أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في تغريدة الأستاذ محمد بركة

عبد الإله وليد المعلواني
الأستاذ محمد بركة هو رئيس لجنة المتابعة، تولى هذا المنصب انتخابا وليس تعيينا ولا توافقا، وهو بذلك يكون أول رئيس لجنة متابعة منتخبا، وإن جرت الانتخابات في دائرة ضيقة، ونحسبه من الصادقين في دورهم، ويجمع بيننا الاحترام المتبادل مع وجود اختلاف سياسي بيننا في بعض القضايا، وكان قد نشر تغريدة على صفحته في مواقع التواصل بتاريخ 19/2/2013 ثم أعاد نشرها مره ثانية بتاريخ 19/2/2020، وهذا يعني أنه وجد أن الحال الذي نمر فيه الآن يستدعي إعادة نشرها، وما يميز حالنا الآن أننا بتنا على وشك أن نعيش مهزلة لعبة الكنيست رقم(23) بتاريخ 2/3/2020 وما يصاحب هذه المهزلة من ذيول هزيلة كثيرة، مما يؤكد كما نظن أن الاستاذ محمد بركة أعاد نشر هذه التغريدة ليلفت انتباهنا جميعا الى هذه المهزلة وذيولها الهزلية!!
وحتى نفصّل في ذلك نقف على نص هذه التغريدة وهي كالتالي: (في قانون السوق الثمن قد يرتفع وقد ينخفض حسب العرض والطلب، وعندما يجري تحويل الحياة السياسية الى سوق وتجارة، فالاحتكار – يعني السلطة – هي التي ستحدد الاسعار واللاعبين في هذا السوق مستقبلا… ولاعبو اليوم لن يكونوا أكثر من ورقة توت ستستعملها السلطة لتغطي عورتها، عندها هل ستنفع الندامة؟) وقراءة أولى لهذه التغريدة الهامة جدا تؤكد وفق اجتهادنا أن الأستاذ محمد بركة قصد بالحياة السياسية التي تحولت الى سوق، وقصد باللاعبين فيها والاسعار التي تشهدها هذه السوق السياسية، قصد بكل ذلك القائمة المشتركة واللاعبين الاساسيين فيها وما بات يصدر عنها من تصريحات ومواقف ومن هو الذي يرعى تمويل هذه القائمة وتمويل لاعبيها ومواقفها وتصريحاتها!! سيّما وقد بان كل مستور وبات واضحا أن الذي يقف من وراء هذه القائمة بعض الصناديق الصهيونية الامريكية!! ولأنه بات واضحا لنا وللأستاذ محمد بركة وللجميع أن القائمة المشتركة تتبنى نهج الأسرلة في مواقفها وتصريحاته، وتتبنى نهج فك الارتباط بيننا وبين الأهل في القدس المباركة وغزة العزة والضفة الغربية والشتات، وكأننا نحن شعب وهم شعب آخر، وتتبنى شرعنة التزاور مع أمريكا أم الرأسمالية والاستعمار والامبريالية ومع صناديقها الداعمة، لأنه واضحا للجميع كل ذلك، فقد طف الصاع وبلغ السيل الزبى، مما دفع الأستاذ محمد بركة أن يعيد نشر تغريدته وأن يختمها بلهجة الناصح الموجوع قائلا: “عندها هل ستنفع الندامة؟” ثم ها هي الاقلام الحرة والاصوات الحرة بدأت تكشف صراحة عن حقائق صادمة ومذهلة وموجعة ومرّة، تصدق ما حذر منه الاستاذ محمد بركة، ويبدو أن الايام القادمة ستكشف من المستور الكثير الذي سيذيب الثلج، وسيظهر فداحة التضليل والتملق والتلون الذي ضخّته القائمة المشتركة في كل شعاراتها ووعودها وبرامج عملها الوهمية بدون أي استثناء!!!
وعلى سبيل المثال ها هو الزميل طه اغبارية ينشر في صفحة تواصله تغريدة يوم الثلاثاء 25/2/2020 ورد فيها ما يلي: (في كتاب (المحذر) الصادر عام 2019، ويتضمن: “أحاديث خاصة” مع الجنرال عاموس جلعاد، يورد الصحفي “شمعون شيفر” على لسان الجنرال عاموس جلعاد احد كبار العاملين في أجهزة الاستخبارات ومنسق أعمال الاحتلال في الضفة والقطاع عام 2002 مقتطفات عن علاقته مع محمود عباس قبل أن يشغل أي منصب ومع عرفات ومع أحمد الطيبي، وقال جلعاد إنه اثناء عمله منسقا لعمليات الجيش في الضفة والقطاع عام 2002 أبدى استغرابه الشديد أمام قيادة جهاز المخابرات من تحركات الطيبي مع عرفات حتى قبل أن يكون عضوا في الكنيست، وأنه لم يتلق جوابا مقنعا منهم عن أسباب وجود الطيبي تقريبا في كل لقاء مع عرفات)!!
وحول هذا الموضوع تحديدا نحن نعلم أن كلا من الرفيقين جمال زحالقة وعوض عبد الفتاح يعلمان ما هو حساس جدا عن دور الطيبي في تلك المرحلة، ولا ندري لماذا هم صامتون وإلى متى؟! وما كتبه الزميل طه اغبارية يجعلنا نقف مرة بعد مرة عند قناة دحلان- الطيبي المالية التي أمدّت القائمة المشتركة ببعض أموال محمد بن زيد، والشاهد البارز في ذلك هي تصريحات عضو الكنيست منصور عباس التي تحدث فيها عن أموال خليجية جاءت من وراء البحار عبر هذه القناة المالية، ويمكن للجميع أن يراجع هذه التصريحات!!
ثم ها هو الناشط السياسي أليف صباغ كشف في سياق كلمته التي ألقاها في مؤتمر مقاطعة الكنيست الذي عقد يوم الجمعة 21/2/2020 عن أسرار فاجعة، قال حولها ما يلي: “في عام 2015 كانت توجد شركة أردنية، صاحبها فلسطيني الأصل، شركة علاقات عامة تعمل حملات إعلامية وتحضّر قيادات المستقبل، هذه الشركة كانت ترعى أيمن عودة ليصبح قائدا!! وهذه الشركة كانت ترعى قيام القائمة المشتركة، والهدف تغيير الخطاب السياسي الفلسطيني في الداخل.. لإحداث تغيير جذري في التوجه، وخلق خطاب جديد (إيجابي!) يوحد العرب وراء قيادة تعددية واحدة يجند اليهود ولا ينفرهم)!!
ثم يقول أليف صباغ على لسان صاحب هذه الشركة: “كان هدفنا وحدة عربية لا تفزع اليهود، بل تقربهم وتجندهم!!” ثم يقول أليف صباغ: “يعني القائمة المشتركة مش إرادة شعب ولا إرادة لجنة الوفاق بل إرادة من يمول”!! ثم يقول أليف صباغ على لسان صاحب هذه الشركة: ” …بعضهم يشكك في خطابنا ويراه تزلفا لليهود ونوعا من أسرلة المجتمع الفلسطيني.. حتى رئيس القائمة أيمن عودة لا يفلح في استيعاب هذا الخطاب حتى النهاية!! ويحتاج الى تقوية مكانته وتشجيعه في صفوف شركائه في الجبهة والقائمة المشتركة”!! ثم يقول أليف صباغ على لسان صاحب هذه الشركة: “… وقد استفدنا كثيرا من الجلسات الماراثونية التي عقدناها مع فضيلة الامام فيصل لدى زيارته الأخيرة إلى عمان، ونحن منشغلون حاليا لوضع الخطة العملية لهذه المهمة”!! طبعا!!” طبعا الوطنية والقومية والدينية بامتياز”!! ثم يقول أليف صباغ متحسرا: “يا ريت واحد يوصل لأيمن يفسر لنا من هذا الامام فيصل، هو ابن لإمام واشنطن الذي زار اسرائيل مع أنور السادات عام 1977 وطرد من امامية واشنطن وذهب إلى ماليزيا!! وابنه تربى في ماليزيا وعاد يموّل هو وإحدى دول الخليج حملته 2015”!!
وواضح جدا أن هذه الدولة الخليجية هي الامارات، حيث أن محمد بن زايد الرجل المتنفذ في الامارات هو من مول الحملة عبر قناة دحلان-الطيبي، ثم واصل وموّل القائمة المشتركة عبر هذه القناة يوم أن انشقت على نفسها الى قسمين كما صرح بذلك د. منصور عباس!!
ثم يقول أليف صباغ في ختام كلمته كاشفا عن الاهداف المبيتة من وراء لعبة الكنيست: “لماذا الكنيست؟ بديل للمؤسسات الوطنية التي اقمناها في السبعينيات وفي الثمانينات!! بديل للجنة المتابعة العليا!! واقول لكم بصراحة كاملة الهدف الغاء لجنة المتابعة العليا!! الغاؤها لا يوجد لها حاجة!! لا أحد منهم تجرأ ليصرح هكذا، لكن هذه الحقيقة التي اسمعها في رام الله!! لا حاجه بعد للجنة المتابعة العليا”!!
لذلك وبعد أن أوردنا هذه الشواهد يتبين لنا كم صدق الاستاذ محمد بركة في تغريدته!!
فيا ابناء الحركة الجنوبية ويا رفاق الجبهة والتجمع نحن لا نشك في نواياكم، ونحن نجزم أنكم تحملون في صدوركم العاطفة الصادقة في بعدها الوطني أو القومي أو الديني، ولكن العاطفة لوحدها لا تكفي مع التأكيد أنه لا يمكن الاستغناء عنها، بل نريد تعزيز هذه العاطفة بالوعي السياسي العميق حتى لا نكون نحن وأنتم صيدا سهلا لصناديق الدعم الصهيونية الامريكية أو لقناة دحلان-الطيبي المالية!! والا إن اغمضتم عيونكم متمسكين بلعبة الكنيست جريا غير مبصر وراءها، عندها ستتذكرون بمرارة ما قاله لنا جميعا الأستاذ محمد بركة في ختام تغريدته: “عندها هل ستنفع الندامة”؟؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى