أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الظلم ظلمات يا قاضي بنجو

أميه جبارين (أم البراء)
الظلم ظلمات أيها القاضي بنجو، وهي ظلمات سوداء قاتمة بعضها فوق بعض تحيط بالظالمين في الدنيا والآخرة إحاطة الأسورة للمعصم، وهناك أظلم الظلم الذي يحيط صاحبه بأظلم الظلمات!! هل تعلم ما هو أظلم الظلم أيها القاضي بنجو؟! هو كما قال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، فإذا كان أظلم الظلم من يمنع مساجد الله أن يُذكر فيها إسم الله تعالى، فكيف بمن يمنع المسجد الأقصى المبارك أن يُذكر فيه اسم الله تعالى، وإذا كان أظلم الظالمين من سعى في خراب مساجد الله تعالى، فكيف بمن سعى في خراب المسجد الأقصى المبارك؟! وقد نتساءل يا قاضي بنجو عن علاقتك بهذا البيان القرآني عن أظلم الظالمين؟! ألا فلتعلم أنك قد كتبت على نفسك أن تكون من أظلم الظالمين وفق هذا البيان القرآني يوم أن أصدرتَ حكمك الظالم في ملف الشيخ رائد صلاح الذي بات يُعرف بملف الثوابت.
فأنت في سياق حكمك الظالم قد جرَّمت الرباط في المسجد الأقصى!! رغم أن الرباط عبادة حثَّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، كما حَثّا على عبادة الصلاة والصوم والزكاة والحج، ولكنك تنكرت لكل ذلك رغم أن الشيخ رائد صلاح قد شرح في سياق إفادته المطولة في محكمة حيفا على مسمعك عن معنى عبادة الرباط في الإسلام، وأقام على شرحه أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، إلا أنك سمعته وكأنك لم تسمعه، وأعطيت لنفسك الحق في تفسير القرآن الكريم وشرح السنة النبوية وأنت لست كذلك لأنك لا تملك أي شرط من شروط تفسير القرآن أو شرح السنة!!
ثم واصلت وفق هواك الذي اجتمع فيه الظلم والجهل واصلت تجرّم المرابطين والمرابطات وتجرّم عبادة رباطهم في المسجد الأقصى المبارك بعد أن جرمت مبدأ عبادة الرباط، وهكذا منعت المسجد الأقصى أن يذكر فيه إسم الله تعالى، ولأنك استبحت لنفسك ذلك، فقد سعيت في خراب المسجد الأقصى المبارك، لأن من يمنع ذكر إسم الله تعالى فيه، فهو يسعى في خرابه، وهكذا أصبحت من أظلم الظالمين وفق هذا البيان القرآني، وإذا كان حال الظالمين تعيسا في هاتين الدارين!!
كيف وهذا القرآن الكريم يتوعد الظالمين في قوله: (فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، فهم الذين لا يخفى ظلمهم على الله تعالى، وهم الذين لا يغفل الله تعالى عن ظلمهم، وهم الذين إذا أمهلهم الله تعالى فلن يهملهم، وهم الذين لن يعجزوا الله تعالى مهما طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد!! وهم الذين إن ضحكوا للحظة على حال المظلومين، فسيبكون للأبد على حالهم!! وهم إن تنفشوا على المظلومين لساعات من زمن الدنيا، فسيبعثهم الله تعالى على هيئة الذر يوم القيامة حيث ستدوسهم الخلائق يومئذ بأقدامها لهوانهم على الله تعالى!!
وها نحن اليوم نقول: أين فرعون الظالم؟! وأين نمرود الظالم؟! وأين بلعام الظالم؟! وأين جالوت الظالم؟ وأين أبو جهل الظالم؟! وأين أبو لهب الظالم؟! وأين هتلر الظالم؟! وأين موسوليني الظالم؟! وأين بيغن وشارون ورابين وبيرس وكل أترابهم الظالمين؟! وسيأتي في قادمات الأيام من يقول: أين القاضي بنجو الظالم؟! وأين النيابة الظالمة التي زينت للقاضي بنجو سوء حكمه؟! وأين المخابرات الظالمة التي استدرجت القاضي بنجو إلى عاقبة ظلمه؟! وأين المحققون الظالمون الذين دلسّوا على القاضي بنجو وأزروّه إلى كارثة ظلمه؟! إن ذلك لواقع ما له من دافع يا قاضي بنجو لأن الذنب لا يبلى والله تعالى لا ينسى وإرادة الله تعالى لا تقهر، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا!! وإن من سنن الله تعالى إهلاك الظالمين وإهلاك قراهم الظالمة، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) وإن كل عاقل يتدبر هذا البيان القرآني المزلزل يدرك أن من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير إهلاك القرى الظالمة مهما عَمَرت الأرض واستجمعت فيها من مظاهر القوة وتعالت على غيرها صارخة: من أشد منا قوة؟! وإن مما لا ريب فيه أن لكل قرية ظالمة موعدا لأهلاك الله تعالى لها ولن تتخطاه، وإن مما لا ريب فيه أن كل قرية ظالمة كلما زاد ظلمها يا قاضي بنجو فقد اقترب موعد إهلاك الله تعالى لها، وها هي آثار قرى سدوم وعمورة وإرم ومدائن ثمود وأهرام الفراعنة تشهد على ذلك!! ولذلك ليس عبثا أن حذرّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطورة منصب القضاء عندما قال لنا: (قاضي في الجنة وقاضيان في النار)!! لأن القضاء ليس تسلية ولا تلهية ولا مزاجية ولا تدليسا، ولا تطفيفا، فهو بين نتيجتين إما أن يرسي دعائم العدل، وإمّا أن يرسي دعائم الظلم، ولذلك هو مع القضاة بين مصيرين إما أن يقودهم إلى الجنة إذا عدلوا أو يقودهم إلى النار إذا ظلموا!!
فيا خسرانك المبين يا قاضي بنجو بناء على كل ما قد كتبت أعلاه، واحذر أن تفرح وأنت ظالم لأن الله تعالى لا يحب الفرحين الظالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى