أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

بعض الجمعيات النسوية (كالمستجير بالرمضاء من النار)

أمية سليمان جبارين (أم البراء)
إن حصاد السنين التي مرت على بعض الجمعيات النسوية تؤكد لكل متابع نبيه أن هذه الجمعيات كان حالها مع الشعارات التي رفعتها حول المرأة (كالمستجير بالرمضاء من النار)!! وكأنها أرادت الانتقال بمجتمعنا من (مجتمع ذكوري وفق ادعائها) إلى (مجتمع أنوثي وفق أطماعها)، ومن (مجتمع رهين القيم وفق ادعائها) إلى (مجتمع منفلت من القيم وفق أطماعها)، ومن (مجتمع أسير التقاليد وفق ادعائها) إلى (مجتمع أسير التقاليد وفق ادعائها) إلى (مجتمع أسير الصناديق الداعمة وفق واقع حالها)!! وحتى لا تظن أي امرأة في الدنيا أنني أبالغ، فسأضع بين يدي الجميع بعض الشواهد من حقل عمل هذا البعض من الجمعيات النسوية أو ممن خالطها عن قرب وتعاون معها في نشاطات جماهيرية شتى أو في مراسلات مع بعض الصناديق الداعمة!! وعلى سبيل المثال هذا الناشط محمد زيدان من بلدة الرينة، والذي عمل بين الأعوام ١٩٩١-٢٠١٨ مديرا عاما في المؤسسة العربية لحقوق الانسان ومسؤولا عن مشروع المرافعة الدولية فيها، ها هو في مقابلة أجراها معه موقع ( عرب ٤٨،) يكشف لنا (أن الكثير من الجمعيات بدأت تلائم نفسها لأجندات التمويل، فمثلا جمعية مثل “مساواة” التي تعني بحقوق الإنسان صارت تعمل بقضايا كثيرة ومختلفة مثل “الثقافة” و”المرأة” و”المدن المختلطة “و” النقب” ) وهذا وفق أقوال زيدان إن هذه الجمعيات المدعومة ذات الأدوار المختلفة بما في ذلك الجمعيات النسوية (بدأت تلائم نفسها لأجندات التمويل) فحتى لو عملت بقضايا فاقعة مثل “الثقافة، “أو “المرأة ” أو “المدن المختلطة” أو “النقب” فإنها تلائم نفسها في كل هذه القضايا الفاقعة لأجندات التمويل!! ومن هي الجهات المهيمنة على أجندات التمويل؟! جوابا على ذلك يقول زيدان في هذه المقابلة: (يعرف الجميع أن الأموال قادمة من أميركا، وليس من صندوق خيري بل من الفدراليات اليهودية الأمريكية، علما أن القضية ليست الحصول على أموال من يهود أميركا فقط، بل في الأجندة أيضا)!! ووفق هذا القول فإن الذي يدعم ماليا هو الذي يفرض أجندته على الجمعية المدعومة!! وهذا يعني أن هذا البعض من الجمعيات النسوية المدعومة لا تعمل وفق أفكار رأسها بل تعمل وفق أفكار الرأس اليهودية الأمريكية!! وهذا يعني أن مقولات “المجتمع الذكوري” وما “يسمى شرف العائلة” والدعوة إلى “إباحة الزنا” والدعوة إلى دعم “المتحولين والمتحولات والشاذين جنسيا والشاذات” إن كل هذه المقولات مفروضة على هذه البعض من الجمعيات النسوية المدعومة من قبل الجهات الداعمة!! ولذلك كان زيدان في غاية الوضوح عندما قال في هذه المقابلة :(ولكن هنا أنت لا تضع أجندة، بل تعمل وفق وفي خدمة أجندة هذه الفدراليات اليهودية)!! فهل هناك أوضح من هذا الوضوح.
لذلك لم أبالغ عندما قلت إن بعض الجمعيات النسوية، (المدعومة طبعا)، ومن حيث تقصد أو لا تقصد، ها هي تنقل (قضية المرأة) من (قضية أسيرة للتقاليد) وفق إدعاء هذه الجمعيات النسوية المدعومة إلى (قضية أسيرة لأجندة الفدراليات اليهودية الداعمة)!! وهل هذا إلا كما قال المثل الفصيح (كالمستجير بالرمضاء من النار)!!
ثم ها هو جعفر فرح مدير مركز “مساواة” الجمعية المدعومة يصرح لصحيفة حيفا بتاريخ 28/11/2019، قائلا: (نتعرض ومنذ فترة لمحاولات ابتزاز تشمل محاولة إجبارنا على تشغيل أشخاص من قبل مجموعة لا تنتمي للعمل الوطني ولا النسوي وتسلقت عليه لأهداف شخصية)!! ثم يقول: (استغل بعضهم الدعم الشعبي، الذي كنا جزءا منه خلال مظاهرة حول حقوق النساء بحيفا يوم 26/9/2019، وقام بعضهم بنهاية المظاهرة بالتشهير ومحاولة الاعتداء الجسدي عليّ وعلى آخرين)!! ثم يقول: (قامت هذه المجموعة لاحقا بكتابة شعارات بذيئة على شبكة “فيسبوك” وعلى جدران مرافق عامة واحتفلوا بهذا الاعتداء بأحد بارات المدينة)!! ثم يقول بعد حديث طويل: (…ومن الواضح أن هناك من يعمل على تنصيب قيادات جديدة على العمل السياسي والاجتماعي والنسوي)!! ثم يقول: (سمعنا خلال الشهر الأخير عن تهديدات بالتشهير بمدراء جمعيات وأعضاء كنيست ومحاضرين وأطباء وصحفيين وفنانين. وتم تهديد فنانات ونسويات ونشرت المجموعة إشاعة عن قائمة شخصيات تنوي تعميمها)!! ثم يقول: (سنواصل وقوفنا إلى جانب قضايا النساء، ولن نقبل أن يتم محاصرة حقوق النساء بمجموعة صغيرة ومنغلقة ومهمشة)!! ثم يقول: (.. ولن نسكت كما يسكت كثيرون في مجتمعنا على آفة العنف التي يمارسها مع مزيد الأسى والحزن، أيضا من يدَّعون الوطنية والنسوية)!!
وفي المقابل ها هي هيئة نسوية أطلقت على نفسها “طالعات” أصدرت بيانا بتاريخ 26/ تشرين أول 2019، قالت فيه: (في نهاية المظاهرة في حيفا واجهت مجموعة من المشاركات والمشاركين مدير مركز مساواة جعفر فرح وطالبته بترك حيز المظاهرة بسبب شبهات تعنيف وتحرش متعددة)!! ثم قالت في بيانها: (تلقت إحدى المشاركات في المظاهرة د.ع اتصالا من مجهول قال لها: “ناديتوا متحرش؟” لورجيكي شو يعني متحرش… إسترجي امشي بشوارع حيفا لحالك)!! ثم قالت فيه: (قامت زوجة جعفر فرح بالتعدي الكلامي وبتوجيه أحط عبارات الشتم بحق إحدى المشاركات في مظاهرتنا س.ب أثناء مشاركتها في مظاهرة أخرى ضد العنف في حيفا بتاريخ 10/4)!! ثم قالت فيه: (…ونؤكد بأن مظاهرتنا خرجت ضد نهج من التعنيف والعربدة والتسلط وعلاقات القوة المتجذرة أيضا داخل بعض مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والتي يعتاش بعض المتنفذين فيها على نهج غياب المحاسبة لمن يمارس العنف داخلها)!!
وأنا لست بصدد البحث في خلفية هذا الصراع بين مدير مؤسسة مساواة جعفر فرح التي تتبنى قضية المرأة وبين الهيئة النسوية طالعات التي تتبنى قضية المرأة. ولكن من سياق ما ورد في بيان كلا الطرفين يُلاحظ احتقان وخفايا واستغلال وتشويه وتصيد!! لدرجة أن جعفر فرح يتهم بعض الجمعيات النسوية في بيانه بممارسة العنف، وفي المقابل فإن هيئة طالعات تتهم جعفر فرح بنفس التهمة مما يشي يجو مشحون لا يعرف ما فيه من أسرار إلا قلة قليلة!!
بناء على ما تقدم كم صدقت الناشطة فرات إبراهيم في تغريدة لها بتاريخ 15/8/2019، عندما قالت فيها: (النسوية المتطرفة خطر كبير على كرامة وإنسانية المرأة، فهي الوجه الثاني للعملة الشيطانية تماما كما الذكورية الداعشية، القامعة، الظالمة النسوية المتطرفة، الإباحية والتي تروج لحرية المرأة والرجل المطلقة بفعل ما يريدون، رامين بعرض الحائط بأن الحرية التي لا تضبطها قواعد وحدود وقيم وقوانين لا تعتبر حرية بل تعتبر انحرافا وانفلاتا أخلاقيا واجتماعيا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى