أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

شعبنا لا يقبل رشوة ولا بيع ذمم

عبد الإله وليد معلواني
شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سواء كان في المثلث أو الجليل أو النقب أو الساحل أو القدس المباركة أو غزة العزة أو الضفة الغربية، هو شعب صامد أصيل لا يقبل الرشوة، ولا بيع الذمم ولا المتاجرة بآلامه وآماله، لذلك كان ولا يزال ينبذ من صفوفه كل راش أو مرتش، سواء كان هذا الراشي أو المرتشي من غيرنا أو حتى من بني جلدتنا، ولا يعيب على شعبنا الفلسطيني في يوم من الأيام وجود بعض الشواذ فيه من قبلوا لأنفسهم دور الراشي أو المرتشي، وكنا ولا زلنا نفتخر بالانتماء إلى هذا الشعب، ولذلك كنا ولا زلنا غيورين عليه، ومثابرين على نصحه حتى يبقى محافظا على ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وحتى يحذر من كل جهة أو شخص يحاولون اختراق صفه وضرب ثوابته واستدراجه نحو الأسرلة أو نحو الأمركة أو فرض فك الارتباط عليه بين نصفه الأول في المثلث والنقب والجليل والساحل، ونصفه الثاني في القدس المباركة وغزة العزة والضفة الغربية.
لذلك كتبنا ناصحين أو منبهين شعبنا الفلسطيني، يوم أن وجدنا من الواجب أن نكتب، فكتبنا لله ثم للتاريخ ثم غيرة على شعبنا في كافة أماكن تواجده، ثم نصرة لثوابتنا وحقنا ودفعا لأي خطر عنا وعن شعبنا، ولأن الكثير من الأوراق اختلطت في هذه الأيام، لدرجة أن الدعوة الى الأسرلة أو الأمركة باتت وجهة نظر، ولدرجة أن تلقّي ملايين الدولارات من صناديق دعم صهيونية أمريكية بات كياسة وشطارة ومفخرة عند البعض، وهم قلة لا تمثل شعبنا، ولدرجة أن القبول بدعم مالي من سلطنة محمد بن زايد عبر خط دحلان الطيبي بات أمرا دارجا ومسكوتا عنه عند البعض، وهم قلة لا تمثل شعبنا، ولدرجة أن هذا البعض القليل من بني جلدتنا يتجرأ على ثوابتنا، وسط هذه الأجواء التي اختلطت فيها الأوراق وراح يدعو الى إشاعة الفوضى الجنسية والشذوذ الجنسي والانحطاط الجنسي فينا أو بشبعنا، أو أن هذا البعض القليل من أبناء شعبنا راح يسمعنا “مراجل” في دغدغة مشاعرنا القومية والوطنية، ولدرجة أن بعضا قليلا آخر من بني جلدتنا واصل على مدار عشرات السنوات اسماعنا شعاراته الداعية الى نبذ الاستعمار والرأسمالية والامبريالية التي تقودها أمريكا، وفجأة قفز في أحضان البيت الأبيض الأمريكي والكونغرس الأمريكي وصناديق الدعم الأمريكي، ويريد منا أن نواصل التصفيق له بحرارة دون توقف، بمعنى أنه يريد من شعبنا أن يواصل التصفيق له بحرارة كما صفق له شعبنا ذات يوم بحرارة عندما أعلن حرب شعارات على الاستعمار والرأسمالية والإمبريالية!!
هي أيام صعبة التي نعيشها الان، وقد اختلط فيها الحابل بالنابل وبات من السهل فيها على البعض تخوين الأمين وتأمين الخائن وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب، وما عاد سهلا على الواحد أن يعيش في هذه الأيام فلسطينيا حرا، وعروبيا حرا، ومسلما حرا.
لكل ذلك، كم نشفق على شعبنا في هذه الأيام، وكم ندعو الله تعالى أن يقوي له بصره وبصيرته حتى يرى الجمر جمرا، وليس تمرا، وحتى يرى التمر تمرا وليس جمرا، وحتى لا يرقص على جراحه أي تاجر شعارات رنانة وبطولات وهمية، ثم لكل ذلك ها نحن نسجل هذه الملاحظات ونضع النقاط على الحروف، بعيدا عن أية شخصانية أو تجريح أو مناكفة أو تخوين أو تكفير قائمة على مجرد الهوى وسلاطة اللسان واعوجاج القلم:
1. سلفا نؤكد أنه لا يقلقنا هل ستتجاوز (القائمة المشتركة) نسبة الحسم أم لا؟! ولا يقلقنا إذا تجاوزت نسبة الحسم كم عدد مقاعد الكنيست التي ستحصل عليها!! لأننا كنا ولا زلنا على قناعة تزداد أن محصلة لعبة الكنيست لا تزال صفرا منذ أن دخل أول عضو كنيست عربي اليها، حتى الآن!! والواجب مقاطعتها لكثرة سلبياتها التي فصّلنا عنها الحديث في مقالات كثيرة!! لذلك يخطئ من يظن أننا نكتب بغية افشال (القائمة المشتركة)؟! فهذا ما خطر على بالنا وما كان في اهتماماتنا في يوم من الأيام.
2. وفق قناعتنا فإن لعبة الكنيست لم تعد مجرد صفرية المحصلة وغارقة في السلبيات، بل تحولت إلى مطية للأسرلة والأمركة ومحاولة فك الارتباط بيننا وبين شعبنا الفلسطيني.
3. لذلك رأينا من الواجب أن نكتب عن لعبة الكنيست بغية تحصين شعبنا من كل مخاطر لعبة الكنيست، ومن اختار لنفسه غير ذلك فهو الذي يتحمل جريرة اختياره ولا يمثلنا إطلاقا.
4. إن تلقي القائمة المشتركة أموالا من صناديق صهيونية أمريكية هي حقيقة مُرة لا يمكن إنكارها، وقد اعتراف بذلك على الأقل الرفيق سامر سويد مدير عام مركز التخطيط البديل والرفيق ثابت أبو راس العامل في “صندوق إبراهيم”.
5. كانت عضو الكنيست عايدة توما سليمان قد اعترفت في لقاء مطول أجرته معها صحيفة كل العرب بتاريخ 7/11/2008، أن جمعيتها (نساء ضد العنف) تتلقى دعما من صناديق داعمة غربية!! وكانت نبيلة اسبنيولي قد اعترفت في لقاء أجرته معها صحيفة حديث الناس بتاريخ 14/4/2008، أن جمعيتها (مركز الطفولة) وكل الجمعيات التي تعرفها تتلقى دعما ماليا من صناديق دعم أمريكية كندية يهودية!!
6. كان عضو الكنيست د. منصور عباس قد اعترف أن هناك أموالا خليجية تأتي من وراء البحار قد عملت على تفسيخ (القائمة المشتركة) يوم أن انشطرت القائمة المشتركة الى نصفين قبل قرابة العام ونصف، وكان يقصد بذلك أموال محمد بن زيد عبر خط دحلان- الطيبي.
7. حتى الآن لم نأت بجديد من عند أنفسنا، فهي اعترافات والاعتراف سيد الأدلة، ولكن ما لاحظناه أنه واكب تلقي هذا الدعم المالي من كافة هذه الصناديق، كثرة زيارات أيمن عودة ثم زيارة عايدة توما سليمان لأمريكا ومؤسساتها الرسمية، مما أضاء لدينا ولكل حر من شعبنا الضوء الأحمر وجعله يتساءل عن هذه الزيارات.
8. واكب تلقي هذه الدعم المالي من كافة هذه الصناديق توصية القائمة المشتركة بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية، ثم إعلان القائمة المشتركة أكثر من مرة أنها ستشارك في تحالف رسمي بقيادة غانتس وحزبه (كاحول –لافان) مما أضاء لدينا ولكل حر من شعبنا الضوء الأحمر وبتنا نتساءل: هل هذه المواقف ثمن لتلقي الدعم من تلك الصناديق.
9. ثم واكب ذلك أن اعلنت القائمة المشتركة عن مطالبها التي قدمت فيها القضايا المطلبية على القضايا الوطنية، مما أضاء لدينا ولكل حر من شعبنا الضوء الاحمر، ورحنا نتساءل بصوت عال: أليست هذه أسرلة؟! أليس هذا إعلان فك ارتباط بيننا وبين شعبنا الفلسطيني.
10. ما قوَّى في داخلنا هذه التساؤلات أن بعض أعضاء الكنيست العرب عن القائمة المشتركة قد صرحوا لنا ولغيرنا أنهم ليسوا راضين عن كل هذه المواقف التي صدرت عن القائمة المشتركة، ومن ضمن هؤلاء غير الراضين من هو من الجبهة والتجمع؟! فما هي حقيقة ما يجري.
11. فصّلنا في كل هذه النقاط في عشرات المقالات خلال الأسابيع الماضية، تحصينا لشعبنا وتوعية له، حتى يعلم ما يدور داخل صفوفه وحوله، وبعد ذلك يعمل كل واحد على شاكلته، ولا يوجد لدينا سلطة على أحد، مع إيماننا الراسخ أنه لا يصح الا الصحيح، ولا يمكن لكل صناديق الدعم التي أشرنا اليها أن تخدع شعبنا.
12. لهذا كتبنا من منطلق أن الكتابة حول القضايا الواردة أعلاه حق لنا وواجب علينا، وإلا أضعنا الأمانة وتحولنا الى شياطين خرساء.
13. مع حرصنا سلفا ألا نكتب بلغة التعميم، فالذي تلقى دعما ماليا من الصناديق التي أشرنا اليها لا يمثل الا نفسه، ولا يمثل شعبنا، لذلك هو الذي تلقى ذاك الدعم وليس شعبنا.
14. ومع حرصنا سلفا ألا نكتب بلهجة حادة قاسية، لأن شعبنا هو شعب الخير والنخوة والمواقف، وقد أثبت ذلك في كثير من محطات حياته، ولعل خيره القادم أكثر مما مضى.
15. لذلك لسنا مع لغة التعميم في تحليل المواقف، ولسنا مع اللهجة الحادة القاسية، وفي الوقت الذي نرفض فيه ذلك، إلا أننا نؤكد لله ثم للتاريخ أن الذي انتهج الشخصنة واللهجة القاسية، كثير ممن يزعمون رفضهم للشخصنة في حين أن منشوراتهم التي تهاجم من ينتقدون أداء القائمة المشتركة وخطابها تنضح بالكثير من الإساءات والألفاظ البذيئة.
16. يا شعبنا انظروا الى الوراء قليلا، ستجدون أن البعض ممن لا تعجبهم اللهجة الحادة في انتقاد أدائهم وخطابهم هم من حاولوا على مدار عشرات السنوات الماضية أن يلصقوا بكل من خالفهم تهم: الرجعية والظلامية والتطرف والارهاب والعمالة لأمريكا وأن يرجموهم بمصطلح: هذا معراخيست!! وهذا قومجي!! وهذا ليكودنك!! وهذا مباينك!! وهذا صهيوني!! ارجعوا الى أرشيف صحيفة الاتحاد تجدوا آلاف الأمثلة على ذلك!
17. ثم ندعوكم أن تراجعوا عدد صحيفة الاتحاد كل يوم جمعة!! هل يخلو عدد منها من الغمز بأركان الإيمان وأحكام الإسلام والمشروع الإسلامي الوسطي الراشد؟! لماذا اعتبر هؤلاء البعض أن هذا الغمز هو من باب حرية الفكر في الوقت الذي أثارت حفيظتهم منشورات يمكن اعتبارها حادة في أسلوب نقدها مع تأكيدنا على ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم واللهجة القاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى