أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الحق والواجب في نقاش لعبة الكنيست

صحيفة المدينة
ونحن على أعتاب انتخابات دورة لعبة الكنيست رقم (23)، ولأن من المتوقع أن ينهض البعض لرفض هذه اللعبة والدعوة إلى رفضها ولفظها، وفي المقابل فإن البعض الآخرسينهض لمناصرة الانخراط في هذه اللعبة، وقد يحاول تسويقها إلى جماهيرنا الكادحة على أن هذه الانتخابات لدورة لعبة الكنيست رقم (23) ستكون بمثابة (أم المعارك)، ولأن هذا الاصطفاف حتما سيقود إلى نقاش بين جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني، فإننا ندعو كل هذه الجماهير بدون استثناء (الرافض منها للعبة الكنيست أو المناصر لها) إلى ما يلي:
لكل منّا حقه الكامل بإعمال فكره في لعبة الكنيست، ومعرفة جذور هذه اللعبة ومن أين جاء مصطلح (الكنيست) اسم هذه اللعبة، ومتى بدأت هذه اللعبة، ومن هم أعضاء الكنيست العرب الذين سبق لهم وانخرطوا في هذه اللعبة منذ أول عضو كنيست عربي حتى الآن، وما هي نتائج هذه اللعبة منذ بداياتها الأولى التي مر عليها سبعون عاما ويزيد، وما هي ثمار جهود كل أعضاء الكنيست العرب حتى الآن، وما هي إسقاطات مشاركة أعضاء كنيست عرب في لعبة الكنيست على المؤسسة الإسرائيلية؟! وعلى جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني، وعلى ثوابت هذه الجماهير الوطنية والسياسية؟! وعلى القضية الفلسطينية؟! وعلى صيرورة العلاقات بين المؤسسة الإسرائيلية والأنظمة العربية؟! وهل لعبة الكنيست هي لعبة السيد الصهيوني ولماذا؟! وهل لعبة الكنيست هي امتداد للمشروع الصهيوني الذي قام على حساب نكبة فلسطين ولماذا؟! وهل هناك بديل عن لعبة الكنيست لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني، ولماذا يصر معظم من ينخرطون في لعبة الكنيست من قوائم عربية على رفض اجراء انتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا؟! وهل كانت لعبة الكنيست تستحق هذا التقدير وهذا التمسك بها حتى لو فرضت انشقاقا مؤسفا في الحركة الإسلامية في عام 1996، ومنعت إعادة لحمة الحركة الإسلامية بعد سلسة جهود مباركة قام بها ممثلون عن شقي الحركة الإسلامية كما يروي ذلك بالتفصيل الشيخ رائد صلاح في كتابه (إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا)؟! ولماذا حاولت المؤسسة الإسرائيلية أكثر من مرة استدراج الحركة الإسلامية التي أصحبت محظورة إسرائيليا لخوض انتخابات لعبة الكنيست كما تحدث عن ذلك الشيخ رائد صلاح في كتابه (العيش في السجن معزولا) و(إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا)؟! وهل كان هناك تأثير على حظر الحركة الإسلامية إسرائيليا بسبب رفضها الثابت للانخراط في لعبة الكنيست؟! ولماذا حاول ممثلو بعض الدول العربية الضغط على الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا للانخراط في لعبة الكنيست كما تحدث عن ذلك الشيخ رائد صلاح في كتابه (إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا)؟!
هي حزمة أسئلة وليست كل الأسئلة حول لعبة الكنيست، ومن حق كل واحد من جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني أن يقف عند هذه الأسئلة وعند أسئلة أخرى وهي كثيرة حول لعبة الكنيست، ومن حقه أن يبحث عن إجابة كل سؤال منها، ومن حقه أن يتحدث عن قناعاته، ومن حقه ان ينتقد قناعات الآخرين التي تختلف عن قناعاته.
نعم من حقه كل ذلك ومن حقه أن يتاح له ممارسة هذا الحق دون تعجيل البعض باتهامه بالمناكفة السياسية والتجريح أو التخوين، أو الإقصاء أو التكفير، أو ممارسة الجدال العقيم.
ومن من واجبه أن يمارس هذا الحق على قاعدة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، بمعنى أنه يملك كامل الحق أن يصل إلى كامل القناعة حول لعبة الكنيست، ولكن لا يملك أدنى حق لفرض قناعته على الآخرين، وإن ملك الحق أن يدعوهم إلى قناعته فلا يملك أدنى حق لإكراههم على قناعته، سواء قادته قناعته إلى رفض لعبة الكنيست، أو إلى الانخراط في لعبة الكنيست، حيث لا يجوز في أي حال من الأحوال إكراه الآخر على رفض لعبة الكنيست أو الانخراط فيها.
ومن واجبه وهو يمارس حقه في نقاش لعبة الكنيست، ألا يشخصن هذا النقاش، بمعنى أنه لا يجوز القول برفض لعبة الكنيست أو القول بالانخراط في لعبة الكنيست لأن فلانا مرشح في القائمة المشتركة لعضوية الكنيست، بل المطلوب نقاش لعبة الكنيست من خلال نقاش ماهية هذه اللعبة بغض النظر عن اسم هذا المشرح أو ذاك، ولكن من باب الإنصاف أؤكد وأقول لا يجوز إسكات كل رافض للعبة الكنيست عندما يناقش هذه اللعبة بادعاء أنه يهاجم القائمة المشتركة أو يهاجم فلانا أحد مرشحي القائمة المشتركة.
من حق كل من يريد أن يناقش لعبة الكنيست، أن يقيّم سلوكيات أعضاء الكنيست العرب المرتبطة بمنصبهم كأعضاء كنيست عرب، وأن يناقش سلوكيات القائمة المشتركة المرتبطة بلعبة الكنيست، وهذه ضرورة لا يمكن بدونها نقاش نفس لعبة الكنيست، وإلا كيف لأحد أن يقول إن ثمار أعضاء الكنيست العرب تساوي صفرا على مدار السبعين سنة الماضية دون أن يقيّم دور كل عضو كنيست عربي أو دور كل قائمة كنيستية عربية في الكنيست، وفي المقابل لا يمكن لاحد أن يقول ولو مماحكة إن ثمار أعضاء الكنيست العرب حققت المستحيل دون أن يقيّم دورهم ودور قوائمهم، ولذلك لا يجوز سلفا رجم كل من يقيّم دور أعضاء الكنيست العرب ودور قوائمهم بالمناكفة السياسية والإقصاء لأنه يقوم بدور هذا التقييم بغية بلورة قناعاته حول لعبة الكنيست.
وفي المقابل إن من الواجب على من يبادر إلى تقييم أعضاء الكنيست العرب ودور قوائمهم أن يتحلى بأدب التقييم في لسانه وقلمه بعيدا عن مظنّة التجريح السوقيّ والمراء الشخصي والألفاظ الهابطة، وما أروع التقييم إذا جمع بين قوة الحجة وأدب الألفاظ.
على ضوء كل النقاط السابقة فإنه بإمكاننا أن نتعاطى مع أجواء لعبة الكنيست رقم (23) التي باتت على الأبواب، وأن نمارس حقنا في نقاشها وأن نلتزم بالواجب الملقى على عاتقنا حلال نقاشها، دون أن يتطاول أحدنا على الآخرين، ودون ان يؤجج أجواء مشحونة، ودون ان يحيل مواقع التواصل إلى منابر للمغيبة والنميمة والسباب والفسوق والعصيان، وإلا فإن لعبة الكنيست أرخص بكثير من أن تدفع أحدنا أن يحمل على الآخر أو يهجره أو يلمز فيه بسبب لعبة الكنيست.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى