أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

عندما تستغل بعض الجمعيات النسوية مشاعرنا القومية والوطنية

أمية سليمان جبارين (أم البراء)
هي جمعية نسوية اختارت لنفسها اسم ( القوس) واختارت أن تضع هذه الكلمات الثابتة قرب اسمها (… للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني) وهكذا تعرّف نفسها: (القوس هي مؤسسة فلسطينية تعمل منذ عام ٢٠٠١ في كل أنحاء فلسطين المحتلة (مناطق ٤٨ و٦٧) وتفعّل برامج تربوية ومهنية عن التعددية الجنسية والجندرية مع عشرات مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وتعمل بدون كلل على مدار عشرين عاما على مناهضة عنف الاحتلال والعنف المجتمعي اتجاه أشخاص (مثليات) أو (مثليين) و(متحولات) أو( متحولين) و(أشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة)!!!
وحول أعضاء وعضوات هذه الجمعية تعرّف عليهم القوس قائلة: (القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني (ج.م) هو مجموعة من الناشطات والناشطين من المثليات والمثليين وثنائي الميول الجنسية، ومتحولي النوع الاجتماعي، والمتسائلين وأشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة. وحتى الآن فإن هذه الأقوال التي تعرّف بها (القوس) نفسها تكشف لنا الشيء الكثير، فهي تكشف لنا أنها قامت منذ عام ٢٠٠١ وهو العام الذي كان يعيش فيه شعبنا الفلسطيني بواكير انتفاضة الأقصى، وهذا يعني أنه في الوقت الذي انتفض فيه شعبنا الفلسطيني مطالبا بحريته واستقلاله وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ومضحيا من أجل ذلك بالغالي والنفيس، في ذاك الوقت أقيمت مؤسسة (القوس) تدعو إلى الدفاع عن كل مظاهر الانحراف الجنسي سواء كان شذوذا جنسيا لدى الرجال أو النساء، أو كان شذوذ تحول لدى الرجال أو النساء، أو شذوذ علاقات جنسية كالزنا وما دار في فلكه، وكي تضفي مؤسسة القوس على نفسها ميلادا ثوريا ادعت في تعريفاتها السابقة أنها قامت بغية (مناهضة عنف الاحتلال) ولا أدري هل جاء هذا التعبير (عنف الاحتلال) مقصودا أم هو مجرد زخرف قول؟! بمعنى هل قصدت مؤسسة القوس أن تقول من وراء هذا التعبير (عنف الاحتلال) أنها لا تناهض (ذات الاحتلال) بل تناهض (عنف الاحتلال) أو هو تعبير غير مقصود جاء من باب زخرف القول فقط؟! فإذا كان مقصودا، أي أن مؤسسة القوس كتبت (عنف الاحتلال) عن سبق إصرار فهي كارثة!! لأنها تعني أنه لا مشكلة لدى مؤسسة القوس مع ذات الاحتلال الإسرائيلي، بل مشكلتها مع عنفه فقط، ولو لم يكن عنيفا لما شعرت مؤسسة القوس بحاجة لمناهضته، وإن أقل ما يقال عن هذا التعبير، (عنف الاحتلال) إذا كان مقصودا أن مؤسسة القوس تعمل على إشاعة ثقافة الهزيمة وثقافة الاستسلام وثقافة الرضوخ للأمر الواقع!! وهذا ما يجعل كل عاقلة أن تتساءل: لماذا أقيمت مؤسسة القوس بالذات في هذا العام ٢٠٠١؟! ولماذا لم تقم من قبل، وها هو الاحتلال الإسرائيلي يكوي بعنفه شعبنا الفلسطيني منذ عقود وعقود؟!
وما معنى أن تدَّعي مؤسسة القوس في تعريفها لنفسها أنها، (تعمل منذ عام ٢٠٠١ في كل أنحاء فلسطين المحتلة (مناطق ٤٨و ٦٧..) أي أن لها مكاتبها ونشاطها في الداخل الفلسطيني الممتد ما بين الجليل والمثلث والنقب والساحل إلى جانب نشاطها في القدس وغزة والضفة الغربية؟! ما معنى أن يمتد نشاطها في كل هذه المواقع في الوقت الذي كانت المؤسسة الإسرائيلية تقوم فيه في هذا العام وقبله وبعده بإغلاق عشرات المؤسسات الأهلية في الداخل الفلسطيني التي قامت لدعم مجتمعنا الفلسطيني إغاثيا وصحيا وتعليميا وإعلاميا واجتماعيا في القدس وغزة والضفة الغربية؟! لماذا قامت المؤسسة الإسرائيلية بأغلاق كل هذه المؤسسات الأهلية وفتحت الباب على مصراعيه لمؤسسة القوس لمواصلة عملها بلا توقف في كل فلسطين التاريخية؟! إذ أنه من المعروف أنه في عام ٢٠٠١ وما قبله بقليل وما بعده قامت المؤسسة الإسرائيلية بإغلاق جمعية الإغاثة ثم جمعية اليتيم والسجين ثم قامت في عام ٢٠٠٣بإغلاق قرابة العشر مؤسسات أهلية في الداخل الفلسطيني واعتقلت قرابة العشرين من أعضائها كان من ضمنهم معتقلي ملف رهائن الأقصى، ثم قامت المؤسسة الإسرائيلية بعد ذلك بأبعاد مئات الرجال والنساء عن القدس والمسجد الأقصى أو عن المسجد الأقصى فقط، ثم قامت المؤسسة الإسرائيلية بحظر الحركة الإسلامية وإغلاق ثلاثين مؤسسة أهلية كانت تخدم نصف مليون من شعبنا الفلسطيني كل عام، مع لفت الانتباه أن المؤسسة الإسرائيلية قامت بإغلاق كل هذه المؤسسات بادعاء أنها تقوِّي من أواصر العلاقة ما بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في( منطقتي ٤٨ و٦٧ ) وفي المقابل غضّت الطرف عن مؤسسة القوس التي أقامت لها مكاتب ونشاطات في كل فلسطين التاريخية، وتواصلت مع عشرات مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني -كما هي تقول عن نفسها-منذ عام ٢٠٠١ فصاعدا؟! ومن أين لها كل هذه الأموال الطائلة حتى تغطي نفقات كل مكاتبها ونشاطاتها كما هي تشرح عن نفسها؟! وأين هي مواقفها التي ناهضت فيها عنف الاحتلال الإسرائيلي كما هي تنسب ذلك لنفسها؟!
وهل إشاعة الفوضى الجنسية في مجتمعنا الفلسطيني تغلق أنفاس الاحتلال الإسرائيلي أم توفر الأرضية الخصبة لامتداد وتغلغل هذا الاحتلال؟!
لقد أثبتت الأيام أن إشاعة الفوضى الجنسية في أي مجتمع محتل توفر الأرضية للباغي المحتل أن يمتد ويتغلغل في هذا المجتمع؟! فكيف لمؤسسة القوس أن تجمع بين هذه المتناقضات في ذات الوقت؟!فهي تريد أن تناهض الاحتلال الإسرائيلي وأن تشيع الفوضى الجنسية في مجتمعنا الفلسطيني حتى النخاع ؟!وهل المجتمع إذا كان عاجزا عن تطهير ذاته من الفوضى الجنسية أن ينجح بتطهير ذاته من أي احتلال سواء كان إسرائيليا أو غيره؟!
ثم إن مؤسسة القوس تعرّف على نفسها وتقول: (القوس هو حيز مفتوح وذو قاعدة شعبية واسعة ويستوعب ويتلقى ويحتوي ويتفاعل ويشارك في الجهود والطاقات التي تهدف إلى خلخلة أنظمة القمع الجنسي والجندري، وأدوات السيطرة على الجسد والجنسانية من النظام الأبوي والرأسمالي إلى الاستعماري) وفي هذا التعريف اعتراف من مؤسسة القوس أنها تسعى إلى تفكيك مجتمعنا وتجريده من قيمه بادعائها أنها (تهدف إلى خلخلة أنظمة القمع الجنسي والجندري)!! وأنها تسعى إلى تفكيك الأسرة نواة مجتمعنا الأولى بادعائها أنها تدعو إلى التحرر من سيطرة (النظام الأبوي)!! وكي تمرر كل هذه المخططات الهدّامة راحت تدّعي مؤسسة القوس أنها في نفس الوقت تسعى للتحرر من سيطرة النظام (الرأسمالي إلى الاستعماري)!!
وهل الصناديق الداعمة التي تستمد منها مؤسسة القوس المبالغ المالية الطائلة للإنفاق على مكاتبها ونشاطاتها إلا صناديق داعمة رأسمالية واستعمارية؟! فأي مشهد ضحك على الذقون تمارسه على مجتمعنا مؤسسة القوس فهي تدّعي أنها تدعو للتحرر من سيطرة النظام، (الرأسمالي إلى الاستعماري) وفي نفس الوقت تتلقى من صناديقه الداعمة كل ميزانياتها المالية التي تنفقها منذ عام ٢٠٠١ حتى الآن على نفسها؟! كيف ذلك؟! أليس ذلك استغفال لعقولنا واستغلال لمشاعرنا القومية والوطنية؟!
ثم لا تجد حرجا بعد ذلك أن تتباكى مؤسسة القوس على هويتنا وتاريخنا إذ تقول في سياق تعريفها لنفسها (…تطمح القوس إلى العمل على نطاق فلسطين التاريخية دون الاعتراف بالحدود الاستعمارية بالرغم من سياسات التجزئة والفصل العنصري الإسرائيلية التي تهدف إلى تشتيت الشعب الفلسطيني وتشويه هويته وتاريخه)!!
فعن أي هوية وعن أي تاريخ تتحدث مؤسسة القوس؟! وماذا أبقت لشعبنا الفلسطيني من هوية وتاريخ إذا كانت لا تزال تواصل منذ عام ٢٠٠١ فصاعدا إشاعة الفوضى الجنسية فيه والدعوة إلى تفكيك بنائه الاجتماعي وهدم بنائه الأسري؟!
وهل حملت هويتنا أو تاريخنا في يوم من الأيام اعتزازا بالفوضى الجنسية على كافة مشاهد شذوذها وانفلاتها الانحطاطي؟!
ثم تكشف مؤسسة القوس في سياق تعريفها لنفسها عن وجود أربعة مراكز رئيسية لها في كل من حيفا ويافا والقدس ورام- الله. يا للعجب العجاب هل القدس وأكنافها (حيفا ويافا ورام -الله) إلا حاضنة أبدية لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وستبقى كالبحر تلفظ كل وسخ قد يتسلل إليها في لحظة من الزمان سواء كان احتلال كالاحتلال الإسرائيلي وغيره أو كان إشاعات هدّامة مدمرة كهذه الإشاعات التي أقيمت مؤسسة القوس لترويجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى