أخبار عاجلةمقالات

الاعتداء الارهابي على أهالي بلدة الجش

المحامي علي حيدر

إنّ الاعتداء الارهابي من قبل ما يسمّى بمجموعات ” تدفيع الثّمن” على أهالي ومقدّسات وممتلكات أهالي بلدة الجش الجليليّة صبيحة هذا اليوم، وذلك من خلال كتابة مقولات عنصرية على المسجد وعلى الجدران، وثقب اطارات لأكثر من 170 سيارة، يعتبر خطوة إضافيّة وحلقة جديدة في مسلسل التّصعيد والاعتداء على المجتمع الفلسطينيّ في الدّاخل. كما أنّه يعتبر ترجمة فعليّة وعمليّة لتصريحات السياسيين ورجال الدّين والاعلام الإسرائيليين المتطرّفة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة على أرض الواقع. فان الخطابات والاقوال تقع على أذان صاغية من قبل شبّان معبئين بالكراهيّة والعنصريّة ويقومون بأخذ زمام المبادرة والاعتداء ليلًا ونهارًا، داخل وخارج الخطّ الاخضر، على مواطنين عزل.

من الواضح أنّ الشرطة لا تقوم بدورها، ولا تلاحق المجرمين، رغم التكرار الكثيف لهذه الاعمال البشعة، في جميع أنحاء الوطن. ولو أرادت الشرطة القضاء على هذه الظاهرة لكانت قامت بذلك منذ زمن بعيد.

باعتقادي، ما يدفع الارهابين على القيام بمثل هذه الأعمال هو الجو العام الفاشيّ في البلاد أضافة الى الكراهيّة والعنصريّة المتجذّرة والّتي يتلقاها هؤلاء الشباب من جهاز التّربية والاعلام والعسكر. كما أنها نتاج لخلافات بين تيارات مختلفة داخل المجتمع الاسرائيلي تسقط تبعاتها على المجتمع الفلسطيني، بالإضافة الى ذلك يسعى هؤلاء المخرّبين الى ترهيب وتخويف المجتمع العربي من جانب، وإشعال فتيل التوترات والاضطرابات بين المواطنين العرب واليهود. أن هذه الاعمال مقصودة ومتعمّدة ومخطّط لها، وهي ليست نتاج صدفة وليست مقصورة على مجموعة صغيرة.

ان استنكار نتنياهو وجانتس هو ذر للرّماذ بالعيون. فرئيس الحكومة الذي يحرّض يوميًّا ضد العرب، (الذي قال قواتنا تهدم بيوت في قلنسوة) ورئيس المعارضة الذي يدّعي أحد أعضاء حزبه البارزين بتفوّق الثقافة اليهوديّة والغربيّة، واستعلاء المجتمع اليهوديّ، يترتّب عليهما محاسبة أنفسهما أولًا.

يجب ألا نصمت إزاء هذه الظّاهرة وألّا نعتبرها أمرًا عاديًّا، بل هي ظاهرة خطيرة جدًا وآخذه بالاتّساع. يجب مواجهتها بشكل جماعيّ ومدروس. على القائمة المشتركة ولجنة رؤساء السلطات المحليّة الحضور الى الجش اليوم وعقد مؤتمر صحفيّ والتّضامن مع السّكان، كما أنّه يجب العمل على إقامة لجان حماية وحراسة في كلّ بلدة وبلدة. ويجب توثيق هذه الممارسات ونشرها في العالم، ويجب إجتثاث ألجذور المؤسّسة للعنصريّة، ونصون حقّنا الاساسيّ أن نعيش بأمان في وطننا. وإذا كان المخربين قد توجهوا للمجتمع اليهودي من خلال دعوتهم اليه بأن “يستيقظ”، ففعلا آن الاوان ان يستيقظ المجتمع اليهودي من استكانته وإسماع صوته ضد هذه الظاهرة والعمل على محاربتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى