أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أبو محمد (يحيى السوطري) صاحب القلب الكبير

الدكتور حكمت نعامنه
يحيى السوطري، أبو محمد. عرفتُه صاحب البسطة المتواضعة الثريّة في سوق الناصرة قرب مسجد شهاب الدين… يعرض الكتب وأشرطة المسجلات… بسطته لم تكن عادية. فصوت القرآن ينبعث منها بأجمل القراءات وأحسنها…جمعت قلوب المارة حولها..
يقرأ الكتب ويعرضها على المارة في مدخل سوق الناصرة العريق، وقد زيَّن بسطته بابتسامته ورحابة صدره وحبه للناس….
عندما احتجنا رجالا يشرفون على مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك كان أبو محمد هو العنوان… بصدقه وحبه للمسجد الأقصى المبارك وإخلاصه لدعوته ودماثة أخلاقه…
أبو محمد هادئ، يعمل بصمت، قلبه يتسع للجميع، جامعٌ للناس، متواضعٌ، وقد أحبه كل من عرفه… استطاع أن ينشر روح الأخوّة الصادقة بين أهل الأقصى من الداخل الفلسطيني وأهلنا في القدس… ولم تثنه الملاحقات والإبعاد والتهديد عن واجبه… نجح في مهمته على أكمل وجه…
عندما حظرت المؤسسة الإسرائيلية الظالمة مؤسسة عمارة الأقصى، وبعدها الحركة الإسلامية وأكثر من ثلاثين مؤسسة أهلية… استمر في العطاء ولم يتوقف… لأنه أيقن أن خدمة هذا الدين وشد الرحال إلى المسجد الأقصى ليست مؤسسات او أطر إنما هي عقيدة لا تنازل عنها أبدا.
في ليلة 30/10/2016 اقتحمت بيوتنا قوات من أذرع الترويع في المؤسسة الإسرائيلية يقودها مسؤولو المخابرات… واعتُقلت مجموعة أغلبيتهم في العقد السادس والسابع، وكنت أنا أصغرهم سنا…
وكانت التهمة: أعضاء في تنظيم محظور… طيب شو التنظيم؟ وشو بعمل التنظيم؟ مختصر الكلام، وبعد 28 يوما من التحقيقات، وجلسات محاكم وتنقلات في البوسطة لا تحصى… كانت التهمة: الأقصى!! والمطلوب؟؟؟؟ الابتعاد عن المسجد الأقصى! والحل الذي أرادوه؟ أن تقولوا إن لليهود حقا في المسجد الأقصى… الجواب كان وما يزال: نحن لا نعطي، وإنما الله تعالى هو الذي أعطى هذا الحق خالصاً للمسلمين… فمن نكون نحن حتى نقول؟ …
انتهى الأمر هنا!! فلا تنازلات… وكانت العقوبة هي السجن… ثم المطاردات والتضييق والاستهداف بكل الوسائل حتى لحظة كتابة هذه السطور…
السجن وظلامه وظلمه لا يثنى الرجال عن الحق والانتصار له… لم يفارق الكتاب يد أبي محمد الذي عشق القراءة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم…
وقد قيل: كبير القوم خادمهم … فكان أبو محمد دائما يسارع في خدمة إخوانه… صغارا وكبارا. كم أسعدنا أبو محمد بإعداده الحلويات من أبسط المكونات والإمكانيات في السجن!! فقد كان في ما مضى صاحب مخبز للكعك والخبز في الناصرة… ولا ننسى لطائفه ومواعظه التي رفعت من همتنا وزادتنا ثباتا… أبو محمد كان خير رفيق في السجن وخارجه، كالأب الحنون والأخ الصدوق…
دخلنا السجن أربعة: أبو مجدي وأبو وائل وأبو محمد وأنا… وخرجنا ثلاثة وننتظر رابعنا أبا محمد لاستقباله في ٣١/٠١/٢٠.
طبعا قضية عشاق الأقصى لم تنتهِ هنا. فكان من اعتقل قبلنا وبعدنا… ومن يحاكم ويطارد ويضيق عليه… ولن تنتهي حتى انتهاء الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك.

الأسير يحيى سوطري
الأسير يحيى سوطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى