أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

تعذيب إسرائيلي عنيف لأسير فلسطيني

بقع غامقة في أنحاء جسده، آثار خنق في الرقبة، نتف في شعر الذقن والرأس، علامات ضرب عنيف على الأطراف والأصابع، هذا ما أظهرته صور حصلت عليها عائلة الأسير الفلسطيني وليد حناتشة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بعد شهرين من تعرضه للتعذيب في مركز تحقيق المسكوبية الإسرائيلي.

وتلقت العائلة الصور من طبيب مركز المسكوبية، بعد أن طلبت محكمة عوفر الإسرائيلية نقله للتصوير الطبي على إثر وصوله إلى إحدى جلساتها محمولا من السجانين نتيجة التعذيب الشديد.

والتقت الزوجة بيان حناتشة بزوجها بعد خمسين يوما من التحقيق معه، عندما أحضر إلى محكمة عوفر العسكرية يوم الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقالت في حديث معها “شاهدت رجلا سبعينيا لم أتعرف عليه للوهلة الأولى.. كان في حالة غريبة، عيونه غائرة، ولحيته منتوفه وكذلك شعر رأسه، وكدمات زرقاء على رقبته، كان الشيب قد غطى رأسه وذقنه”، ثم أضافت “لم أصدق أنه زوجي الذي دخل الخمسين من عمره حديثا”.

واعتُقل حناتشة في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضمن حملة اعتقالات طالت عشرات الناشطين والعاملين في القطاع الأهلي وطلبة الجامعات، ووجه الاحتلال له تهمة العضوية في خلية للجبهة الشعبية نفذت عملية تفجير عبوة ناسفة عن بُعد قرب عين بوبين غرب رام الله في أغسطس/آب الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطِنة إسرائيلية وإصابة اثنين من عائلتها.

وفي حين أعلن الاحتلال أن خمسين فلسطينيا جرى التحقيق معهم على هذه الخلفية، قالت مؤسسة الضمير إن معظم المعتقلين تعرضوا لتعذيب عنيف لفترات طويلة بينهم ذكور وإناث، وإن 17 معتقلا منهم تعرضوا لتحقيق عسكري يتيح استخدام التعذيب الاستثنائي لانتزاع الاعترافات.

وقالت زوجة حناتشة التي سمح لها بلقائه لدقيقتين فقط بعد خمسين يوما من التحقيق معه، إنه تحدث بصوت مبحوح “بسبب تعرّضه للخنق”، وقد كانت الكدمات ظاهرة على رقبته ورأسه، واستطاع الوقوف فقط بالاستناد إلى جدار المحكمة.

وقالت إن أحد المحققين كان يجلس على بطنه بينما يقوم آخر بخنقه. ورغم معاناته من “انزلاق غضروفي ظهره”، أصيب حناتشة خلال التحقيق بالشلل وفقد القدرة على الحركة بسبب الضرب العنيف على ظهره، وكان يتنقل على كرسي متحرك.

في إحدى المرات كما علمت عائلته، أدخل وليد حناتشة إلى المحكمة محمولا من السجانين، وعندما استفسر القاضي عن ذلك، قال إنه يتعرض لتعذيب شديد وفقد القدرة على المشي، ونزع ملابسه لتظهر آثار التعذيب على صدره وجسده.

وقال حناتشة لزوجته “كنت أفقد الوعي ثم يرشق الماء البارد على جسدي فأصحو ليكملوا الضرب العنيف، هكذا شعرت بأنني متّ فعلا ثلاث مرات على الأقل”.

تواطؤ المحكمة
قالت الزوجة إن المحكمة الإسرائيلية العليا كانت متواطئة في التغطية على تعذيب حناتشة. فبعدما اطلعت على تقارير أمنية حول أساليب التحقيق التي يتعرض لها، أصدرت قرارا سرّيا لا يُسمح للمحامي بالاطلاع عليه وسمحت للمحققين باستكمال مهمتهم معه.

حتى اليوم، ما زال حناتشة موقوفا في سجن عوفر، وتقول زوجته إن وضعه الصحي سيئ للغاية بسبب تعرضه للضرب على الرأس، مما تسبب بانحراف في شبكية العين دون الحصول على علاج، كما يعاني من ضعف القدرة على الوقوف والمشي بصورة طبيعية، وصعوبات في التنفس بسبب كسر في القفص الصدري مع أوجاع شديدة في الظهر والأطراف.

وكان حناتشة يشغل منصب المدير المالي والإداري للجان العمل الصحي في الضفة الغربية، وبعد اعتقاله سلم الاحتلال عائلته إخطارا بنيته هدم منزلها في رام الله، كما اعتُقلت ابنته ميس للضغط عليه أثناء التحقيق.

وخلال اقتحام الجيش الإسرائيلي منزله وأخذ قياساته تحضيرا لهدمه قبل شهرين، أُجبر حناتشة على متابعة ذلك بالبث المباشر ومشاهدة إخراج عائلته من منزلها. وقالت زوجته إنه هُدد بالقتل، وأخبره المحققون أنهم لن يتوقفوا عن تعذيبه إلى أن يعترف حتى لو مات خلال ذلك.

تذكر بيان حناتشة أن ما تعرض له زوجها ورفاقه لم يستخدم في سجون الاحتلال، حسب تقديرات المؤسسات الحقوقية والمحامين، منذ السبعينيات، حيث كان يعذّب الأسرى الفلسطينيون بهدف القتل.

وكانت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان قد كشفت نهاية الشهر الماضي عن حالات تعذيب موثقة بحق أسرى فلسطينيين اتهموا بالضلوع في عملية عين بوبين بعد اعتقالهم خلال أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضية.

وقالت المؤسسة إن محققي الاحتلال مارسوا الضرب المبرح والحرمان من النوم والتحرش الجنسي، بالإضافة للتعذيب النفسي الشديد بما في ذلك استخدام أهل المعتقل للضغط عليه، وكذلك تهديدات بالإيذاء والاغتصاب وإلغاء الإقامة للمعتقلين من حملة هوية القدس.

وحسب المؤسسة، أدى التعذيب الشديد إلى إصابات خطيرة كالكسور في العظام وحالات إغماء وفقدان للوعي ونزيف من أجزاء مختلفة من الجسم مثل (الأنف والفم واليدين والساقين ومنطقة الأعضاء التناسلية). وعلى إثر هذا التعذيب نقل الأسير سامر العربيد في حالة حرجة إلى المستشفى في سبتمبر/أيلول الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى