أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

بعض أوجه الشبه بين أمريكا وإيران

عبد الإله وليد معلواني
إن كلا من أمريكا وإيران دولة إمبريالية استعمارية توسعية، ولا تزال كل منهما تحمل طمعا لاحتلال أكبر مساحة من العالم العربي، لنهب خيرات العالم العربي والهيمنة على ممراته المائية وفرض الهيمنة على الشعوب العربية بالنار والحديد والقتل والتشريد والخطف والاعتقال.
إن كانت أمريكا لا تزال تلعب الدور الأساس بإسناد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وإمداده بكل مظاهر القوة لمواصلة حصار غزة العزة وتهويد القدس المباركة والضفة الغربية والتدرج بخطوات فرض السيطرة على المسجد الأقصى المبارك كمقدمة لبناء هيكل أسطوري على حسابه، فإن إيران في المقابل لا تزال تحتل (الأهواز) العربية منذ السبعينات ولا تزال تسعى إلى فرض المظاهر الفارسية على (الأهواز) وشطب كل معالمه العربية، وسحق كل محاولة تحرر عربي في (الأهواز).
لإن كانت أمريكا قد ساهمت بسلاحها وأموالها وسياساتها بذبح الشعب الفلسطيني في لبنان وغزة العزة والضفة الغربية والقدس المباركة ومخيمات سوريا، فإن إيران في المقابل قد ساهمت بواسطة ميليشياتها بذبح الشعب الفلسطيني في العراق بعد مرحلة صدام حسين، ثم بذبح الشعب الفلسطيني في مخيمات سوريا حتى هذه اللحظات.
إن كلا من أمريكا وإيران قد ساهمت بتدمير اليمن السعيد وقتل مئات الآلاف من أهله وتشريد الملايين.
إن كلا من أمريكا وإيران كانت ولا تزال تواصل تدمير العراق وقتل أكثر من مليون من أهله وتشريد أكثر من خمسة ملايين.
إن كلا من أمريكا وإيران كانت ولا تزال تواصل تدمير سوريا وقتل أكثر من مليون من أهله واعتقال مليون آخر، وتشريد ستة ملايين.
إن كانت أمريكا قد احتلت أفغانستان وساهمت في تدميره وقتل مئات الآلاف من أهله بعد مرحلة حكومة طالبان، فإن إيران وباعتراف رئيس أركان الجيش الإيراني في برنامج (بلا حدود) في قناة الجزيرة قد فتحت مجالها الجوي لعبور الطائرات الأمريكية الحربية المتوحشة لمواصلة تدمير أفغانستان.
إن كانت أمريكا لا تزال تواصل فرض هيمنتها على الخليج العربي ونهب ثرواته، فإن إيران لا تزال تواصل نفس هذا الدور التوسعي فهي إيران التي تحاول اليوم فرض سيطرتها الاحتلالية على اليمن السعيد ولبنان والعراق والأهواز والبحرين وسوريا طامعة بنهب كل ثرواتها.
إن كانت أمريكا تتبنى استراتيجية التهويد لإبقاء الاحتلال الإسرائيلي في كل الضفة الغربية والقدس المباركة والأغوار وحول محيط غزة فإن إيران نقلت حتى الآن مليوني إيراني إلى سوريا ثم استوطنوا في سوريا، وتجنسوا بالجنسية السورية بغية فرض الطابع الفارسي على سوريا، كما ونقلت إيران مليوني إيراني إلى العراق وتم توطينهم في العراق وتجنسوا بالجنسية العراقية بغية فرض الطابع الفارسي على العراق , وهكذا لا تزال ايران تواصل استراتيجية فرض الطابع الفارسي على لبنان وعلى بعض الدول المسلمة مثل جزر القمر وأفغانستان وفي أفريقيا.
إن كانت أمريكا تواصل فرض الدور الوظيفي على المؤسسة الإسرائيلية لخدمة المصالح الأمريكية فإن إيران تواصل فرض الدور الوظيفي على كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان لخدمة المصالح الفارسية الإيرانية.
إن كانت أمريكا تقوم على نظرية تفوق القيم المادية الأمريكية وفرض هذه القيم على كل العالم فإن إيران تقوم على نظرية إحياء المجد الفارسي التاريخي، وإحياء مملكة فارس في كل حدود جغرافيتها التاريخية.
إن كانت أمريكا تستبيح فرض هذه القيم المادية على العالم بادعاء الانتصار للمذهب البروتستانتي-الصهيوني فإن إيران تستبيح فرض نظرية إحياء المجد الفارسي بإدعاء الانتصار للمذهب الشيعي المجوسي الفارسي.
إن كان مما يحرك أمريكا عقيدة وعقدة معركة (هار-مجدون) التي ستقع في قادمات الأيام في سهل مجدو (أي قرية اللجون) وسينزل المسيح عليه السلام في هذه المعركة وسينصر قوى الخير بقيادة أمريكا ومن حالفها ثم ستعيش أمريكا الألفية السعيدة، إن كانت هذه العقيدة والعقدة مما يحرك أمريكا فإن عقيدة وعقدة عودة الأمام الغائب محمد العسكري الشيعي الذي دخل سامراء ولم يخرج حتى الآن، ولكنه في حسابات هذه العقيدة والعقدة الإيرانية سيخرج وسينصر إيران ومن حالفها.
إن كانت القوى البروتستانتية-الصهيونية المتنفّذة في أمريكا تخطط لهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء هيكل أسطوري على أنقاضه للتعجيل بوقوع معركة هار-مجدون، فإن القوى الشيعية المجوسية في إيران تخطط للهيمنة على المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف للتعجيل بتحقق أسطورة خروج الإمام الغائب محمد العسكري من سرداب سامراء.
إن كانت أمريكا اصطنعت فرية (الإرهاب الإسلامي) ثم ادعاءها المتواصل أنها مضطرة لاحتلال الخليج والعراق وسوريا وأفغانستان لمواصلة محاربة (داعش) كي تعطي تبريرا لمواصلة احتلالها للوطن الإسلامي والعربي، فإن إيران تسير وفق هذه السياسة الدجالية وها هي تواصل احتلال اليمن والعراق وسوريا ولبنان بادعاء مواصلة الحرب على داعش وعلى الإرهاب الإسلامي!!
إن كانت أمريكا ترفع شعارات تقديس الديموقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ولكنها في ذات اللحظة تناصر الانقلابي السيسي على حساب الشرعية المصرية، وتناصر الانقلابي حفتر على حساب الشرعية الليبية، وتغض الطرف عن الطاغية بشار على حساب الشرعية السورية، وتغض الطرف عن القطط السمان في العراق على حساب الشرعية العراقية وتغض الطرف عن دموية الحوثيين على حساب الشرعية اليمنية، فإن إيران في المقابل ترفع شعارات نصرة المستضعفين في الأرض، ولكنها في ذات اللحظة تعقد حلفا مع الصين التي تواصل ذبح المسلمين الإيجور وتخرس عن ذبح المسلمين الروهينغا في بورما وتواصل جرائمها في العالم العربي.
لكل ما ورد أعلاه فإن كلا من أمريكا وإيران يهددان أمن وسلامة واستقلال الوطن العربي الإسلامي ولا يزالان يواصلان إعلان الحرب على كل مواقع الربيع العربي إلى جانب إعلان الحرب على كل مواقع المشروع الإسلامي الراشد الوسطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى