أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

ردًا على صفقة القرن: كان يا ما كان في قديم الزمان مدينة عريقة عشعشت فيها الغربان

الشيخ كمال خطيب
مساء الثلاثاء الماضي 28/1/2020، وخلال متابعتي للمؤتمر الذي كشف فيه ترامب عن خطته المسماة “صفقة القرن” وأعلن فيها عمّا توافق عليه مع نتنياهو من إعلان القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، والسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، وضم المستوطنات وغور الأردن وغيرها من بنود يراد بها طيّ ملف القضية الفلسطينية وإلى الأبد. لقد نظرت إلى ترامب ونتنياهو وكل منهما كأنه الديك الرومي المنتفش وأمامهما سفراء عُمان والبحرين والإمارات، ممن جاؤوا مشاركين في ذلك الكرنفال، ولكأني بوجوههم الغبراء لا تختلف عن وجه من جلس في مجلس يقوم فيه بعض المارقين باغتصاب أمه، بينما هو يقهقه ملء شدقيه، فكانت هذه الزفرات:
كان يا ما كان، في قديم الزمان، من لدن آدم وحواء، الذي خلقه بيديه وعلّمه الأسماء، إنه آدم أول الآباء، وأبو الأنبياء، فقد بُني في الأرض مسجدان، أخوان شقيقان، بنتهما الملائكة الكرام، في عهد آدم عليه السلام، في مكة بني المسجد الحرام، والمسجد الأقصى في القدس من أرض الشام، وبينهما أربعون عام، كما أجاب المصطفى عليه الصلاة السلام، وقد سئل: “يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة”، ولأنهما المسجدان والحرمان الشريفان إليهما تشد الرحال، فقد جمع الله بينهما في آية واحدة وقال، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
دارت الأيام والسنون، وإلى الشام جاء اليبوسيون، قبائل خرجت من جزيرة العرب، هكذا قال التاريخ وكتب، وفي العام 2500 قبل الميلاد، وضعوا الأساس وغرزوا الأوتاد، فهي يبوس بناها العرب الأجداد.
وخلال مئات وآلاف السنين، وقعت القدس بأيدي غزاة ومحتلين، منهم الفراعنة والفرس واليونانيين، إنهم سبعة عشر احتلال، منهم من قصُر ومنهم من عمّر وطال، وما الاحتلال الإسرائيلي إلا الثامن عشر، يزعُمون أنهم أفضل البشر، ويظنون أنفسهم أنهم احتلال فريد، وما الفرس ولا الصليبيين عنهم ببعيد.
وفي العام 1850 قبل الميلاد، هاجر إليها إبراهيم قبل أن يرزق الأولاد، وكما في الكتب والوثائق، كان يحكمها “ملكي صادق”، ملك عربي، شهم وأبيّ، فأكرم وفادة الخليل إبراهيم، وأعطاه أرضًا فيها يقيم، سميّت مدينة الخليل، تقع جنوب القدس بقليل، ولكي لا ننسى فإنه إبراهيم شيخ الموحدين، ليس من اليهود ولا المسيحيين، {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
ومن ذرية إبراهيم الخليل، كان إسحاق والذبيح اسماعيل، ومن ذرية اسماعيل كان محمد النبي الأكرم، ومن ذرية إسحاق كان يعقوب ويوسف وموسى المكلّم، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.
وفي العام 1650 كانت القصة المشهودة، يوم باع أبناء يعقوب أخاهم بدراهم معدودة، ثم عادوا ورحلوا إليه أجمعين، وخرّوا له ساجدين، وقد أصبح يوسف ملك مصر الأمين، وكان موحدًا من المسلمين.
وفي العام 1220 قبل الميلاد، كلّم الله موسى بالواد {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}، وأخرج من مصر بني إسرائيل، وكان هو القائد والدليل، ومكثوا في سيناء أربعين سنة تائهين، ولم يدخلوا الأرض المقدسة لأن فيها قومًا جبّارين، الفلسطينيون وفقط في زمن داوود وابنه سليمان، رمز التقوى والإيمان، فإنهم مكثوا في يبوس فترة قصيرة، حيث وقعت بينهم خلافات وأحداث مثيرة، فوجودهم في هذه الأرض كان مؤقتًا وعابر، بينما شعبنا هنا كابرًا عن كابر.
وفي العام 585 قبل الميلاد، جاءهم نبوخذ نصّر، فهدم هيكلهم ودمّر، وأخذهم إلى بابل خزايا، عبيدًا وسبايا، وأعادهم إليها كورش ملك فارس، وكان لهم حاميًا وحارس، وفي العام 70 بعد ميلاد المسيح، جاء تيطس الروماني ومن الحقد يصيح، فهدم وأحرق الهيكل من جديد، وأنزل بهم الويل والوعيد، وأقسم بالله وأخذ العهود، ألّا يسكن في القدس بعد اليوم يهود.
ودارت الأيام، وكان مولد خير الأنام، بعد 570 عام، من مولد عيسى نبي السلام، وفي العام الحزين 622 م، عاش الرسول الأمين، ماتت فيه خديجة أم المؤمنين، ومات أبو طالب العم الحنون، كانت معجزة الإسراء، ثم عرج به إلى السماء، من مكة البلد الحرام، إلى القدس مدينة السلام، ليتجدد اللقاء، بين الأخوة الأشقاء، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، المعراج والمسرى.
وفي العام 637 دخل إلى القدس الفاتح عمر، ووقف على الجبل وكبّر، ومن صفرونيوس استلم المفاتيح، والذي كان يندب ويصيح، فقال له عمر ما يبكيك، وأنا لم أُهنكَ ولم أُخزيك، وأنت تعلم أن الأيام دواليك، يوم لك ويوم عليك، فقال صفرونيوس والله ما على زوال ملكي بكيت، ولكن أبكي لأنني عرفت وعلمت، أن ملككم عليها سيظل إلى الأبد، يرقّ ثم يعود ويشتد.
ومن يومها وحكم المسلمين على القدس لم ينقطع، وهو القوي الممتنع، إلا في فترتين، كانتا في الحلق غُصّتين، يوم احتلها الصليبيين، “1099-1187” ويوم احتلها الإسرائيليون، 1967 إلى يومنا هذا، رحل الصليبيون بعد 90 عام، وسيرحل الإسرائيليون مهما طالت الأيام.
بدأت ملامح المرحلة الثانية، مع المؤامرات العاتية، ضد السلطان عبد الحميد، الخليفة العنيد، الذي ظلّ يقاوم ويقاوم، وعلى القدس وفلسطين لم يساوم، وقال فلتمزقني السكاكين، لن أفرّط بأرض المسلمين، وطُرد هرتزل عن الباب، أُخرج أيها الغراب.
و كانت الحرب العالمية، وخسرت فيها الدولة العثمانية، و كان وعد بلفور، “1917” اللورد المأجور، بأن تكون فلسطين لليهود وطن، ولو نزلت بشعبها النكبات والمحن.
وفي العام 1948، كانت النكبة، وفي العام 1967 كانت النكسة، استكملوا احتلال فلسطين، الغرباء المحتلين، يا لفضيحة أدعياء القومية، والوطنية والثورية، فقط في ستة أيام، كأنها الأفلام القدس وغزة، الجولان والضفة!!!
وخلال بضع عقود، تمكن وتجذّر في الأرض اليهود، فأمريكا تمدهم بالسلاح والجنود، وفرنسا بنت لهم في النقب المفاعل، به يرد عوار كل معتد ومتطاول، وفي العام 1979 جاءهم السادات صاغر، وفي العام 1982 احتل شارون بيروت وارتكب المجازر، صبرا وشاتيلا.
وخلال هذا كان شعبنا على الأمل يعيش، بزحف الكتائب والجيوش، لكنه الوهم والسراب، فالجيوش تحمي حدود إسرائيل كالكلاب، ومن شدة الظلم والضجر، في العام 1987 انتفض شعبنا وانفجر، “الانتفاضة الأولى”، وفي العام 1990 قام صدام، واحتل الكويت وليته ما قام، وإذا ببوش الأب، يدعو الرؤساء والملوك العرب، إذا قاتلتم معنا صدام، فبعد الحرب سنعقد مؤتمرًا للسلام، وفعلًا قاتلت مصر وسوريا والحجاز، إلى جانب أمريكا والانجليز، أخطأ صدام واحتل الكويت، وأجرموا هم ودمّروا على أهل العراق البيت.
وبعد الحرب عقد مؤتمر مدريد، شارك فيه كل طاغية وعربيد، وخلال جولات وجولات، وكان شامير ثعلب المفاوضات، وقال سأفاوضهم مئة عام، ولن يخرجوا مني بغير الأحلام، وخلال تلك المفاوضات بدأت تنتشر تسريبات، عن مفاوضات سرية، في أوسلو النرويجية، حيدر عبد الشافي في مدريد، لا يعلم أن أبا مازن في أوسلو يسيد ويميد.
وفي العام 1993 وإذا بالتسريبات تصبح حقيقة، وفي أوسلو توقّع الوثيقة، بين عرفات ورابين، ومن وراء الكواليس أبو مازن ويوسي بيلين، و كان الراعي بيل كلينتون، زعيم العالم من واشنطن.
قالوا أريحا غزة أولًا، ثم باقي الدولة ثانيًا، وبعد خمس سنوات، على القدس ستكون المفاوضات، وتمر أعوام وتتلوها أعوام، ولشعبنا يبيعون الأوهام، والاستيطان يزيد ويزيد، وإلى الأقصى وصل التهديد، ففي العام 2000 كانت الانتفاضة الثانية، دفاعًا عن الأقصى والقدس الغالية، لمّا اقتحم شارون الخسيس، وللأقصى أراد التدنيس.
وفي أمريكا أصبح بوش الابن رئيس، انجيلي صهيوني تعيس، وفي العام 2000 يوم دمّرت في نيويورك العمارتين، وقلت أنا إنها جريمة، لا يقرها دين ولا شريعة، لكنه الإعلان العجيب، أنها حرب الصليب، هكذا قال بوش، وحرك الأساطيل والجيش، احتل العراق وقبلها أفغانستان، ومن شدة الفرح تفرك يديها إيران، فهي المستفيد الأكثر، مما يفعله الشيطان الأكبر!!!
وفي العام 200٣ مات بالسم عرفات، وكثرت الأقاويل والإشاعات، وإن كان هناك إجماع، عمّن اشترى وباع، ولكنها مصالح الأشرار، دفع ثمنها حياته أبو عمّار.
وفي العام 2004 ارتقى إلى العلا شهيد، الشيخ القعيد، أحمد ياسين، حجّة على المتخاذلين، نادى وروحه تصعد إلى السماء، ألا لا نامت أعين الجبناء.
وخلال هذا أصبح في القيادة أبو مازن، وظهرت وثيقة كوبنهاجن، حيث مزيدًا من التنازل، وتضييعًا لحقنا العادل، واستمرت الوعود والأوهام، بإمكانيه تحقيق السلام، فالحياة مفاوضات، كما قال كبير المفاوضين صائب عريقات.
وفي العام 2005 اضطرت إسرائيل للانسحاب، وفي مستعمرات غزة أعملت الخراب، انسحاب من طرف واحد وبلا مفاوضات، بفعل أصحاب المرجلة والبطولات.
وفي العام 2006 جرت في فلسطين انتخابات، وكانت المفاجآت، 67.5٪ من الأصوات لحماس، وأبو مازن وإسرائيل يضربون أخماسًا بأسداس، وبعد عام كانت محاولة الانقلاب، قادها دحلان، ومعه شلّة الزعران، لكن أهل غزة كانوا بالمرصاد، وهرب دحلان ومن معه من الأوغاد.
ومن يومها وغزة في حصار، يحاصرها العملاء والأشرار، لكنها غزة ما هانت، ولا لشرفها الحرة باعت، الجوع ولا الركوع، وعن طريق العزة لا رجوع، وخلال هذا ومع الأسف الشديد، فإنه بيع الأوهام يزيد ويزيد، والأنكى من ذلك فإنه التنسيق الأمني، غلّفوه بالفعل الوطني، وهو في الحقيقة ليس إلا العمالة، والخسة والسفالة.
وخلال هذا والمستوطنات تزيد، والقدس تتعرض للتهويد، والأقصى يتعرض لتقسيم الزمان، تمهيدًا لتقسيم المكان، ولأن للحركة الإسلامية كان شرف الكشف عن أعمال الحفر “1996”، وأطلقنا صرخة الأقصى في خطر، وتشرفنا أننا تقدمنا يوم تأخر غيرنا، وجعلنا قضية الأقصى قضية عالمية، بعد أن كانت قضية فلسطينية، بل قضية فصائلية.
وعقابًا لنا على هذا الدور الجبار، فتنادى العملاء والأشرار، وفي 25/10/2015 كانت قمة اليخت في البحر الأحمر، شارك فيها نتنياهو وبن زايد وبن سلمان والسيسي ودعي إليها جون كيري الأغبر، فكان الإتفاق الأخطر، بإعلان الحظر، وهذا ما كان يوم 17/11/2015.
نهاية العام 2016 فاز ترامب بالانتخابات، وهو المشهور بالفضائح والمعاكسات، عاهر ومراهق زعيم للعالم المنافق، لا مكان للأخلاق ولا للقيم، هيك مزبطة بدها هيك ختم، ومع بداية استلامه الرئاسة، ظهرت مواقف الحماقة والتياسة، الإعلان عن نقل السفارة من تل أبيب، إلى القدس الحبيب.
وكانت هذه مقدمة الإعلان عن صفقة الزمان، أسماها صفقة العصر، ترامب عنوان الشرّ والعهر، واختار لإعداد الصفقة والتقرير، غرينبلات وفريدمان وكوشنير، وثلاثتهم من اليهود الأمريكيين، المخلصين لإسرائيل والداعمين.
لم يتردد صهر كوشنير، بالكشف عن سر خطير، أنه أطلع على الصفقة ثلاثة أشخاص، تافهين وعملاء أنجاس، السيسي وبن زايد وبن سلمان، رموز الشر في هذا الزمان، ولأن ترامب المارق، صديق نتنياهو المرتشي والسارق، فإنه اختار للكشف عن التفاصيل، موعدًا يسبق انتخابات اسرائيل، لتعود على نتنياهو بالفوائد، وليظل لإسرائيل هو القائد.
وكان يوم 28/1/2020 موعدًا للكشف والإعلان، عن صفقة العصر والزمان، ودعي للاحتفال بنيامين، واقفًا لترامب عن اليمين، وراح ترامب يفصّل البنود، كلها في مصلحة اليهود، لم تكن فهلوة ولا شطارة، وإنما وقاحة وحقارة، إنه فعل القوي المستبد، على الضعيف ليس له سند.
وزاد من نشوة بنيامين، وهو ينظر في وجوه الحاضرين، فرأى ثلاثة، كأنهم خشب مسندة، سفراء عُمان والبحرين والإمارات المتحدة، يا للخزي ويا للعار، فضيحة في وضح النهار، مسلمون وعرب، يشهدون على فلسطين كيف تغتصب!!!
كانت الصفقة الشريرة، وبنودها الخطيرة، طعنة لكل الشعب، المسلمين والعرب، لكن محمود عباس، هو أكثر من ضرب أخماسًا بأسداس، لأن حلم الدولة تبدد، وهو يرى المستوطنات تتمدد، يا حسرة على سبعة وعشرين عامًا، من المفاوضات والأوهام، نتنياهو يضم الغور، وهو مثل مصيّفة الغور.
لكنني أقول وأجزم، وبالله العلي العظيم أقسم، أن ما يراه الناس شرّ، فإنني أراه خير، فأبناء شعبنا الآن واثقين، أنه ليس بالمفاوضات تعود فلسطين، وأن ما كان يومًا شك وتخمين، فإنه اليوم عين اليقين، عن خيانة زعماء، وتواطؤ أمراء، كانوا يدّعون القومية والوطنية، وإذا بهم أصل البلية.
وإذا كان ترامب، يستخدم معهم أسلوب الحلْب، فيدفعون صاغرين، مليارات وليس ملايين، وإذا كان ترامب الحقير، يظن أننا أمة شيّعت إلى مثواها الأخير، فإنني أذكّره بالتاريخ والأسفار، وما فعله بنا الصليبيون والتتار، وكيف أننا وبعد هزيمة وذلّ، قمنا في وجه المحتل، فكانت صرختنا، لكل الدنيا أسمعنا، واااإسلاماه، واااقرآناه.
اقرأ يا ترامب، وقلّب صفحات الكتب، لتجد ما قاله يوسف بن تاشفين، بطل من أبطال المسلمين، لألفونسو المغرور، قائد الإسبان المشهور، “يا ألفونسو إن الجواب عندي الذي سترى لا الذي ستسمع” واقرأ يا ترامب الهامل، وأنت بالتاريخ جاهل، ما قاله الخليفة بغداد، لأمثالك من الأوغاد، “من خليفة المسلمين المعتصم إلى كلب الروم……”.
نتنياهو وترامب، ورموز في الظلم والكذب، قريبًا ستدركون، أنكم بشعوبكم تقامرون، وإن صفقتكم إلى المزابل، لأن تطبيقها غير قابل، وستتفاجأون أكثر، بنهاية الزمن الأصفر زمن الخونة والرويبضات، من الحكام والزعامات، وإذا كنتم تآمرتم على الربيع العربي، فاستعدوا للشتاء الإسلامي.
نتنياهو وترامب العاهر، السيسي وبن زايد وبن سلمان الداشر، أحد بنود صفقتكم يقول، إن المسجد الأقصى ومسرى الرسول، الصلاة فيه لكل الناس، من الأديان والأجناس، ونحن نقول أن الأقصى فقط للمسلمين، وليس لليهود المدنّسين، لا حق لهم ولو في ذرة تراب واحدة، كله لنا فوق الأرض وتحتها وحتى السماء السابعة.
وأما القدس يا هؤلاء، فإنها مدينة الإسراء، مهد المسيح بن مريم العذراء، ومهاجر إبراهيم شيخ الأنبياء، أنتم تقولون، وبأفواهكم تتشدقون، أنها العاصمة الموحدة الأبدية، للدولة العبرية، ونحن نقول، ما قال الله والرسول، أن القدس ستكون العاصمة لدولة الخلافة القادمة، هكذا قال الله في القرآن، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، وهكذا قال المصطفى العدنان، “لا تزال طائفة من أمتي على الحق قائمين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذل. قالوا: أين هم يا رسول الله؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.
وانتظروا إنّا منتظرون، وإن غدًا لناظره قريب، ترامب وعد والله جل جلاله وعد، والله أوفى بالوعد {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
نحن إلى الفرج أقرب، فأبشروا وقولوا ياااااااااااااااااا رب.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى