أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

القائمة المشتركة بين الاستفراد والاستبداد

صحيفة المدينة
لا يحق لنا أن نفرض موقفنا على الآخر من جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني مهما كنا مقتنعين بصوابية هذا الموقف، وفي نفس الوقت نرفض أن يفرض علينا الآخر من هذه الجماهير موقفه مهما كان مقتنعا بصوابية موقفه، سواء كان هذا الآخر فردا أو حركة أو حزبا أو قائمة، وفي الوقت الذي يملك فيه هذا الآخر حق نقد مواقفنا، فإننا نملك حق نقد هذا الآخر ملتزمين بأدب النقد بعيدا عن التجريح أو التسطيح أو التخوين أو التكفير هكذا جزافا ومناكفة، وعلى هذا الأساس نقول علانية وبوضوح إن من حق (القائمة المشتركة)- مبدئيا- أن تؤكد وجودها، وأن تعلن عن برنامج عملها، وأن تسعى إلى جماهيرنا الكادحة لتلتف من حولها، وفي المقابل من حقنا نقدها، ونقد برنامج عملها ونقد خطابها ونقد أعضائها، فلا نحن معصومون ولا هي معصومة، وعلى هذا الأساس وفي هذه اللحظات المصيرية التي تمر على جماهيرنا الكادحة ما قبل انتخابات لعبة الكنيست رقم (23) وما بعدها نؤكد على ما يلي:
حتى وإن بقيت (القائمة المشتركة) هي القائمة الوحيدة التي تخوض انتخابات لعبة الكنيست رقم (23) من بين جماهيرنا الكادحة إلا أن هذا (الاستفراد)-على اعتبار أنها القائمة الوحيدة-لا يخوّل (القائمة المشتركة) ولا يخول أحدا من أعضائها أن يدّعون أنها باتت بسبب هذا (الاستفراد) تمثل (المجتمع العربي) في الداخل الفلسطيني، وهذا ما نقلته صحيفة المسار بتاريخ 17/1/2020 حيث قالت على لسان رئيس كتلة القائمة المشتركة الطيبي خلال تقديم القائمة المشتركة أوراقها: (القائمة المشتركة تمثل المجتمع العربي في الكنيست..) وهو قول غير صحيح لا نعترف به، بل نقول صراحة ووضوح: (القائمة المشتركة) لا تمثل إلا جمهور ناخبيها فقط، ولأننا لسنا من جمهور ناخبيها ولن نكون فهي لا تمثّلنا إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد، ولا تمثلنا مواقفها ولا خطابها ولا برنامج عملها.
نحذّر سلفا كل جماهيرنا الكادحة من خطورة هذا القول الذي نقلته صحيفة المسار عن لسان الطيبي، فهو قول يحمل ما بين السطور القفز على لجنة المتابعة العليا التي هي الجسم الوحيد الذي يمثّلنا كمجتمع عربي فلسطيني في الداخل الفلسطيني.
وقول الطيبي خطير لأنه فيه نغمة (الإستفراد) بجماهيرنا الكادحة وكأنه لا يجوز أن يمثّل هذه الجماهير في لعبة الكنيست إلا (القائمة المشتركة)!! مع التأكيد أننا نرفض مبدئيا لعبة الكنيست وندعو كل جماهيرنا إلى مقاطعتها.
وقول الطيبي خطير لأنه لا يحمل نغمة (الإستفراد) بجماهيرنا الكادحة فقط، بل يحمل نغمة (الاستبداد) بمعنى أن (القائمة المشتركة) بما أنها باتت الوحيدة التي تشارك في لعبة الكنيست من بين جماهيرنا الكادحة، فإن هذه الجماهير ملزمة أن تدعمها سلفا، وأن توافق سلفا على مواقفها وخطابها وبرنامج عملها، وهو قمة (الإستبداد) الذي نرفضه مبدئيا ونصرخ في وجه أنصاره- سواء قلّوا أو كثروا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
وإن ممّا يقلقنا أكثر أن يحاول بعض أعضاء (القائمة المشتركة) إظهار أنفسهم على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي والعالمي أنهم الجسم الوحيد الذي يمثل جماهيرنا الكادحة في كل مسيرة حياة هذه الجماهير على اعتبار أن (القائمة المشتركة) هي الوحيدة من بين هذه الجماهير التي باتت تخوض لعبة الكنيست، وهي كارثة لا حدود لها، ونرفضها سلفا، ونعلن مرة بعد مرة أننا لا نعترف بالقائمة المشتركة وهي لا تمثلنا على كل صعيد محلي وفلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي. ونقول للقاصي والداني في كل الأرض أن المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني ليس كله (القائمة المشتركة) وليس كله يدعمها، وليس كله رضي لنفسه أن ينخرط في لعبة الكنيست الصفرية التي قد تتحول في الأيام القادمة من الكنيست الصفرية إلى كنيست ما دون الصفر، ومن كنيست تجميل الوجه القبيح للمؤسسة الإسرائيلية إلى كنيست الأسرلة والانخراط في المؤسسة الإسرائيلية من بوابة التحالف مع الجنرال العسكري غانتس وسائر ما يحيط به من جنرالات عسكريين أمثال يعلون وأشكنازي ممن لا تزال جرائم الحرب التي ارتكبوها في حق شعبنا الفلسطيني تطاردهم في كل أصقاع الأرض، ولا وألف لا لمنح هؤلاء الجنرالات الذين باتوا مطاردين عالميا صكوك غفران من (القائمة المشتركة) ثم الإدّعاء الاستفرادي والاستبدادي بعد ذلك أن صكوك الغفران هذه ليست باسم القائمة المشتركة فقط، بل باسم كل جماهيرنا الكادحة!! ولا وألف لا ان نكون شهود زور في يوم من الأيام.
نعم لا وألف لا لصكوك الغفران هذه، فنحن وغالبية جماهيرنا الكادحة نرفض مبدئيا صكوك الغفران هذه، ونرفض أن تلطخ تاريخ وحاضر ومستقبل جماهيرنا الكادحة، ونرفض أن تعلقها (القائمة المشتركة) على صدر كل من الجنرالات العسكريين المطلوبين للعدالة: غانتس ويعلون وأشكنازي باسم جماهيرنا الكادحة، بل نؤكد أننا نحن غالبية هذه الجماهير لا زلنا نرفض مبدئيا لعبة الكنيست، ولا زلنا متمسكين مبدئيا بالبديل الوطني لكل هرطقات لعبة الكنيست.
لأننا نحن وغالبية جماهيرنا الكادحة كذلك، فنحن نعلن بوضوح وعلانية أننا بريئون من لعبة الكنيست أصلا، وبريؤون من مواقف القائمة المشتركة وخطابها المهرول نحو الأسرلة، وبرئيون من خط الأسرلة الذي استباحته لنفسها (القائمة المشتركة)، وبرئيون من نغمة الاستفراد والاستبداد التي تحاول (القائمة المشتركة) فرضها محليا وعالميا على جماهيرنا الكادحة، وبرئيون من كل الادعاءات والأوهام التي تحاول بواسطتها (القائمة المشتركة) شرعنة هرولتها نحو الأسرلة، ولن نقبل لأنفسنا أو لجماهيرنا الكادحة أن نكون في يوم من الأيام أسرى للأفيون السياسي الذي تحاول كثير من أصوات القائمة المشتركة إشاعته بين جماهيرنا الكادحة مدّعية أنها اختارت خط الأسرلة والتحالف مع جنرالات الحرب بغية تحقيق الإنجازات لصالح مجتمعنا وبلداتنا في الداخل الفلسطيني.
نحن الذين أعلنا ما ورد أعلاه لا زلنا نؤكد أننا نرفض مبدئيا لعبة الكنيست وما يدور في فلكها من حراكات وهمية ومستهجنة وخطيرة، لأننا كنا وسنبقى متمسكين بثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية بعامة، ومتمسكين بثوابتنا الوطنية والسياسية بخاصة على صعيد الداخل الفلسطيني، وسنبقى مع مسيرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة والمنتصرة، وسنبقى مع قضية القدس والمسجد الأقصى المباركين، وسنبقى مع قضايا أرضنا وأوقافنا ومقدساتنا وكل هموم جماهيرنا في كل الداخل الفلسطيني، وسنبقى مع قضايا حق العودة وحق المهجّرين والشهداء وأسرى الحرية، ومع حقنا الحضاري والتاريخي في كل شبر من أرضنا حتى يأتي أمر الله تعالى لا نتزحزح عن كل هذه الأصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى