جلدتنا) في حزب ميرتس الصهيوني عن مدى تأثير المثليين أي الشاذين جنسيا في هذه اللعبة الكنيستية!! ومع أنه بات واضحا بعد اعترافات كل من الرفيقة عايدة توما سليمان والرفيقة نبيلة إسبنيولي والرفيق سامر سويد والرفيق ثابت أبو راس أن هذه الجمعيات النسوية لا تزال تتلقى ملايين الدولارات من هذه الصناديق الأمريكية الصهيونية منذ منتصف الثمانينات فصاعدا، ومع أن قناة (مكان) الإسرائيلية باتت تؤازر هذه الجمعيات النسوية، ومع أن اتفاقية (سيداو) باتت تشد من عضد هذه الجمعيات النسوية، مع كل ذلك فإن فطرتنا وثوابتنا ستنتصر على كل مكر هذه الأطراف التي اجتمعت علينا وعلى فطرتنا وثوابتنا كما اجتمعت ( الأحزاب) في معركة الخندق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة والصحابيات وعلى مجتمع الفطرة والثوابت الذي كانوا قد أقاموه في المدينة المنورة.
وكم هي جاهلة هذه الجمعيات النسوية ومن يدور في فلكها إذا ظنت أننا بتنا مجتمعا بلا فطرة وثوابت، بل نحن أمة الفطرة والثوابت، ونحن مجتمع الفطرة والثوابت، وكل إرهاصات اليوم تؤكد أن فطرتنا وثوابتنا ستنتصر على كل مخططات هذه الجمعيات النسوية وعلى من دار في فلكها، وستبقى فطرتنا وثوابتنا مع بقائنا إلى أن تقوم الساعة، وأما مخططات هذه الجمعيات النسوية ومن دار في فلكها فإلى زوال قريب غير مأسوف عليه.
ولذلك كم أفرحني موقف كل من الحمائل الخليلية: آل النتشة، وآل التميمي، وآل الحرباوي بالإضافة إلى عشرات الشخصيات والفعاليات الذين أصدروا بيانات واضحة أكدوا فيها: (براءتهم من اتفاقية سيداو وكل مخرجاتها، لأنها تخالف الشريعة الإسلامية) ثم طالبوا في بياناتهم (إغلاق جميع المؤسسات النسوية وما يدور في فلكها في فلسطين وهي بالمئات ……ومنع هذه المؤسسات أو مندوبيها من الدخول إلى المدارس)، وأشاروا بذلك إلى كل الجمعيات النسوية التي تدعو إلى احتضان اتفاقية سيداو وسيكون لي حديث عن هذه الاتفاقية)!!
وكم أفرحني عندما تداعى أئمة المساجد وعدد من الأهل في بلدة جت وعقدوا اجتماعا اضطراريا مع جمعية نسوية محلية في بلدة جت وأبدوا اعتراضهم على إعلان تلك الجمعية وتُدعى سند عن “مساق الجنسانية”.
وعلى أثر ذاك الاجتماع قررت تلك الجمعية المحلية إلغاء ذاك المساق، ووعدت ألا تقوم بأي نشاط يخالف ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وخلال ذاك الاجتماع بيّن أولئك الأئمة ومن انضم إليهم من الغيورين في بلدة جت أن مساق الجنسانية المشار إليه يتضمن أبحاثا تناقض الإسلام وأحكامه وآدابه كالمثلية!! كما وأكدوا أن (من يتلقى مساعدات وهبات مالية من جمعيات أو مؤسسات في أمريكا وبريطانيا فإنه يكون عندنا مشبوها متهما بخدمة أجندات لغير المسلمين، فهم لا ينفقون المال نصرة للإسلام)!!
كما وأشاروا إلى أن (الله تعالى حذر في كتابه من الفاحشة وإشاعتها فقال عز من قائل: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) هذا الوعيد لمن يحبون، فكيف يكون حال من يبرمج لتعليم الفاحشة ويعمل على نشرها)!!
وهذه المواقف من حمائل مدينة الخليل ومن أئمة المساجد في بلدة جت والغيورين فيها تؤكد أن مجتمعنا ليس سائبا، ولن يكون سائبا في يوم من الأيام وسيقف بالمرصاد لكل جمعية نسوية تتجرأ على المساس بفطرتنا السليمة وثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى