أخبار رئيسيةمحلياتومضات

ردًا على دعوات حلّ “الإخوان” في سوريا.. الشيخ كمال خطيب: قادة الإخوان في سوريا يجب أن يكرّموا وتقبل رؤوسهم لا أن يُدعوا لحل أنفسهم

وجّه الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، انتقادات حادة إلى دعوات أطلقتها شخصيات سورية طالبت بإنهاء دور جماعة الإخوان المسلمين، ومهمتها وضرورة حلّها، وقال إن “هذه الدعوات وإن كان أصحابها ممن انتسبوا يومًا لها، فإنها تلتقي ولا تختلف عن دعوات ألدّ أعـدائها والمتربصين بها”.

جاء ذلك في منشور لخطيب على صفحته في “فيسبوك” اليوم الأربعاء، تحت عنوان “عقوقٌ ورب الكعبة”.

يقول الشيخ كمال: “لستُ عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، ولكنني أعتز وأفتخر بأنني نهلت من معين فكرها، ومن كتب مشايخها ودعاتها. جماعة الإخوان المسلمين، لم تزعم يومًا أنها جماعة المسلمين، إنما هي جماعة من المسلمين عملت وبذلت من أجل المساهمة في مشروع إعادة إحياء ونهضة الأمة. جماعة الإخوان المسلمين أنشئت في العام 1928 على يد الإمام الشهيد حسن البنا بعد خمس سنوات من إعلان إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1923 على يد المفسد مصطفى كمال أتاتورك، وما أعقب ذلك من الشعور بالضياع واليتم والإحباط بين المسلمين”.

وأضاف: “لا ينكر إلا جاحد فضل جماعة الإخوان المسلمين مع غيرها من الجماعات والحركات والعلماء في بثّ الروح والنبض في الأمة. وإن تأثير هذه المدرسة الذي بدأ في مصر قد انتقل إلى فلسطين وسوريا والعراق وجزيرة العرب وشمال أفريقيا، بل إلى تركيا وباكستان وإندونيسيا والهند، بل وأوروبا والعالم أجمع فيما عُرف بالصحوة الإسلامية العالمية”.

وتابع خطيب: “رغم أن أحدًا من مؤسسيها، ومن سلكوا مشروعها لم يدّعِ يومًا أنها جماعة معصومة من الأخطاء، أو الاجتهادات غير الموفقة أحيانًا، لكن حالة الاستقطاب في العداء لها من أعداء الإسلام وفي مقدمتهم قادة المشروع الصـهيوني، وأذنابه، وعمـلائه من قادة العرب والمسلمين تجعلك توقن صدق توجه هذه الجماعة، وتأثيرها والخوف من دورها، والرغبة في تحييدها عن المشهد، وإلا فما معنى أن ترميها عن قوس واحدة وتحـاربها وتحظرها أنظمة مصر والأردن والسعودية والإمارات، وسبقهم نظام حافظ الأسد وابنه بشار والقذافي والحبيب بورقيبة، ومع كل هؤلاء إسـرائيل، وها هو مارك روبيو وزير خارجية ترامب قد أعلن يوم 15/8/2025 أن إدارته تتجه للإعلان عن تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهـابية”.

وزاد: “لو لم يكن فضلٌ لجماعة الإخوان المسلمين سوى أنها هي أول من كشفت وفضحت الطواغيت أدعياء الثورية والقومية، وأنها هي من واجهت صلفهم، لكفاها ذلك، وقد دفعت ثمن ذلك دماء أبنائها. هكذا كان دورها مع جمال عبدالناصر وحـربه السافرة على الإسلام، وهو الذي ما سطّر في تاريخه غير خيبة ونكـسة وهـزيمة حزيران 1967. وهكذا كان دورها مع حافظ الأسد منذ مذبحـته بحق الفلسطـينيين في تلّ الزعتر ومجـازره بحقّ السوريين في تدمر وحماة. وهكذا كان دورها في مواجهة القذافي الذي تطاول على القرآن واحتكر لنفسه تحديد بداية شهر رمضان. وهكذا كان دورها مع الحبيب بورقيبة طـاغية تونس الذي دعا الناس للإفطار في رمضان، وعطّل صلاة الجمعة. إنها جماعة الإخوان المسلمين صاحبة كلمة الحقّ في وجه سلطان جائر ظـالم، يوم انخرس غيرها، بل وتمسّحوا ببلاط القصور عند أصحاب الجلالة والفخامة”.

وأردف: “إن جماعة قدّمت قادتها ومفكريها شهـداء ومعتـقلين وملاحـقين على مذبـح صفاء نهجها وخدمة أمتها، لجديرة أن تكون عصيّة على الكسر والاندثار، وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله: ”كيف تعرف أهل الحقّ في زمن الفتن؟ فقال: اتبع سهام العدو فإنها ترشدك إليهم””.

وأشار الشيخ كمال خطيب إلى أن ” هناك من حملوا فكر هذه الجماعة في قلوبهم وعقولهم، بل وبذلوا أموالهم وأرواحهم خدمة للإسلام، وهناك من حملتهم الجماعة على كتفيها فكانوا همّا وحملًا ثقيلًا، هؤلاء إمّا أنهم تساقطوا على الطريق، وإمّا أنهم لما أرادت الجماعة أن تنزلهم عن كتفيها انقـلبوا وتطاولوا وانحازوا إلى صفّ أعـدائها”.
وقال: “في أوج الكيد والعـداء، وتصويب السهام على هذه الجماعة، تنطلق دعوات بإنهاء دورها ومهمتها وضرورة حلّها. إن هذه الدعوات وإن كان أصحابها ممن انتسبوا يومًا لها، فإنها تلتقي ولا تختلف عن دعوات ألدّ أعـدائها والمتربصين بها. جماعة الإخوان المسلمين كما قرأت في أدبياتها، فإنها تُعرّف نفسها على أنها وسيلة وليست غاية. إنها وسيلة لخدمة الإسلام ولعودة الحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية، فإذا تحقق ذلك فلا حاجة عندها لهذه الوسيلة، وما دام ذلك لم يتحقق بعد، فإن بقاء هذه الوسيلة واجب وضرورة. أما إذا حصل تغيير إيجابي وخلاص من نظام فاسـد في دولة ما فليس هذا سببًا لحلّ الجماعة، كما في الحالة السورية خاصة مع إعلان الجماعة دعمها للإدارة الجديدة”.

وختم الشيخ كمال خطيب منشوره، بالقول: “إن قادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا يجب أن يُكرّموا ويُقرّبوا، وتُقبّل رؤوسهم، لأنهم هم أول من حمل الراية في مواجهة حافظ ورفعت الأسد، لا أن يُدعوا لحلّ أنفسهم بل ويُهمز ويُلمز بهم لأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. إن من يدعون لحلّ هذه الجماعة وإلغاء دورها كمن هو يسعى لإرضاء زوجته حيث يختلق الأعذار والأسباب لتبرير الذهاب بأمه إلى ملجأ العجزة وتغييبها هناك، وإن من يذهب بأمه إلى ملجأ العجزة مع قدرته على القيام بواجبها فإنه العقوق، وما أكثر العاقّين في هذا الزمان. اللهم إني أبرأ إليك.. نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى