أخبار رئيسيةالضفة وغزة

ياسر أبو شباب: من معتقل جنائي إلى متهم بالعمالة

ياسر أبو شباب، فلسطيني من مواليد عام 1990 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ومنتمٍ إلى قبيلة الترابين، تحوّل اسمه خلال العامين الأخيرين إلى محور جدل واسع، بعد اتهامه بقيادة مجموعة تعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وصولًا إلى مقتله في ديسمبر/كانون الأول 2025.

المولد والخلفية

وُلد أبو شباب في فبراير/شباط 1990 وسط عائلة تنتمي إلى قبيلة الترابين، إحدى أبرز القبائل العربية في جنوب فلسطين، والتي تعود جذورها إلى قبيلة قريش. ويتركز وجود أبناء هذه القبيلة بكثافة في قطاع غزة.

قبل عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان أبو شباب معتقلًا لدى الأجهزة الأمنية في غزة بتهم جنائية، لكنه خرج من السجن بعد قصف إسرائيلي استهدف مقرات الأجهزة الأمنية.

اتهامات بالعمالة وتجنيد مجموعة لصالح الاحتلال

برز اسم أبو شباب بشكل لافت بعد نشر كتائب عز الدين القسام، في 30 مايو/أيار 2025، تسجيلات تُظهر استهداف قوة من “المستعربين” شرق رفح. وذكرت المقاومة أن القوة ضمت عملاء مجنّدين لصالح الاحتلال، يتبعون مباشرة ما وصفته بـ”عصابة ياسر أبو شباب”.

وأوضحت تسجيلات القسام أن القوة المستهدفة كانت تتحرك قرب الحدود الشرقية لرفح وتقتحم منازل فلسطينية، قبل أن يفجّر مقاتلو المقاومة منزلًا مفخخًا كان أفراد القوة بداخله، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.

مصدر أمني في المقاومة أكد حينها أن المجموعة التي كانت تعمل بالمنطقة تُجري عمليات تمشيط ورصد لتحركات المقاومة، وتشارك في نهب المساعدات، وتتلقى أوامر مباشرة في إطار تنسيق ميداني مع قوات الاحتلال.

تشكيل قوة مسلحة تحت غطاء “حماية المساعدات”

شكل أبو شباب قوة خاصة في رفح خلال فترة سيطرة القوات الإسرائيلية على المدينة، بذريعة تأمين دخول المساعدات الإنسانية. ووفق تقديرات إعلام فلسطيني، يتراوح عدد أفراد هذه القوة بين 100 و300 عنصر، يعملون على مسافات قريبة جدًا من مواقع الجيش الإسرائيلي.

تنتشر قوة أبو شباب شرق رفح قرب معبر كرم أبو سالم، إضافة إلى قوة أخرى غربًا قرب نقطة توزيع المساعدات ضمن الآلية الأميركية الإسرائيلية. بدأت هذه المجموعة باسم “جهاز مكافحة الإرهاب”، ثم أعادت تقديم نفسها في مايو/أيار 2025 تحت اسم “القوات الشعبية”.

وأكدت مذكرة داخلية للأمم المتحدة –أشارت إليها صحيفة واشنطن بوست– أن أبو شباب يقود الجهة الأساسية المتورطة في عمليات نهب واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية داخل القطاع.

تبرؤ قبلي وعائلي كامل

حاول أبو شباب استغلال انتمائه القبلي للحصول على غطاء اجتماعي، غير أن قبيلة الترابين سرعان ما أعلنت تبرؤها منه، مؤكدة رفضها لأي تعاون مع الاحتلال.

وفي 30 مايو/أيار 2025، أصدرت عائلة “أبو شباب” بيانًا أعلنت فيه البراءة الكاملة من ابنها بعد الكشف عن تورطه مع تشكيلات “المستعربين”. وذكرت العائلة أنها دعمت ياسر في البداية بسبب ادعائه العمل على تأمين المساعدات، لكنها اكتشفت لاحقًا بالأدلة المصورة انخراطه في أنشطة أمنية تخدم الاحتلال.

وأكد البيان أن العائلة تعتبر “دمه مهدورًا” ما لم يسلّم نفسه ويعلن توبته.

مقتله

في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل ياسر أبو شباب على يد مسلحين مجهولين داخل قطاع غزة، لتنتهي بذلك مسيرة أثارت جدلًا واسعًا، وتخللتها اتهامات بالعمالة، وعمليات أمنية، وصدامات اجتماعية وقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى