أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

إبعاد الشيخ عكرمة صبري اعتداء على الامة

توفيق محمد
الشيخ الدكتور عكرمة صبري يمثل في ثباته ويقينه ودفاعه عن المسجد الأقصى المبارك وعن مدينة القدس المباركة كل المسلمين في أنحاء المعمورة وليس المقدسيين أو الفلسطينيين أو العرب فحسب.
الشيخ الدكتور عكرمة صبري الذي تجاوز الثمانين عاما كان بإمكانه البقاء في بيته والتنعم بتقاعده بين أولاده وأحفاده كسائر الناس، لكنها همة الكبار الذين يأبون أن تنتهك حرمة المسجد الأقصى وهو يتنعم على فراش الراحة، بل هو يرى ان راحته هناك في محراب وعلى منبر المسجد الأقصى وبين أبنائه وأحبابه احباب المسجد الأقصى تحت حبات المطر وبرد القدس اللاسع الذي يدفئ قلبه وروحه ويغذيه بأسباب القوة والاستمرار.
إن مجرد استدعاء الشيخ الدكتور عكرمة صبري للتحقيق حول صلاته ودفاعه ومواقفه المشرفة من المسجد الأقصى المبارك الذي هو خطيبه يعتبر اعتداء على كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
إن أبعاد الشيخ الدكتور عكرمة صبري عن المسجد الأقصى المبارك لساعة واحدة هي خطوة تعسفية وغير شرعية فما بالك ان كان الابعاد لإسبوع، علما ان المسألة في مبدئيتها وليس في مدتها، اي في مسألة الإبعاد عن الأقصى وليس في مسألة مدة الابعاد، إذ المسجد الأقصى يقع تحت الاحتلال، والاحتلال غير شرعي ولا يملك سيادة على المسجد الأقصى حتى يستدعي خطيبه ورواده وأحبابه للتحقيق معهم، ناهيك عن اصدار أوامر ابعادهم عنه، وان اقتياد احباب الأقصى الى غرف التحقيق انما يفرضها عليهم منطق القوة الاحتلالية الباطشة وليس منطق السيادة، ومسألة السيادة هي مسألة خارج الدوائر الإسرائيلية الاحتلالية، وهو –أي الأقصى- تحت الرعاية الأردنية الهاشمية، وكل ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى انما هو انتهاك للرعاية الأردنية الهاشمية له، وانتهاك للحق الفلسطيني العربي الإسلامي فيه.
إن الاحتلال الإسرائيلي يتعاطى مع المسجد الأقصى المبارك وفق منهجية احتلالية قسرية واضحة تقضي بتنفيذ مخططاته وأحلامه وفق سياسة التقدم خطوة خطوة نحو هدفه النهائي، فبعد أن فرض الاقتحامات اليومية التي يقوم بها مندوبوه للمسجد الأقصى المبارك، وبعد أن أبعد العشرات من أحبابه ومن حراسه أقدم على إبعاد رئيس مجلس الأوقاف فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب في مطلع السنة الماضية، وها هو اليوم يقدم اليوم على إبعاد الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا عن المسجد الأقصى.
ولا شك ان الاحتلال الإسرائيلي يتجرأ على ذلك مدعوما بحالة الترهل العربي المخزي الذي بلغ أوجه بمواقف دول عربية تعتبر اليوم مركزية في السياسية العربية ليس لأهميتها بقدر ما للمال الذي تملكه من بريق في إبهار العيون الجائعة التي تسجد للمال وتبيع لقاءه الشرف والعزة والكرامة والأوطان.

الشرف والعرض والفضيلة أعز ما نملك
أعلم أن المصطلحات أعلاه باتت في عرف بعض الجمعيات والمؤسسات والنسويات من الذكور والإناث في حكم الماضي الرجعي الذي يتأففون منه تماما كما يتأفف 99% من مجتمعنا من هذه المخلوقات التي بات الشرف والفضيلة والعرض لا يهمهم، ولا يعنيهم، بقدر ما تعنيهم شعارات كل واحد وواحده حر بجسده وعلاقاته حتى ولو كان متزوجا، وباتت تلك المخلوقات تتغنى بحرية الإباحية الجنسية سواء كانت بين الذكور والذكور أو بين الإناث والإناث أو بين الذكور والإناث.
هذه الأصوات النشاز كانت حتى ما قبل سنوات قليلة ربما لا تتعدى الأربع سنوات تصدر بياناتها الممولة من أعداء أمتنا العربية والإسلامية وشعبنا الفلسطيني على خجل واستحياء، لكنها اليوم أصبحت تخرج الى الشارع للتظاهر والمطالبة بالحرية الجندرية والجنسية وباتت لا تستحي ولا تخجل ولا تشعر أنها تقدم على كبيرة ورذيلة من
أشنع الرذائل التي عرفتها المجتمعات البشرية منذ الخليقة، وباتت تتلقى دعما من بعض أرباب دكاكين الوطنية ومشتقاتها، وهم ربما لا يعلمون أنهم يسوقون برامج الماسونية فهذا الزعيم الماسوني “دور فويل يقول”:” ليس الزنا بإثم في شريعة الطبيعة، ولو بقي البشر على سذاجة طبيعتهم لكانت النساء كلهن مشتركات بينهم”، وباتت بعض المؤسسات الرسمية في مجتمعنا تدعو فرق الرقص الخليع والماجن لتقديم عروضها في مراكزها ومنتدياتها بدعوى الحرية والانفتاح والصوت الآخر والذوق الآخر.
دائما يجب ان تقال الحقيقة ويجب ان نجهر بالحق دون خوف أو وجل أو مهادنة لأنه لا مجال للمهادنة في العقيدة بتاتا ولا مجال للمهادنة في قيم الفضيلة والشرف باسم الواقعية والسياسة وقبول الآخر وقبول المختلف، والآخر هو أنا، وغير ذلك من المصطلحات الدخيلة التي دمرت نسيج الفضيلة والشرف في مجتمعاتنا.
الشرف قيمة عليا، والفضيلة قيمة عليا، والزنا رذيلة، والشذوذ الجنسي سواء بين الذكور والذكور أو بين الإناث والإناث هو رذيلة مقرفة، ومن يدافعون عنهم باسم الوطن والوطنية ومن يسكتون عنهم باسم الواقعية والفهم السياسي عليهم مراجعة وطنيتهم وواقعيتهم لأنهم يساهمون بتدمير حصون المجتمع والوطن من حيث يعلمون أو لا يعلمون. هكذا يجب أن تقال الأمور وهكذا يجب أن تفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى