مظاهرات غاضبة بغزة.. حماس والجهاد تشاركان باجتماع رام الله
تظاهر آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، في قطاع غزة؛ رفضا واستنكارا لعزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرض خطته الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والمعروفة بـ”صفقة القرن”.
وأطلق المتظاهرون الغاضبون في مسيرة حاشدة وسط مدينة غزة تحت شعار “صفقة القرن لن تمر”، دعت إليها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار والقوى الوطنية والإسلامية، هتافات رافضة ومنددة بهذه الصفقة المشبوهة وبالرئيس الأمريكي؛ والتي تسعى الإدارة الأمريكية من خلالها بالتعاون مع بعض الأطراف العربية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وردد المشاركون في وقفة أخرى دعت إليها اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين (التابعة لمنظمة التحرير) بمخيم الشاطئ غربي غزة، هتافات تندد بالسياسات الأمريكية والإسرائيلية، وتطالب بـ”إسقاط صفقة القرن”.
حماس والجهاد تشاركان باجتماع “رام الله”
وفي كلمة لحركة “حماس”، ثمن القيادي بالحركة، خليل الحيةـ دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقاء وطني في رام الله.
ومساء الاثنين، دعا عباس، القيادة الفلسطينية إلى اجتماع عاجل، لمواجهة إعلان الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن.
وأكد الحية، خلال الكلمة، على مشاركة حركته في الاجتماع الطارئ برام الله، مضيفا “هذا الاجتماع مهم لكنه غير كافٍ، ويجب أن يعقبه اجتماعات ولقاءات للاتفاق على استراتيجيات واضحة”.
وأضاف: “شعبنا موحد عند الملمات، وفي وجه الاحتلال كبندقية واحدة وثورة واحدة. المشهد الوحدوي هو أول مسمار في نعش هذه الصفقة، عندما نكون موحدين لن يجرؤ ترامب ولا غيره أن يعتدي على حقوقنا”.
ونوه إلى أن ” ترامب يظن أنه يمكن في غفلة من التاريخ أن يمرر صفقة تنهي القضية الفلسطينية، وأن يمرر إجراءات يمكن من خلالها شطب حق العودة، أو يلتهم أرضنا”.
من جانبه، أكد أيضا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، خلال كلمة في المظاهرات، على “مشاركة حركته في اجتماع الفصائل المقرر عقده في رام الله مساء اليوم لبحث آليات العمل لمواجهة صفقة ترامب”.
أهمية الغضب الشعبي
وحول أهمية ورسالة هذه المظاهرات، أوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، طلال أبو ظريفة، أن “هذه المسيرات، هي في إطار الفعل الجماهيري الوطني الواحد والموحد الذي يعبر عن رفضه لصفقة القرن”.
وأشار في تصريح صحفي، أن “الحركة الجماهيرية هي الأقوى تعبيرا عن السخط والرفض الفلسطيني لهذه الصفقة؛ التي تشكل عدوانا على الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولهذا أردنا أن نوصل رسالتنا للعالم أجمع، عبر الوحدة التي تتجسد في الميدان من خلال مشاركة كافة القوى الوطنية والإسلامية، بأن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة هذه الصفقة”.
ونبه أبو ظريفة، أن “العالم مطالب بوقف عدوان الولايات المتحدة الأمريكية على حقوق شعبنا، لأن سلوكها يتناقض من قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الحقوق الثابتة لشعبنا<؛ حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وبين أنه "في حال أصرت واشنطن على هذه الصفقة، فهي تضع المنطقة كلها على حافة بركان ستكون له نتائج وتداعيات على المنطقة برمتها، ولهذا مطلوب من الدول العربية والإسلامية والإقليمية، لأن صفقة القرن ستتجاوز تأثيراتها حدود القضية الفلسطينية لتشمل منطقة الشرق الأوسط". وأكد القيادي الفلسطيني، أن جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ستشارك في المسيرات والفعاليات الرافضة للصفقة الأمريكية، منوها أنه "سيتم التنسيق مع الأخوة في الضفة الغربية المحتلة، لنجعل من اليوم ويوم غد، أيام غضب في وجه الاحتلال والإدارة الأمريكية". وحول جدوى هذه الفعاليات في ظل استمرار الاحتلال في مشاريعه المختلفة بدعم من أمريكا على طريق تصفية القضية والحقوق الفلسطينية، قال: "الفعل الجماهيري بحاجة إلى غطاء سياسي يخدم هذه التحركات، والمتمثل في قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني التي تشمل؛ سحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني". وتابع: "كما يجب التحلل من اتفاق باريس الاقتصادي، عدم الرهان على ما تبقى من اتفاق أوسلو، مغادرة سياسية الانتظار والمفاوضات كخيار وحيد، وفتح الآفاق أمام المقاومة الشعبية بأشكالها المتعددة، وصولا إلى انتفاضة تفضي إلى عيصان وطني شامل في وجود الاحتلال". وكل ما سبق بحسب أبو ظريفة "يحتاج إلى وحدة وطنية فلسطينية، ومن هنا تبرز أهمية الدعوة إلى عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير على مستوى قيادي مقرر، من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ومن ثم الانتقال إلى خوض معركة في المؤسسات الدولية مع الاحتلال والإدارة الأمريكية؛ سواء في محكمة الجنايات الدولية أو عبر توسيع المقاطعة، والعمل على وقف التطبيع مع الاحتلال وغيرها من الخطوات". وحول جدوى المراهنة على دعم الدول العربية في إجهاض "صفقة القرن" في الوقت الذي ترددت أنباء حول تمويل بعض دول الخليج لهذه الصفقة، وذكر أن "على المؤسسة الرسمية العربية أن تدرك أن هذه الصفقة، ستعمل على إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط لخدمة مصالح الاحتلال والولايات المتحدة"، مطالبا الدول العربية بـ"عدم تقديم أي شكل من أشكال الغطاء لهذه الصفقة؛ لا غطاء سياسي ولا مالي ولا قانوني".



