أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

(كلنا يعني كلنا) تعني (كلنا مقاطعون)

صحيفة المدينة
(كلنا مقاطعون) للعبة الكنيست لأسباب كثيرة ومن أهمها ما يلي:
الذين يحاولون اليوم القيام بحملة للترويج للعبة الكنيست تحت شعار (كلنا مصوتين)، فإن الذي يغطّي ميزانيات هذه الحملة هي صناديق دعم صهيونية أمريكية.
أحد الذين يقفون وراء هذه الحملة هو الرفيق سامر سويد وقد اعترف في لقاء له مع إذاعة الشمس أن هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية كانت ولا تزال تدعم هذه الحملة بملايين الدولارات الأمريكية!!
لسنا أسرى لصناديق دعم صهيونية أمريكية حتى نصفّق للرفيق سامر سويد وننجر وراء شعاره الصهيوني الأمريكي (كلنا مصوتين)، فالمطلوب هو العكس (كلنا مقاطعون).
متى أرادت لنا أمريكا الخير حتى نثق بها وبصناديقها، لذلك يكفي أن نعلم أن حملة دفع جماهيرنا للتصويت في انتخابات الكنيست تحت شعار (كلنا مصوتين) هي حملة أمريكية!! فهل يرضى لنا حسّنا الديني والوطني أن ننجر وراء هذه الحملة كالمضبوعين.
لو لم يكن لأمريكا مصلحة كبرى في حملة دفع جماهيرنا للتصويت في انتخابات الكنيست لما دعمت هذه الصناديق الصهيونية الأمريكية هذه الحملة بملايين الدولارات.
هل نرضى لعقولنا أن تكون رهينة للمصالح الأمريكية المغلفة بشعارات وهمية جوفاء خدّاعة كقول الواقفين وراء هذه الحملة الأمريكية (لأن صوتنا حاسم) أو كقولهم (لأننا خمسة المواطنين).
إن ملايين الدولارات التي لا تزال تدعم هذه الحملة مجبولة بدماء ضحايا الاستعمار الأمريكي والإمبريالية الأمريكية في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وأفغانستان وباكستان.. والقائمة طويلة.
إن كل شعارات هذه الحملة (كلنا مصوتين) مشكوك فيها، لأن هذه الحملة إذا كانت أمريكية وتخدم المصالح الأمريكية فإن شعاراتها تخدم المصالح الأمريكية مهما كانت فاقعة بنكهة وهمية قومية ودينية.
وإلا قولوا لنا: أليست أمريكا هي التي تحاول فرض “صفقة القرن” ببلطجيتها، فكيف لصناديقها أن تدعم حملة (كلنا مصوتين) التي تدعو للتصدي لصفقة القرن.
أليست الصناديق الصهيونية الأمريكية هي تدعم بأموالها الضخمة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتهويد القدس المباركة، فكيف تدعم هذه الصناديق حملة (كلنا مصوتين) التي تدعو لرفض الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس المباركة.
أليست الصناديق الصهيونية الأمريكية هي التي تدعم كل صعاليك الاحتلال الإسرائيلي الذين لا يزالون يقتحمون المسجد الأقصى ويحفرون الأنفاق حوله وتحته، فكيف تدعم هذه الصناديق حملة (كلنا مصوتين) التي تدعو للحفاظ على المسجد الأقصى.
أليست أمريكا هي التي دعمت انقلاب السيسي على صوت الناخب المصري، فلماذا تحرص الآن صناديق دعمها على صوت الناخب فينا، ولماذا تدفعه للتصويت في لعبة الكنيست بواسطة حملة (كلنا مصوتين)؟! من يفك لنا لغز هذه المتناقضات؟!
يدّعي من يقفون وراء حملة (كلنا مصوتين) ان نسبة التصويت زادت من 50% إلى 60% ويطمعون أن تصل في انتخابات الكنيست القادمة (2/3/2020) إلى 70%، وهذا ضحك على العقول لأن الحقيقة تقول إن حملتهم التي تؤدي إلى الأسرلة والأمركة قد زادت أسرلة وأمركة من 50% إلى 60% وحاشا لله تعالى أن تصل إلى 70% مع التأكيد أن جماهيرنا الكادحة هي جماهير أصيلة لن ترضى استدراجها نحو الأسرلة والأمركة في يوم من الأيام.
لذلك حاد عن الحقيقة (الائتلاف) المكون من مجموعة جمعيات في الداخل الفلسطيني عندما ادّعى أنه هو من يقف وراء حملة (كلنا يعني كلنا) ثم حملة (كلنا مصوتين) لأن من يقف وراء هذه الحملة هي صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية.
وحاد عن الحقيقة هذا الائتلاف عندما ادّعى أن رفع نسبة التصويت في انتخابات الكنيست ستؤدي إلى تقدم في تحصيل حقوقنا و..و…و إلخ!! لأن الحقيقة المرّة تقول إن القائمة المشتركة سارت بهذه الأصوات نحو الأسرلة وفك الارتباط بين قضايانا في الداخل الفلسطيني ومصير ومسيرة شعبنا الفلسطيني.
وحاد عن الحقيقة هذا الائتلاف عندما ادّعى أنه كلما ازداد التصويت يزداد التمثيل والتأثير على مختلف الأصعدة!! لأن الحقيقة المرّة تقول: كلما ازداد التصويت يزداد تجميل الوجه القبيح للعنصرية الإسرائيلية عالميا، وكلما ازداد تجميل هذا الوجه القبيح تزداد هرولة بعض المسؤولين العرب للتطبيع مع العنصرية الإسرائيلية.
لذلك نقولها علانية لسنا مع حملة (كلنا يعني كلنا) التي تعني (كلنا مصوتين)، بل نحن مع حملة (كلنا يعني كلنا) التي تعني (كلنا مقاطعون).
ونقولها لهذا الائتلاف الذي يتفاخر أن حملته تتضمن (فيديوهات دعائية تستخدم التقنيات الحديثة في شبكات الفيسبوك والاستغرام والتيك- توك) من أين لك هذا؟! أليس من صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية؟!
أليست هذه الصناديق هي التي أشبعتمونا مراجل خلال الخمسين سنة الماضية عندما كنتم تصفونها وتصفون حاضنتها أمريكا بأم الرأسمالية والاستعمار والإمبريالية؟! ما هو الجديد حتى تبدّل الحال ومن الذي تغير؟! هل هذه الصناديق تغيرت؟! أم أنتم الذي تغير؟!
أمّا فزاعتكم التي ترفعونها الآن والتي تتحدث بزخرف قول عن (الحقوق الجماعية والمساواة اليومية..و…و..و) فقد رفعها غيركم منذ سبعين عاما وظلّت الكنيست هي الكنيست صفرية المحصّلة، ومنزلق نحو الأسرلة والأمركة، ومفرقة بين نصف البرتقالة في الداخل الفلسطيني ونصفها الآخر في القدس المباركة والضفة الغربية وغزة العزة والشتات، ومشوهة للحس الديني والحس الوطني.
قلتم في حملتكم (إلك صوت)!! نعم (لنا صوت) ضد لعبة الكنيست وضد الأسرلة وضد الأمركة وضد صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية وضد قانون القومية وضد هدم البيوت وضد مصادرة الأراضي وضد كل صوت مريض يشكك بثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وفي كل أبعادها العقدية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والأسرية.
قلتم في حملتكم (لازم نصوت) في انتخابات الكنيست (لأننا أصحاب حق)!! لماذا هذه الديماغوجيا وقلب الحقيقة!! بل يجب أن نقاطع الكنيست لأننا أصحاب حق قبل الكنيست وقبل انتخابات الكنيست، وما الكنيست إلا جزء من أدوات المشروع الصهيوني التي تحاول ان تدفن حقنا، ولن تفلح بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى