أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

رفض صفقة القرن واعتذار (القائمة المشتركة)

طه محمد اغبارية
لقد باتت بنود صفقة القرن واضحة للجميع، وهي خطيرة جدا، وإذا ظلت هناك بنود سرية منها لم يعلن عنها، فهي أخطر مما تم الإعلان عنه من بنودها، وهي في المجمل تعني إلغاء قضية فلسطين، وفرض سيادة المشروع الصهيوني على كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، ومن هضبة الجولان حتى سيناء، والإبقاء على الشعب الفلسطيني في محميات خاضعة مباشرة لسيادة المشروع الصهيوني، حيث لن يكون هناك فرق في حسابات هذه الصفقة بين الناصرة ورام- الله على سبيل المثال، فستبقى الناصرة خاضعة لسيادة المشروع الصهيوني كبلدية تابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، وستبقى رام- الله خاضعة لسيادة المشروع الصهيوني، كجزء من السلطة الفلسطينية التي يجب أن تبقى خاضعة لدائرة الحكم العسكري الإسرائيلي المتحكم بكل دقائق الحياة في السلطة الفلسطينية، ولن يبقى هناك فرق في حسابات هذه الصفقة بين يافا والقدس المباركة، حيث ستبقى خاضعة مباشرة للحكومة الإسرائيلية وشتى وزاراتها، ولن يبقى هناك فرق في حسابات هذه الصفقة بين جامع الجزار في عكا وبين المسجد الأقصى المبارك في القدس المباركة، حيث سيبقى كلاهما خاضعين للحكومة الإسرائيلية وشتى وزاراتها، ولن يبقى هناك شيء في حسابات هذه الصفقة اسمه الاحتلال الإسرائيلي أو القدس المحتلة والمسجد الأقصى المحتل، والضفة الغربية المحتلة ومستوطنات إسرائيلية احتلالية والمستوطنون الإسرائيليون المحتلون، وستتحول المقاومة الفلسطينية سواء كانت شعبية أو غيرها إلى إرهاب في حسابات هذه الصفقة، وستتحول كل الفصائل الفلسطينية سواء كانت في غزة المحاصرة أو الضفة الغربية المحتلة أو القدس المحتلة إلى منظمات إرهابية في حسابات هذه الصفقة، وسيتحول كل إنسان سواء كان فلسطينيا أو مسلما أو عربيا أو أجنبيا يطالب بحق العودة وتحرير القدس والمسجد الأقصى المحتلين وإقامة دولة فلسطينية إلى داعم للإرهاب في حسابات هذه الصفقة!!
باختصار، هذه الصفقة كارثة وأي كارثة على الشعب الفلسطيني والعالم العربي والأمة الإسلامية، أشد من كارثة وعد بلفور وأشد من كارثة قرار التقسيم، لأن كارثتها تساوي كارثة نكبة فلسطين، إن لم تكن أشد.
وحتى لا ننسى يجب أن نعلم أن الرئيس الأمريكي ترامب، قد دعا نتنياهو وغانتس إلى مكتبه في البيت الأبيض قبل أن يعلن عن بنود هذه الصفقة!! وهذا يعني أن غانتس بارك بنود هذه الصفقة كما باركها نتنياهو، ودعم هذه البنود العلنية والسرية في هذه الصفقة كما دعمها نتنياهو وتكفل بالإلتزام بها، والعمل بموجبها إذا تولى منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية كما تكفل نتنياهو بالإلتزام بها والعمل بموجبها، وهذا يعني أن رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم سواء كان نتنياهو او غانتس، ستكون مهمته الأساس تكريس كل جهوده لفرض هذه الصفقة على أرض الواقع بغض النظر عن فعل الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين أو سائر أهل الأرض بما في ذلك (القائمة المشتركة) وأعضائها وجمهور المصوتين لها، ولذلك فإن (القائمة المشتركة) مطالبة هي ورئيسها أيمن عودة وسائر أعضائها الاعتذار فورا لكل الشعب الفلسطيني في كل العالم، فهي (القائمة المشتركة) التي بدأت تتغنى على لسان رئيسها وأعضائها مصرحة أن لا مشكلة لديها ان تتحالف مع حكومة إسرائيلية برئاسة الجنرال غانتس، وهي (القائمة المشتركة) التي أوصت لدى رئيس الدولة الإسرائيلي بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية، وهي (القائمة المشتركة) التي قدمت القضايا المطلبية على القضايا الوطنية فغرقت في الأسرلة عن سبق إصرار، وحاولت أن تجرّ جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني إلى مصيدة الأسرلة عن سبق إصرار، ولذلك فإن (القائمة المشتركة) مطالبة فورا أن تقدّم اعتذارها فورا عن كل هذه الانزلاقات السياسية التي قامت بها والتي سمّتها براعة سياسية ذرا للرماد في عيون جماهيرنا الكادحة!!
كما أن (القائمة المشتركة) مطالبة فورا أن تملك الشجاعة فورا وأن تصرّح فورا أنه لا يمكن التوصية بغانتس رئيسا للحكومة كما لا يمكن التوصية بنتنياهو، لأن كلاهما بات يعد نفسه لتنفيذ (صفقة القرن) بندا بندا، وهو ما التزم به كل منهما للرئيس الأمريكي ترامب، وإذا تجاهلت (القائمة المشتركة) ذلك وظل خطابها ضبابيا، أو ظلت تدّعي أنها لا تزال على أتم الاستعداد للتوصية بغانتس رئيسا للحكومة، أو على أتم الاستعداد للانخراط في حكومة إسرائيلية برئاسة غانتس فهذا يعني أن (القائمة المشتركة)- من حيث تعلم أو لا تعلم- ستساهم في تمرير صفقة القرن، تحت ادّعاء أنها ستتصدى لتصفية القضية الفلسطينية كما قالت ذلك في بيان إعلانها تشكيل قائمتها لانتخابات لعبة الكنيست رقم (23).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى