أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

هل هذا علاج للعنف أم إشاعة له يا سيد حكيم؟!

أم البراء جبارين
غريب أمر عزمي حكيم الذي تعثر عثرة مستهجنة عندما كتب مقالة ادّعى فيها مع شديد الأسف أن الصحوة الإسلامية ساهَمَت في إشاعة العنف في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، وكم هو إدعاء سخيف ومرفوض يرده تاريخ هذه الصحوة ويكشف بطلانه، فأنا كغيري قد وقفت على كتاب (إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا) للشيخ رائد صلاح، فاكتشفت حجم الجهد الكبير المبارك الذي بذلته هذه الصحوة لعلاج آفة العنف في مجتمعنا وإفشاء السلم الأهلي فيه، وتعميق أواصر التواصل بين كل مكوناته ذات التعددية الدينية والسياسية، ولذلك أنصح الإعلامي عزمي حكيم بقراءة هذا الكتاب لأنه سيكتشف فداحة الخطأ الذي تعثر فيه، وسيكتشف الدور الكبير لهذه الصحوة في علاج العنف والذي أوجزه بما يلي:
١- حرصت هذه الصحوة منذ انطلاقتها على إقامة لجان إصلاح محلية، والتعاون مع لجان الإصلاح القطرية لفض النزاعات بين الأهل في الداخل الفلسطيني سواء كانوا من الأهل المسلمين أو المسيحيين أو الدروز، وسواء كانوا في النقب أو الجليل أو المثلث أو الساحل، وعلى سبيل المثال كان لهذه الصحوة الدور المبارك عندما وقعت فتنة بين الأهل المسيحيين والدروز في كل من شفاعمرو والمغار وعندما وقع شجار بين أسرة مسلمة وأخرى مسيحية في كل من طرعان وكفر -كنا وبين أسرة مسلمة وأخرى درزية في أبو سنان، مع التأكيد أن الأمثلة على ذلك بالمئات، فهل هذا علاج للعنف أم إشاعة له يا سيد حكيم!!
٢-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي جمعت الأموال لتعويض كل متضرر على أثر فتنة المغار بغية التسهيل في إصلاح ذات البين بين الأهل المسيحيين والدروز، فهل هذا علاج للعنف أم إشاعة له يا سيد حكيم!!
٣-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أقامت مراكز لعلاج المدمنين على المخدرات في كل من أم-الفحم ويافا والطيبة بغية تجفيف سبب رئيس من أسباب العنف.
٤-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أقامت مجموعات حراسة أهلية تطوعية في كل من كفر -قاسم وأم-الفحم بغية حفظ الأمن والأمان.
٥-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أصدرت ميثاقا تاريخيا بعنوان (الميثاق الاجتماعي) إجتهدت أن ترسي فيه قواعد التواصل بين كل مكونات مجتمعنا ذات التعددية السياسية والدينية.
٦-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أصدرت وثيقة تاريخية بعنوان وثيقة (الأمن الاجتماعي) إجتهدت أن ترسي فيها قواعد السلم الأهلي في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني.
٧-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أقامت ملجأ للنساء في ضائقة وكان ذاك الملجأ في أم-الفحم، وقد عالجت بواسطته أزمة مئات النساء من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني.
٨-هي الصحوة في الداخل الفلسطيني التي أقامت (مكتب الإصلاح العام) بغية مواصلة علاج كل خلاف مستعصي في كل موقع من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، حيث انطلق هذا المكتب من باقة الغربية ولا يزال.
٩-هي الصحوة التي أولت أهمية لتربية الفرد والبيت والأسرة على الأخلاق الفاضلة، بغية إفشاء السلام والتسامح وبر الوالدين وتوقير الكبار والرحمة بالصغار ونبذ العنف.
١٠-هي الصحوة التي أقامت حاضنتها الشعبية عشرات المؤسسات الأهلية المحلية والقطرية في الداخل الفلسطيني لتعزيز قيم التكافل والإغاثة والتراحم والعون وكفالة اليتيم والمريض والفقير والطالب، وصون الأمومة والطفولة، وإكرام المرأة، وتطهير مجتمعنا من كل سلوك قبيح وعادة جاهلية.
١١-هي الصحوة التي صدر عنها الكتاب الوحيد حتى الآن في الداخل الفلسطيني والذي يتحدث عن أسباب العنف وأساليب علاجه وهو كتاب بعنوان: (المطلوب في قضية العنف) للشيخ رائد صلاح.
١٢-وهي الصحوة التي حرصت من خلال دور الشيخ رائد صلاح في لجنة المتابعة لإقامة لجان باسم (لجان إفشاء السلام) وبعد أن باشر الشيخ رائد صلاح بتنفيذ هذا المشروع أقام أكثر من أربعين لجنة محلية تحمل هذا الاسم (لجنة إفشاء السلام) في معظم بلداتنا في الداخل الفلسطيني وكان على وشك إقامة هذه اللجان في البلدات المسيحية والدرزية لولا أنه تعرض لاعتقال في عام ٢٠١٧ ولا يزال رهن الاعتقال حتى الآن.
١٣-هي الصحوة التي خَصَّت جانبا كبيرا من نشاطها لعلاج ظاهرة العنف منذ عقود وليس الآن، كما تفطن الآن -فقط-عزمي حكيم أن هناك عنفا في مجتمعنا.
١٤-هي الصحوة التي كان لها أسبوع (الله يسامحك) وحملة (اطرق الباب) وإغراق مجتمعنا بالملصقات والنشرات وإقامة ندوات قطرية ولقاءات أحياء منذ عقود لعلاج ظاهرة العنف في مجتمعنا.
١٥-هي الصحوة التي حفظت علينا ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية ولولا فضل الله تعالى علينا ثم فضل هذه الصحوة لزاد مجتمعنا تفككا ولأدي ذلك إلى استفحال العنف في مجتمعنا أشد مما هو عليه الآن.
١٦-هذه خطوط عامة لكل ما قامت به الصحوة الإسلامية المباركة في الداخل الفلسطيني، فهل هذه الحزمة المباركة من هذه النشاطات علاج للعنف أم إشاعة له يا سيد حكيم؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى