الكلاب المسعورة في الإعلام المصري والتحريض على الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب

الإعلامي أحمد حازم
يقول الفلسطينيون في اللهجة العامّية عن المصريين: “المصاروة شاطرين بالحكي”. والحقيقة أن المصريين -نقصد الأشرار منهم- “شاطرين” بالكذب والتلفيق ليس في السياسة فقط، بل في تضليل الوقائع والحقائق حتى في أيام حكم عبد الناصر ومن أتى بعده (السادات، مبارك، وعبد الفتاح السيسي الذي يعتبر الكذّاب الأكبر في البلد الوحيد في العالم الذي ينام فيه مواطنون بين القبور).
أعرف مصر وشعبها جيدًا منذ الحقبة الناصرية وزرتها مرات عديدة. وقد اكتشفت نتيجة تجارب أن هناك العديد من المصريين لا يوثق بهم وهم دائمًا مع “الكفة الراجحة”.
ألم يخرج ملايين المصريين للشارع تأييدا لعبد الناصر؟ وبعد وفاته خرج كثير منهم أيضًا يهتفون للسادات وهللوا وكبّروا لمبارك، وساروا في الشوارع يحيّون السيسي الذي انقلب على الشرعية وانقلب على الرئيس الدكتور محمد مرسي، الذي أتى به وزيرًا للدفاع.
من المصريين مَن يسير حسب مقولة: “اللي بتجوز امي بقلو عمي”. بمعنى لا مبدأ في الحياة. صحيح “إن خليت بليت” لكن ذلك لا يطبق على كثيرين فيما يتعلق بغزة بدليل عدم وجود ردود فعل في الشارع المصري إزاء حرب إسرائيل على غزة.
ما أن سمع المنافقون للنظام المصري بالمظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، حتى جُنّ جنونهم وفقدوا عقلهم ولم يتصوروا أن “العرب في اسرائيل” سيتظاهرون ضد “الشقيقة” مصر. هؤلاء الذين شاركوا في المظاهرة برهنوا لمصر السيسي واسرائيل على انهم فلسطينيون وطنيون وليس “عرب جيدون” الذين تحدث عنهم كتاب يحمل نفس الإسم وضعه رجل مخابرات اسرائيلي.
المظاهرة (أو الوقفة الاحتجاجية) دعا اليها “اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني”، احتجاجًا على استمرار إغلاق معبر رفح في وجه الجرحى والمرضى والمساعدات الإنسانية، محملًا النظام المصري مسؤولية التواطؤ في تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
هذه الوقفة الاحتجاجية أمام سفارة السيسي لم يشارك فيها أي قيادي من الداخل الفلسطيني. القياديان الوحيدان اللذان شاركا في هذه المظاهرة هما فضيلة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب، اللذان تعرضا لهجمة كلاب مسعورة من كلاب السيسي المصابة بداء الكلب السياسي وهو مرض فيروسي خطير يجب الاحتراس منه.
وغاب عن المظاهرة هؤلاء الذين أقسموا يمين الولاء لإسرائيل في الكنيست، وغاب عنها الذين “يصرخون ويزعقون” على شاشات التلفزة وأمام ميكروفونات الإذاعات وفي وسائل التواصل الاجتماعي على طريقة “شوفوني”.
مقدم برامج تلفزيوني يدعى نشأت الديهي أزعجنا بنباحه وكذبه في الافتراء. يقول هذا المفتري في فيديو له تعليقًا على المظاهرة: ان الشيخ كمال خطيب محاضر في تل أبيب وإن الشيخين حملا الاعلام الاسرائيلية أملم السفارة المصرية. محض كذب طبعًا. وينزلق هذا الديهي الى أدنى مستويات اللاأخلاقية عندما كثّف نباحه وتطاول بكل وقاحة وقلة أدب على عائلتي الشيخين. والصراخ يأتي طبعا على قدر الوجع الذي لحق بهذا الديهي ونظام السيسي، الذي سقطت عنه ورقة التوت وظهر على حقيقته مجددا من خلال منعه فتح معبر رفح.
الذباب الإعلامي الالكتروني المصري مثل حشرات موقع صحيفة “اليوم السابع” التي نشرت خبرًا في الثاني من الشهر الحالي تحت عتوان “عملاء للموساد.. فلسطينيون يفضحون رائد صلاح وكمال الخطيب”. هؤلاء وصلت بهم السفالة الى اتهام الشيخين بـ”عملاء الموساد الإسرائيلي قادوا تظاهرات وحصلوا على تصاريح إسرائيلية بها، أمام السفارة المصرية بتل أبيب، للمطالبة بفتح معبر رفح ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة”.
صعلوك من صعاليك الصحافة اسمه تيسير عابد وهو من مجموعة الذباب الالكتروني المدافع عن نظام السيسي كتب على صفحته الشخصية وبدون حياء أو خجل من الافتراء والبهتان: “أن هدف التظاهرة ليس منع التجويع عن غزة ولكن لتحميل مسؤوليته لمصر هذا هدف جيد يرضي الاحتلال”. نحن أمام حالة من حالتين: فإما ان يكون هذا الـ “تيسير” غير ميسّر ومريض نفسي ومستاء من موقف فلسطينيي الداخل مع أبناء جلدتهم في غزة، وإما أن يكون “مكلفًا” ليفعل ما يفعله.
المنافقون أمثال الإعلامي التلفزيوني نشأت الديهي، يعيبون على الشيخين انهما يحملان الجنسية الإسرائيلية. هذا الأمر هو برهان واضح على جهل الديهي وتخلفه معلوماتيًا. الشيخان يعيشان في مجتمع عربي في دولة اسمها اسرائيل، التي وقع معها بلدك يا نشأت اتفاقية سلام أي تطبيع كامل. فأية جنسية سيحملان أيها الجاهل؟ وإذا كنت أيها المتخلف تعتبر الجنسية الاسرائيلية عمالة، فلملذا يسمح نظام السيسي للمصريين الذين يعيشون في اسرائيل بحملها؟
قناة “الحدث” السعودية ساهمت أيضًا في تأجيج نباح كلاب النظام المصري ضد المظاهرة. فقد نقلت عن أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية محمد عبود قوله: إنَّ “المظاهرات المناهضة لمصر في تل أبيب تخدم نتنياهو وتصرف الأنظار عن دوره الرئيسي في تجويع غزة”. بالفعل موقف مضحك سخيف.
نحن أمام حالة سياسية تآمرية ضد شعب قطاع غزة واضحة مثل عين الشمس: نظام السيسي يمنع فتح معبر رفح وهذه نقطة تلاقي مع إسرائيل في تجويع غزة. نقطة أول السطر.



