أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أسرلة بالتقسيط والتشفير

عبد الإله وليد المعلواني
تقوم القائمة المشتركة بواسطة لعبة الكنيست بجرّ جماهيرنا الكادحة للأسرلة بالتقسيط غير المريح كما يلي:
كانت البداية يوم أن شارك رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة وعضو حزبه عضو الكنيست عوفير كسيف في مظاهرة صهيونية في تل أبيب قامت عليها أحزاب أزرق-أبيض وميرتس وبقايا المعراخ!! وفي تلك المظاهرة ألقى عودة خطابا حظي بالتصفيق والهتافات من قبل المشاركين الإسرائيليين فيها والتي كانت حاشدة تضم آلاف الإسرائيليين.
عضو الكنيست الطيبي دعم مشاركة عودة في تلك المظاهرة الصهيونية وقال: (العربية للتغيير تدعم المشاركة، الموضوع هو مدني… نتعاون في الكنيست مع جميع فصائل المعارضة في الأمور المقبولة علينا، وليس هناك سبب لعدم العمل معا في الشارع بشأن هذه القضايا أيضا!!)
عضو الكنيست منصور عباس دعم مشاركة عودة كذلك وقال: (لا يمكن للمجتمع العربي الوقوف على السياج ومشاهدة هذا النضال!! دون المشاركة فيه!!)
عضو الكنيست مطانس شحادة هو الوحيد الذي هاجم عودة لمشاركته في تلك المظاهرة الصهيونية!!
وهكذا كانت مشاركة عودة في تلك المظاهرة هي الخطوة المكشوفة الأولى في قطار الأسرلة رغم ما وابكها من جدل إعلامي.
ثم خطا عود خطوة أخرى مكشوفة في قطار الأسرلة حيث أعلن فجأة عن استعداده للتحالف مع اليسار الإسرائيلي.
ثم تواصلت تصريحات أخرى تصب في هذا الاتجاه فهذا عضو الكنيست وليد طه أعلن عن استعداده للمشاركة في حكومة يمينية برئاسة نتنياهو مقابل إنجازات مطلبية!! (وهو طمع وهمي)!!
وهذا عضو الكنيست الطيبي أعلن عن مصادقته على لعب دور الكتلة المانعة بغية توفير الأجواء لإقامة حكومة إسرائيلية برئاسة الجنرال غانتس.
وهذا عضو الكنيست منصور عباس أعلن أنه لا مشكلة لديه في المشاركة في حكومة إسرائيلية تضم ليبرمان.
ثم خطا عودة خطوة ثالثة في قطار الأسرلة وفق منهجية “أسرلة بالتقسيط” وتقدّم باسم القائمة المشتركة إلى رئيس الدولة “ريفلين” بتوصية تؤيد فيها القائمة المشتركة أن يتولى الجنرال غانتس رئاسة الحكومة الإسرائيلية!! الأمر الذي دفع أعضاء الكنيست عن التجمع أن يعلنوا عن رفضهم لهذه التوصة.
ثم فاضت تصريحات أعضاء القائمة المشتركة التي راحت تفلسف هذه التوصية وتفصّل لها “بدلة رسمية وطنية” ولم يشذّ عن ذلك إلا أعضاء المشتركة عن التجمع.
ثم خطا عودة خطوة رابعة في قطار الأسرلة وفق منهجية “أسرلة بالتقسيط” وشارك في مؤتمر المنظمة الصهيونية الأمريكية “جي ستريت” في أمريكا!! وصنع له من يصفق له من حوله على هذه الخطوة.
في الوقت الذي بات حزب أرزق-أبيض برئاسة غانتس يعلن أنه لم يفاوض القائمة المشتركة وليس معنيا بها، راح عضو الكنيست منصور عباس يقول لجماهيرنا الكادحة: لا تأخذوا بظاهر ما تسمعون من حزب أرزق-أبيض فهناك أمور أخرى لا يمكن أن نصرّح بها!! ثم تم حلّ الكنيست رقم (22) وتبين أنها لم تكن هناك أمور أخرى كما قال عضو الكنيست منصور عباس!! فالأمور كانت كما في ظاهرها فقط!!
بعد الإعلان عن نتائج انتخابات الكنيست رقم (22) صرّح عودة أن الجنرال غانتس قد اتصل به!! ثم تبين للجميع فيما بعد أن العكس هو الذي حدث!! حيث ان عودة هو الذي بادر واتصل بغانتس.
ثمّ لما حمي الوطيس بين معسكر نتنياهو ومعسكر غانتس راحت القائمة المشتركة تفتل عضلاتها وتصرّح أنها ستكون القوة المؤثرة في هذا الصراع، إلا أن معسكر نتنياهو في الوقت الذي حرّض عليها فقد أعلن معسكر غانتس انه لن يقيم حكومة على أصوات القائمة المشتركة!! وهكذا اتضح للجميع على المحك أن تأثير القائمة المشتركة يساوي صفرا.
ولكن مع شديد الأسف في مقابل هذا الخسران المبين الذي منيت به القائمة المشتركة، وفي مقابل الاستخفاف بها إلى حد التصغير الذي قد تجرّعته من الجنرال غانتس وزمرته، وفي مقابل الوعم الذي حصدته، إلا أنها شرّعت أبواب الأسرلة على مصراعيها أمام جماهيرنا الكادحة، وأصبحت ثوابت هذه الجماهير الكادحة في خطر!!
لذلك فإن أخطر نتيجة حلّت على جماهيرنا الكادحة من وراء القائمة المشتركة أن هذه المشتركة باتت تحدث في مسيرة جماهيرنا الكادحة فهما جديدا إسمه فهم الأسرلة، وباتت تحدث فكرا جديدا إسمه فكر الأسرلة، وباتت تحدث خطاب جديدا اسمه خطاب الأسرلة، وباتت تحدث سلوكا جديدا إسمه سلوك الأسرلة، والويل ثم الويل لنا إن أحدث كل ذلك الشخصية المتأسرلة والقيم المتأسرلة والثوابت المتأسرلة!! وهي الكارثة كل الكارثة!!
وممّا يوجع القلب أن آخر تصريحات لأعضاء الكنيست عودة والطيبي ومنصور عباس لا تزال تخطو بقطار الأسرلة خطوات علنية عن سبق إصرار مصممة على مواصلة عرض نفسها سلفا على حزب أزرق- أبيض ورئيسه الجنرال غانتس، قبل ظهور نتائج لعبة الكنيست القادمة رقم (23) وكأن أغلى أمنيات القائمة المشتركة أن تستيقظ من نومها وإذ بها جزء من حكومة إسرائيلية صهيونية برئاسة الجنرال غانتس!! ولذلك مهما دبجت القائمة المشتركة- استعدادا للعبة الكنيست القادمة من شعارات، ومهما تغنت ببرامج عملها، فإن ملخص كل شعاراتها وبرامج عملها هو الإرتماء في حضن حكومة صهيونية بقيادة الجنرال غانتس!! ومن يقل غير ذلك فهو يضحك على نفسه قبل أن يضحك على غيره!! وهو يعني الإسراع بقطار الأسرلة في مسيرة جماهيرنا الكادحة ودفعها هي الأخرى للارتماء في حضن المؤسسة الإسرائيلية بادعاء أن الحصول على قضايا هذه الجماهير المطلبية يحتاج منها ان تنسلخ عن جلدها الفلسطيني وأن ترتدي بدلة الأسرلة الرسمية يتوسطها ربطة عنق الأسرلة!!
وأمّا حول الأسرلة بالتشفير فهي تحتاج إلى مقالة أخرى بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى