أخبار وتقاريرالضفة وغزةمقالاتومضات

غزة.. أمطار تجرف الخيام وأنقاض مبان تسقط على رؤوس ساكنيها

الإعلامي أحمد حازم

في خطاب له في السابع عشر من الشهر الجاري قال الرئيس الأمريكي ترامب: “أنهيت ثماني حروب في عشرة أشهر، قضيت على التهديد النووي الإيراني وأنهيت الحرب في غزة – وجلبت، لأول مرة منذ 3000 عام، السلام إلى الشرق الأوسط”.

هذا الرئيس الأمريكي يكذب كلما فتح فاه، وهو أكذب رئيس أمريكي على الإطلاق. وعلى ذمة صحيفة «واشنطن بوست»، يعد دونالد ترمب الرئيس الأبرز كذبًا على مستوى العالم، ففي اليوم الواحد يكذب نحو 57 كذبة”. لا أدري عن أي سلام يتحدث ترامب والشرق الأوسط لا يزال يعاني من اعتداءات إسرائيلية مستمرة لم تنقطع (على مسمع ومرأى ترامب) في غزة ولبنان وسوريا واليمن.

الباحثة الأمريكية روزماري كيلانيك مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز الأبحاث الأمريكي “أولويات الدفاع”، تقول في مقابلة معها في منتصف تموز/ يوليو الماضي “ان برنامج إيران النووي لا يزال قائمًا وإن ايران لا تزال تحتفظ بعددٍ كبيرٍ من الأوراق في مواجهتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل”. إذًا ترامب يكذب فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 29 سبتمبر 2025 عن خطة جديدة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تتكون من عشرين نقطة محددة تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وإعادة الرهائن الإسرائيليين. الرهائن عادوا والقصف لا يزال مستمرًا على غزة. عن أي سلام يتحدث ترامب؟

في شهر أكتوبر العام الماضي جرى وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وهو اتفاق مؤقت لمدة ستين يومًا هدف إلى وقف مؤقت للقتال بين إسرائيل وحزب الله الذي بدأ في 8 أكتوبر 2023، ووقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان التي بدأت في 19 سبتمبر 2024. الاتفاق دخل حيِّز التنفيذ في 27 نوفمبر العام الماضي لكن إسرائيل لم تلتزم به على الاطلاق واخترقته مئات المرات من خلال اعتداءاتها المتكررة على جنوب لبنان. أمّا القصف الإسرائيلي على مناطق سورية فهو مباح للجيش الإسرائيلي فيقصف متى يشاء تحت أي مبرر. وترامب يتحدث عن سلام في المنطقة!!

الإعلام العالمي مشغول هذه الأيام بالترويج لدبلوماسي بلغاري اسمه نيكولاي ملادينوف لإدارة غزَّة بعد الحرب، لأن القادة العرب يرفضون تولي البريطاني توني بلير الذي دمر العراق، إدارة غزة.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشفت في 10 ديسمبر الماضي، أن ملادينوف يُعد وسيطًا يحظى بثقة إسرائيل. ويعد ملادينوف مقربًا من دولة الإمارات التي انضمت عام 2020 لاتفاقيات “أبراهام”، وهو أحد أبرز المؤيدين للتطبيع العربي مع إسرائيل. وخلال فترة توليه منصب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أكد أن اتفاقية التطبيع هذه ستغير ديناميكيات المنطقة، هذا هو البلغاري الذي تريده الدول العربية والاسلامية بدلًا عن بلير. مرضي عنه أمريكيا واسرائيليا. مبروك عليكو ملادينوف يا عرب.

كيف يمكن لترامب الأمريكي أن يعيّن مجلس سلام في غزة وإسرائيل لا تزال مستمرة في ارتكاب الجرائم ليس فقط في غزَّة، وإنَّما في الضفَّة الغربية المُحتلَّة أيضا.

عن أي سلام في المنطقة يتحدث ترامب، وإسرائيل لا تزال تخنق قِطاع غزَّة بمنع دخول المساعدات المكدَّسة خارج القِطاع.

أين سلام ترامب وأهل غزة يموتون من البرد بعدما جرفت الأمطار خيامهم البسيطة إلى جانب انهيار جدران ما تبقَّى من بنايات دمَّرها قصف الاحتلال الصهيوني فوق رؤوس مَن يحتمون بها. اسمعوا ما تقوله الأمم المتحدة: “لدينا ما يكفي من خيام وكرفانات لحماية المدنيين في غزَّة، لكنَّ سُلطات الاحتلال ترفض إدخالها”. هل سمع ترامب بذلك؟ من المؤكد لم يسمع لأن كل شيء ينتقد اسرائيل يكون ترامب أطرشا.

عن أي سلام يتحدث ترامب في غزة ووزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس يتحدث عكس ذلك تماما. فقد تعهد كاتس بعدم انسحاب إسرائيل مطلقا من قطاع غزة، وبناء بؤر استيطانية شمالي القطاع.

واضاف “عندما يحين الوقت، سنقيم أنوية استيطانية في شمال غزة بدلًا من المستوطنات التي اخليت سابقا، وسنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. هناك من يعترض، لكننا نؤيد موقفنا”.

ما جرى وما يجري في غزة لاقى ويلاقي صمتا رسميا عربيا. وكُلَّما استمرَّ هذا الصَّمت العربي، الرسمي وغير الرسمي، والتجاهل العالمي لما تفعله إسرائيل، فلن يكون بوسع الساعين الى “السلام” تحقيق ما يريدونه.

فقتل الفلسطينيين أو اقتلاعهم من بيوتهم وأراضيهم مستمر على قَدَمٍ وساقٍ، ولا أحد يعترض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى