أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

ما هي العلاقة بين الرئيس الشهيد محمد مرسي وصفقة القرن

د. أنس سليمان أحمد
يجب أن يستوقف كل عاقل قول صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين: إن صفقة القرن بكل تفصيلاتها كان قد عرضها الطرف الإسرائيلي على الطرف الفلسطيني عام 2011م إلا أن الطرف الفلسطيني رفضها رفضاً قاطعاً، حيث أن هذا القول يحمل دلالات كثيرة ويفسر أحداثاً وقعت ما بين عام 2011م وعام 2020م ، ولعل من أبرز هذه الدلالات أن الرئيس الأمريكي ترامب عندما كان لا يزال مرشحاً للرئاسة مقابل هيلاري كلينتون فقد دعمته الحركة الصهيونية بكل إمكانياتها وإشترطت عليه سلفاً أن يفرض بالقوة هذا الاقتراح الذي رفضه الطرف الفلسطيني عام 2011م، إذا ما تولى منصب رئاسة أمريكا، وهذا ما حدث حيث أن ترامب إختار لهذا الاقتراح المرفوض فلسطينيا منذ عام 2011م إسم ” صفقة القرن”، وفرضه كما قد بات معلوماً في مطلع عام 2020م!! ويبدو أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي وافق سلفاً على فرض هذا الإقتراح المرفوض فلسطينياً باسم ” صفقة القرن”!! ولعل ذلك ما يفسر دور الرئيس الروسي بوتين وتدخله في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة كي يضمن فوز ترامب في هذه الانتخابات ويبدو ان هذا الدور كان مطلوباً من بوتين سلفاً من قبل الحركة الصهيونية، وهكذا سقطت هيلاري كلنتون ونجح ترامب في هذه الانتخابات، وهكذا فرضت رئيساً على أمريكا وافق سلفاً على فرض صفقة القرن!! ولعلّ ذلك ما يفسر سبب التوتر الدائم الذي كان بين نتنياهو وأوباما الرئيس الأمريكي الأخير الذي كان ما قبل ترامب، فيبدو ان أوباما رغم إنبطاحه لصالح المؤسسة الإسرائيلية إلا أنه كان رافضاً لصفقة القرن ولنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس!! ويوم أن وُلد الربيع العربي وأخذ بالامتداد حتى وصل إلى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق، ويوم أن نجحت ثورة الربيع العربي في مصر وأنجبت الرئيس محمد مرسي كأول رئيس في تاريخ مصر الحديث أدركت الحركة الصهيونية أن صفقة القرن التي رفضها الطرف الفلسطيني منذ عام 2011م باتت في خطر !! الأمر الذي دفع الحركة الصهيونية بالتعاون مع أمريكا والدولة العميقة في مصر وفي مقدمتها ربيب أمريكا الصحفي محمد حسين هيكل وإرتكاب جريمة الإنقلاب على الشرعية المصرية وعلى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، من أجل ضمان السعي الصهيوني لفرض ” صفقة القرن”، ويوم أن جاؤوا بالسيسي ليفرضه رئيساً على مصر، فقد فرضوا عليه سلفاً أن يتعاون مع الحركة الصهيونية حتى النهاية لفرض صفقة القرن، وهكذا أعطت أمريكا للسيسي الموافقة سلفا ليفعل في مصر ما يشاءـ وهي الكفيلة له بالحماية، إلى جانب الحركة الصهيونية، فكان أن أُرغمت الدولة العميقة في مصر بالسيسي رئيساً لها، وكان أن إرتكب السيسي عشرات المجازر في ميدان رابعة العدوية وغيرها، وكان أن زج السيسي بالرئيس الشرعي محمد مرسي في السجن، وكان أن زج السيسي بالحكومة المصرية الشرعية المنتخبة في مصر، وكان أن زج السيسي بعشرات الآلاف من الإخوان المسلمين في السجن وفي مقدمتهم المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع والمرشد العام السابق محمد مهدي عاكف، ثم قتل السيسي الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بالبث المباشر وهو في قاعة المحكمة، ثم لا يزال السيسي يحاكم المرشد العام محمد بديع، بعد أن فرض الموت البطيء على المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف حتى مات، وهكذا لقي كل من مرسي وعاكف الله تعالى شهيداً، وهذا ما يفسر قول المرشد العام محمد بديع في قاعة المحكمة يوماً : لقد زجوا بنا في السجون لتمرير صفقة القرن!! ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل واصلت الحركة الصهيونية مدعومة بأمريكا وروسيا تهيئة الظروف لتمرير صفقة القرن.
فقاموا بإبراز أدوار بعض الحكام العرب الذين راحوا يضربون يمينا وشمالاً كأنهم دولة عظمى تنافس أمريكا وروسيا والصين، فامتد أذاهم إلى مصر واليمن وليبيا وتونس وسوريا، بل قام البعض منهم محاولة للانقلاب في تركيا لإقصاء الرئيس أردوغان كما تم إقصاء الرئيس الشهيد محمد مرسي، ولفرض سيسي تركي على تركيا، كما تم فرض سيسي مصري على مصر، بهدف أن يكون أجيراً أميناً للإسهام في تمرير صفقة القرن إلى جانب ترامب وبوتين، ثم قامت الحركة الصهيونية مدعومة بأمريكا وروسيا بمرحلة تدمير قيم المجتمع السعودي الإسلامية وتفكيكه تمهيدا لتنحية دور الشعب السعودي إلى جانب تنحية دور كل الشعوب العربية حتى لا تتصدى لصفقة القرن، كما وبدأت مرحلة القضاء على دور العلماء والدعاة الوسطيين في السعودية، وتم إحداث تغيير جذري في رابطة العالم الإسلامي ومجلس التعاون الإسلامي، وهكذا ترأس رابطة العالم الإسلامي ومجلس التعاون الإسلامي من راح يشق الطريق على المكشوف لتمتين علاقة رسمية ومكشوفة بين المؤسسة الإسرائيلية من جهة وبين بعض أعضاء مجلس التعاون من جهة أخرى، وهكذا بدأت الزيارات الملغومة من طرفهم للقدس والمسجد الأقصى المباركين بحماية الاحتلال، وواصلوا أداء هذا الدور بامتياز إلى جانب السيسي المصري، ودحلان الفلسطيني وسائر جنودهم الذين ستسقط أقنعتهم عن وجوههم عما قريب وسيعرفهم الناس على حقيقتهم الخائنة!! وهكذا راحت الحركة الصهيونية مع هذه العناوين التي أعطتها الولاء بالتعاون ليلا ونهارا وسرا وعلانية، ولما ظنوا أن الأجواء باتت مواتية لهم – وفق أهوائهم-أعلنوا عن صفقة القرن!! ولكنهم نسوا قوال الله تعالى: (ومكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى