أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

بكائيات على أطلال الكنيست

صحيفة المدينة
لأن الكنيست جزء من المشروع الصهيوني، ولأن المشروع الصهيوني قام على أطلال نكبة فلسطين، فقد قامت الكنيست بناء وأداء على أطلال نكبة فلسطين، ولذلك فقد أطلقنا عليها هذا التعبير (أطلال الكنيست)، ولأنه ثبت لنا بعد تجربة أكثر من سبعين عاما أن كل لاهث وراء الكنيست، إنما هو لاهث وراء سراب، وكل انتظار لثمرة منها إنما هو انتظار للوهم، وكل اعتماد عليها إنما هو اعتماد على الهباء، لكل ذلك فقد أطلقنا عليها هذا التعبير (أطلال الكنيست)، ولأن الكنيست تحوّلت إلى آثار دارسة، تدّعي الديموقراطية وليست كذلك، وتدّعي المساواة وهي عدو لها، وتدّعي السلام وليست من أهله، لكل ذلك فقد أطلقنا عليها هذا التعبير (أطلال الكنيست) وعلى هذه الأطلال سجّلنا هذه البكائيات:
هي الكنيست التي كانت ولا تزال فتنة لكل مفتون، ولأجل هذه الشمطاء المشوّهة فقد سوّلت للقائمة المشتركة نفسها أن تمدّ يدها متسولة إلى صناديق دعم مالية، وهي تعلم سلفا أنها صناديق دعم صهيونية أمريكية لها بصماتها في تهويد القدس واقتحام المسجد الأقصى وبناء مستوطنات احتلالية إسرائيلية في الضفة الغربية.
وليت القائمة المشتركة سكتت عند هذه العثرة المأساوية، فقد قام الرفيق سامر سويد حلقة وصلها مع هذه الصناديق يكثر القيل والقال محاولا عبثا شرعنة هذا التسول وإضفاء الفهلوة عليه، ولكن هيهات هيهات، هي الأسرلة والأمركة التي لا يمكن له ولا لغيره أن يستر عورتها وأن يجعلها وجهة نظر!!
بل إن عضو الكنيست د.منصور عباس أدلى بدلوه وراح يبرر عبثا مشروعية التعاطي مع هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية وكأن المستهجن هو رفض التعاطي معها.
وهكذا توافقت الجبهة والحركة الجنوبية والتجمع والطيبي على التعاطي مع هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية، وتلقي دعم مالي منها بملايين الدولارات ليس من أجل تمويل القائمة المشتركة فقط، بل من أجل تمرير الكثير من الجمعيات المحسوبة على كل مركبات القائمة المشتركة بدون استثناء.
وعلى هذا الأساس تلقت جمعيات عدالة والأهالي المحسوبة على التجمع دعما ماليا منذ هذه الصناديق.
وتلقت جمعيات: نساء ضد العنف ومركز الطفولة ومركز دراسات ومركز التخطيط البديل والأمل المحسوبات على الجبهة دعما ماليا من هذه الصناديق.
وتلقت جمعيات: مؤسسة القلم ومؤسسة صمود ومؤسسة مهارات ومؤسسة جسور المحسوبات على الحركة الجنوبية دعما ماليا من هذه الصناديق.
وتلقت جمعيات محسوبة على الطيبي دعما ماليا من هذه الصناديق.
وعلى هذا الأساس وعلى حين غفلة انتشرت ملصقات هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية عند مداخل البلدات العربية في الداخل الفلسطيني بتوقيع: (مبادرات إبراهيم) أو (ائتلاف 2/3) أو (القائمة المشتركة) وراحت تضخ شعاراتها لاستدراج جماهيرنا الكادحة إلى لعبة الكنيست.
وعلى هذا الأساس طبّل وزمّر البعض منّا لملصقات هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية وراحوا يشيدون بها وبأثرها على رفع نسبة التصويت كالمضبوعين الراكضين وراء من سيفترسهم وهم يظنون فيه الأمن والنجاة.
وعلى هذا الأساس استقبلت صحيفة (الاتحاد) ملصقات هذه الصناديق الصهيونية الأميركية ونشرتها من على صفحاتها كدعايات مدفوعة الأجر وعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الإتحاد في عددها الصادر يوم الجمعة 28/2/2020 حزمة من ملصقات هذه الصناديق من على صفحتها الأخيرة، ومن على صفحاتها (2،5،7) وهكذا تلقت صحيفة (الإتحاد) مبالغ مالية مقابل نشرها ملصقات هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية وهي الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة.
ومن المضحك المبكي أن هذا العدد من صحيفة الاتحاد الذي نشر ملصقات هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية فقد نشر إلى جانب تلك الملصقات مقالات تتحدث عن (التعويل على الذات) وعن مقولات لماركس ولينين وعن أضرار الرأسمالية، وكأني بصحيفة الاتحاد تقول: (إن البقر تشابه علينا).
وعلى خطى صحيفة الإتحاد سارت صحف عربية أخرى في الداخل الفلسطيني ونشرت ملصقات تلك الصناديق الصهيونية الأمريكية، وتلقت أموالا منها، ومن بعض هذه الصحف: الميثاق والمسار والحدث والسلام وحيفا وبانوراما والصنارة وكل العرب والأخبار، وهكذا على أطلال الكنيست اختلطت الأوراق واختلط الحابل بالنابل، وكان الله تعالى في عون جماهيرنا الكادحة وقد التقت على عنقها ملصقات هذه الصناديق.
ولذلك يوم أن علمت هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية أنه بفضل ملصقاتها ودولاراتها قد حصلت القائمة المشتركة على (15) مقعدا كنيستيا، فقد فرحت أكثر مما فرحت القائمة المشتركة، ورقصت ودبكت على أنغام الكاوبوي الأمريكي حتى ساعات الليل الأخيرة لأنها اعتبرت أن هذه الكراسي الكنيستية هي كراسيّها قبل أن تكون كراسي القائمة المشتركة.
وهكذا انفعلت هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية إلى حد الجنون وظنّت أنها قد نجحت أخيرا بصناعة العربي الإسرائيلي سواء كانت خلفيته وطنية أو قومية أو دينية أو شيوعية!!
وهكذا لن تسع الأرض هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية غروا وكبرا، لأنها باتت تظن أنها قد نجحت بكيّ وعينا، وتشويش تفكيرنا، لدرجة أن بعض مثقفينا الذين نحترمهم كالدكتور عامر هزيل لم يتردد أن يقول لصحيفة (هآرتس) العبرية (وقد نشرت أقواله هذه صحيفة الميثاق بتاريخ 28/2/2020) لم يتردد أن يقول: (طاقم الجنرالات ويقصد بذلك غانتس ويعلون واشكنازي) قد يكون أخطر من نتنياهو لأنهم يحملون عقلية عسكرية) ثم يقول: (… والليكود وكاحول لفان سيان في هذا السياق، وكما يقول المثل البدوي: “حمّور أخو سمّور”!! ثم بعد هذه الأقوال يصل الدكتور عامر هزيّل إلى استنتاج مؤلم ومحزن قال فيه: (… لذلك فلنكن في الوسط، ومن يدفع ثمنا أغلى كن معه…وإذا كان لا فرق بين الرايتين فلماذا نفرق ونقلص هامش مناورتنا) وكأن لسان حال الدكتور عامر هزيل يقول: (وداوني بالتي كانت هي الداء).
وهكذا باتت هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية تصفق بيديها تارة، وتحجل على قدم واحدة تارة أخرى، وتستلقي على ظهرها قهقهة تارة ثالثة، وتتضارب بكؤوس نشوتها تارة رابعة، وتتبجح بذكائها تارة خامسة، بعد أن ظنّت أنها بأموالها قد نجحت باستئصال الزائدة الدودية من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، هذه الزائدة التي اسمها الثوابت الوطنية والدينية.
ولكن هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية واهمة ولتعلم أنه وإن شاركت نسبة 62% من جماهيرنا الكادحة في لعبة الكنيست بتاريخ 2/3/2020 فإن نسبة وازنة من هذه الجماهير قد قاطعت هذه اللعبة وظلّت تعض بنواجذها على ثوابتنا الدينية والوطنية وظلّت تنظر باستعلاء إلى هذه الصناديق التافهة ولسان حالها يقول لهذه الصناديق الصهيونية الأميركية: لتذهب كل دولاراتكم إلى الجحيم.
ثم لتعلم هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية أن نسبة () من جماهيرنا الكادحة التي صوّتت في لعبة الكنيست رقم (23) والتي جرت بتاريخ 2/3/2020 أن هذه الجماهير لا تزال تحمل في صدورها فطرة دينية سليمة، وفطرة وطنية صافية، ولا يمكن خداعها ولا رشوتها ولا حرق بوصلتها، ونحن نثق بوعيها، ونوقن أنها عمّا قريب ستكتشف ألاعيب هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية وألاعيب من يدور في فلكها، والويل لكل ظالم أو مخادع أو محتال من غضب هذه الجماهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى