أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لسنا تحت وصاية هذه الجمعيات النسوية!!

أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
طلعت علينا بعض الجمعيات النسوية، تؤكد أن المرأة ليست قاصرا حتى تظل تحت وصاية الرجل أبد الدهر، وأنها ذات عقل سويّ وفكر ناضج، وقلب سليم، وهذا قول حق، ولأنه قول حق فكما أن هذه الجمعيات النسوية ترفض أن تظل تحت وصاية الرجل، فنحن معشر النساء نرفض أن نكون تحت وصاية هذه الجمعيات النسوية ولو في ثانية من أعمارنا، سيما وقد ثبت لدينا بالتجربة الطويلة والمريرة أن هذه الجمعيات النسوية تستغل متاعبنا للمتاجرة بها بغية حصول هذه الجمعيات النسوية على شهرة إعلامية أو على دعم مالي من صناديق دعم أوروبية وأمريكية أو بغية إشاعة أفكار مزخرفة القول ومضللة في دلالاتها، حيث أن هذه الجمعيات النسوية تواصل الإدعاء أن المرأة تملك جسدها، ولأنها تملك جسدها، فلها أن تفعل به ما تشاء، دون رقابة من أحد، ولأنها تملك أن تفعل بجسدها ما تشاء فلها أن تختار لنفسها إقامة علاقات جنسية مع الرجل دون شرط الزواج ولها أن تختار لنفسها إقامة علاقات جنسية مع امرأة أخرى إذا ما اختارت لنفسها ذلك!! ومن الواضح أن مردود هذه الأقوال الباطلة المبنية على باطل هو إباحة الزنا والشذوذ الجنسي!! وكل ذلك باطل قائم على أصل باطل، لأنه من الباطل أن يُقال إن المرأة تملك جسدها أو أن الرجل يملك جسدهُ، بل إن جسد المرأة أو جسد الرجل هو من خلق الله تعالى، وجسد المرأة أمانة عند المرأة من الله تعالى، وجسد الرجل أمانة عند الرجل من الله تعالى، وكِلا المرأة والرجل مطالبان أن يحفظ كل منهما أمانة جسده، وحتى يحفظ كل منهما أمانة جسده، فلا بد لكل منهما أن يتصرف بجسده بما يرضي الله تعالى، ومن هنا جاء دور النبوة والأنبياء والكتب السماوية في تاريخ المرأة والرجل، حتى يرشدان المرأة والرجل كيف يتصرف كل منهما بجسده، بما يرضي الله تعالى ومن هنا ميّز الله تعالى المرأة والرجل بأن كلا منهما مخلوق مكلف، وهي صفة لا يحملها أي مخلوق من عالم الحيوانات والطيور والزواحف والأسماك والنباتات والجمادات، ولأن المرأة والرجل كلا منهما مكلف فقد وهب الله تعالى كلا منهما قلبا وعقلا وإرادة وحواس، ومن الممكن للمرأة والرجل أن يختار كل منهما بواسطة هذه الأصول التي وهبها الله تعالى لهما طاعة الله أو معصية الله تعالى، فإذا تصرف أي من المرأة والرجل بجسده بما يرضي الله تعالى فقد أطاع الله تعالى، وإذا تصرف أي منهما بجسده بما يغضب الله تعالى فقد عصى الله تعالى، ومن هنا كانت الأهمية المصيرية لدور الأنبياء في تاريخ المرأة والرجل، لأنهم جاؤوا بدين إلهي من عند الله تعالى، يدعو كلا من المرأة والرجل إلى الأيمان بالله تعالى، والالتزام بكل ما أمر الله تعالى به، واجتناب كل ما نهى الله تعالى عنه، وهكذا فقط يتحقق كل من المرأة والرجل بمرضاة الله تعالى، وهكذا فقط يحفظ كل من المرأة والرجل أمانة جسده، وهذا هو التصور الإسلامي الأساس لعلاقة المرأة والرجل بالخالق جل جلاله، وهذا هو التصور الإسلامي الأساس لمعنى خلق كل من المرأة والرجل مكلفا في هذه الحياة، ثم محاسبا على ما قام به كمكلف في يوم الحساب بعد زوال الدنيا وبعث الأموات من النساء والرجال، ووقوفهم بين يدي الله تعالى في يوم الحساب، ثم دخول من تحقق منهم بمرضاة الله تعالى من النساء والرجال في الجنة دار النعيم، ودخول من تحقق منهم بغضب الله تعالى في جهنم دار العذاب، لأن من ضيّع أمانة جسده سواء كان امرأة أو رجلا ليس كمن حفظها، ولأن من أرضى الله تعالى سواء كان امرأة أو رجلا ليس كمن أغضبه، ولأن من أطاع الله تعالى سواء كان امرأة أو رجلا ليس كمن عصاه، مما يؤكد أن كل هذه المفاهيم الإيمانية التي أوردتُ، الحديث عنها بإيجاز شديد جدا تقوم على أساس أن كلا من المرأة والرجل لا يملك جسده، بل هو أمانة عند كل من المرأة والرجل من الله تعالى، ليمتحن كلا منهما هل يحفظ أمانة جسده في هذه الدنيا أو يضيعها، ووهب الله تعالى كلا من المرأة والرجل الأدوات التي تعينهم على الفوز في هذا الإمتحان، وهذه الأدوات هي القلب والعقل والإرادة والحواس، وأكرمهما بإرسال الأنبياء إليهما منذ فجر تاريخهما ليدلوهما على منهج الأيمان بالله تعالى وطاعته ومرضاته، وليحذروهما من خطر الكفر بالله تعالى ومعصيته وغضبه ولذلك فإن القول إن المرأة تملك جسدها أو القول أن الرجل يملك جسده، هو نسف لكل هذه الأصول التي يقوم عليها التصور الإيماني والتصور الإسلامي، بالإضافة إلى تهافت القول أن كلا من المرأة أو الرجل يجوز له أن يفعل بجسده ما يشاء لأنه يملك جسده، وهو قول متهافت لأنه لم يوجد في تاريخ المرأة والرجل من قال: إنه يجوز لكل منهما أن يقتل آخر من النساء والرجال لأنه يملك حرية التصرف بجسده!! أو من قال: إنه يجوز لكل منهما أن يتعاطى المخدرات بكل أنواعها الفاحشة لأنه يملك جسده!!وهكذا!!
لذلك فإن القول إن كلا من المرأة أو الرجل يملك جسده هو قول متهافت طَمِع مَن ورائه ومن قاله من بعض الجمعيات النسوية – سواء كان بقصد أو بغير قصد- هدم التصور الإيماني والتصور الإسلامي، وهدم قيم الأسرة، وإباحة الزنا والشذوذ الجنسي، ولذلك أقولها بكل افتخار: بصفتي مسلمة عربية فلسطينية أرفض أنا وسائر المجتمع النسائي أن نكون تحت وصاية هذه الجمعيات النسوية، فنحن مجتمع نسائي نعض بالنواجذ على ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية حتى نلقى الله تعالى، ولن يخدعنا في يوم من الأيام زخرف قول هذه الجمعيات النسوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى